أصداء

المساعدة الأمريكية المالية للمعارضة السورية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

خمسة مليون دولار أبعدت الصفقة!!

في كل مرة يتم الحديث فيها عن أية بادرة أمريكية تجاه الوضع الداخلي السوري، تدخل المعارضة السورية في فضاء المزايدة على بعضها بالطبع وكي تقطع الطريق على بعضها أيضا..!
لهذا قام العزيز ميشيل كيلو و السيد حسن عبد العظيم والمناضل رياض الترك بالرد على تخصيص الإدارة الأمريكية لمبلغ خمسة ملايين دولار لمساعدة المعارضة السورية، وعلى حد قول ميشيل: المعارضة السورية مشكلتها ليست مادية بل سياسية. ورد آخرون بالسلب على هذه / المنحة / أيضا. وكأن المسألة مناسبة لإظهار أن الدعم الأمريكي للمعارضة السورية هو شبيها بالدعم السوري للمعارضات العربية أو الدعم العراقي للمعارضة السورية أيام زمان!! مطلقا لأن: في أمريكا مؤسسات تقرر وليس أجهزة استخبارات عسكرية أو أمن دولة..الخ
ولا يمكن أن يتم صرف مبلغ دون موافقة الكونجرس الأمريكي!! وهذه نقطة يجب ألا نغفلها أبدا.. لأننا لوعدنا للمساعدة الأمريكية للمعارضة العراقية لوجدنا أن تلك المساعدة لم يكن لها شروطا في أن تبقى هذه القوى موالية لأمريكا.. بل بعضا منها أصبح مواليا لإيران!! ولا يعني هذا أنني مع قبول هذه المساعدة أو ضدها ولكن علينا قراءة المغزى السياسي منها وليس المادي.
وعلى كل حال أحزاب المعارضة السورية وهي الآن كثيرة نحمد الله ونشكره: هي حرة في قبول هذه المساعدة أو رفضها، ولكن بلا تخوين!!
ما يهمني في هذا الأمر هو أن إقرار هذه المساعدة المالية للمعارضة السورية من قبل هذه المؤسسات إنما يعني أن: شبح أية صفقة أمريكية سورية قد مات وإلى غير رجعة، وهذا ما يهمنا في الحقيقة وليس المساعدة المادية كما تناولها القائمون على إعلان دمشق!!
وفق رؤيتنا للسياسة الأمريكية ومؤسساتها نجد أن الموافقة على هذه المساعدة المالية هي في نفس الوقت قرارا بأن هذا النظام لم يعد قابلا للتفاوض أو قابلا للقبول تحت أي مسمى وهذا بيت القصيد. وهذا ما أكدته السيدة كوندليزا رايس في أكثر من تصريح.
لأن رهان النظام وحتى بعض قوى المعارضة السورية هو قيام صفقة أمريكية سورية. لذا على قوى إعلان دمشق أن تستفيد من هذا المغزى السياسي للمساعدة المالية وإقرارها ودون الدخول في نفس شبكة ملفوظات النظام حول العلاقة مع هذا الخارج سواء كان أمريكيا أو دوليا.
وما يهم اللجنة المؤقتة لإعلان دمشق الآن هو حشد لقوى المعارضة في الداخل والخارج، وعقد مؤتمر وطني عام. وهذه قضية مطلوبة وبإلحاح حتى لوتم إستثناء بعض القوى. ولكن المهم أن نرى هيئة تمثيلية لهذه المعارضة وهيئة تمثيلية تمثل فعلا الطيف السوري في الداخل والخارج والأهم أن يكون لها عمقا شعبيا في صياغة هذا التمثيل.
والجديد في موقف قيادة الإعلان أنها استثنت فقط الغادري ورفعت الأسد، وهذا خطوة مهمة في الحقيقة ومشجعة، ويجب دعمها والعمل عليها إذا كان الإستثناء فقط محصورا بهذين الشخصين فلا بأس دون ان يطال أحدا آخر لأننا لانعرف هل كل القوى المشاركة في هذا الإعلان ليس لديها أو لديها نفس [ الفيتو الذي تحدث عنه ميشيل ]؟
ويبقى العمل على إزالة كافة الالتباسات في سياق عمل هذا الإعلان وعدم القيام بمفاجآت جديدة!!
ومن أهم المطلوب هو العودة لشرح وتوضيح موقف موحد من القضية الكردية في سوريا ومن المسألة الطائفية والتي لايمكن لها أن تأخذ حلولها إلا في سياق علماني للتغيير السلمي الديمقراطي.. والذي في الحقيقة لازال معوما تماما الحديث عنه وعن كيفية حدوث هذا التغيير هل هو بالعصيان المدني مثلا أم بماذا؟!
وهل: لوجمعنا كل قوى المعارضة قادرة على القيام بمثل هذا العصيان؟ أظن أن قوى المعارضة السورية غير قادرة لوحدها وفي ظل هذا الوضع السوري على الدعوة لعصيان مدني يجد له آذانا صاغية في الشارع السوري: لأن هذه المعارضة لم تهيئ الشارع لمثل هذا النوع من الصوت العالي..
كثيرة هي الأسئلة التي بحاجة إلى إيضاح..

غسان المفلح

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف