النظام السوري والمعارضة 1-2
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تداعت المعارضة السورية بشتى أطيافها الى اعتصامٍ مدنيٍ سلميٍ أمام السفارات السورية في العديد من العواصم العالمية في الثامن من مارس/آذار الجاري، الذي يؤرخ لانقضاء 43 عاماً علىاستيلاء حزب البعث بالقوة العسكرية الغاشمة على نظام الحكم في سورية الذي كان نظاماً مدنياً ديمقراطياً تعددياً مع كل مايقال عنه.
المطالب التي تؤكد عليها المعارضة في هذه المناسبة وفي غيرها من المناسبات ومنذ أكثر من عشرين عاماً هي:
1- الغاء قوانين الطواريء والأحكام العرفية وكافة القوانين الاستثنائية المعمول بها بما فيها القانون 49 القاضي باعدام كل منتسب لجماعة الاخوان المسلمين حتى بتاريخ مسبق لصدور القانون.
2- الغاء المحاكم الاستثنائية ووقف الملاحقات والاعتقالات خارج اطار القانون.
3- الافراج عن كافة المعتقلين السياسيين، وعودة المنفين الى وطنهم والتعويض عن فترات الاعتقال واعادة الحقوق المدنية للذين حرموا منها.
4- الكشف عن مصير عشرات الآلاف من المفقودين وتحديد مصيرهم بالتعاون مع لجان حقوق الانسان العالمية والمحلية ولجان شعبية تمثل المجتمع المدني السوري بكل اطيافه، وتسوية أوضاعهم القانونية.
5- اعادة الجنسية للمواطنين السوريين الاكراد ممن سحبت منهم جنسيتهم والتاكيد على الحقوق الثقافية لكل الاقليات القومية داخل سوريا وطن واحد لجميع ابنائها.
6- اطلاق الحريات السياسية وحرية تشكيل الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني
7- الغاء المادة الثامنة من الدستورالسوري التي تمنع المساواة بين المواطنين. هذه المادة التي تنص أن حزب البعث هو الحزب القائد في الدولة والمجتمع وله الأغلبية في كل مفاصل القرار االسياسي والعسكري...الخ).
تؤكد المعارضة السورية خيارها الاستراتيجي في التغيير السلمي والديمقراطي للنظام الحالي وعدم الاستعانة أو الاستقواء بالاجنبي على الوطن.
تؤكد المعارضة على أن الحكم العسكري يجب أن ينتهي ويذهب الى الأبد ولاسيما أن تاريخه حافلٌ بالقمع والارهاب والقتل وكان من ضحاياه عشرات الآلاف من القتلى والمفقودين وأمثالهم من المهاجرين والمهجّرين فضلاً عن الدمار والتدمير والسرقات التي بلغت عشرات المليارات.
كما وتؤكد المعارضة أن السياسات الارتجالية الخاطئة للنظام أوقعت جوقته في شر أعمالها ولاسيما فيما كان من فعالها في لبنان قتلاً ونهباً وقمعاً وارهاباً، وأدخلت النظام الحاكم في مواجهةٍ مكشوفةٍ مع المجتمع الدولي كله ولاسيما من خلال لجنة التحقيق الدولية التي تعمل على كشف الحقيقة في مقتل رئيس وزراء لبنان السابق المرحوم الحريري.
وأما النظام السوري فيؤكد بدوره أنه سيقوم بالاصلاحات على طريقته وفي الوقت المناسب وبعيداً عن ضغط المعارضة المتوافق والمتناغم والمنسَّق مع الضغوط الأمريكية التي تريد النيل من عزم النظام وارادته على الصمود والتصدي في وجه مؤامرات وخطط أمريكا وحلفائها الأوروبييين الاستعماريين الذين لايريدون الا الشر لمنطقتنا، وتفتيتها ( حتت).
النظام السوري يعيد علينا قراءة مزاميره من أن سوريا الأسد (التي اختصرت في شخص) كانت وستبقى القلعة الأخيرة في مواجهة الامبريالية والصهيونية والرجعية والاستعمار الى آخر هذا (الكاسيت) المليء بالشعارات القومجية والغنائيات المنفاخة والتبجحات المدعية والطروحات الكاذبة المجرّبة ( ومن جرب المجرّب فعقله مخرّب).
النظام السوري يؤكد أن الوقت الآن هو وقت الملحمة، ووقت المصاولة والمجاولة. وأن المواجهة على الأبواب لأن الأمريكان قادمون يريدون ضرب معقل العروبة والصمود وملاذ المنافحين عن شرف الأمة. وعليه يعمل النظام على حشد جماهيري خلف هذا الخطاب التهويشي والمُضَلِل. كما واستطاع من خلال هذا الخطاب أن يحشد خلفه مجموعة من رجال الدين اضافةً الى القومجيين مدعي العروبة. فقاد رجال الدين خطاباً متشدداً على أن ارادة المجتمع الدولي هي الحرب الصليبية الجديدة على الاسلام في عقر الشام والذي يقف فيها بشار الأسد (لأنه سورية بحالها) مسّلة شامخة تدفع العدوان وتتحطم على أقدامها رايات الاستعماريين والمحافظين الجدد. فنادوا ياخيل الله اركبي وهبي ياريح الجنة، ونادى القومجيون(اللي دائماً يبحثون على كل ديكتاتور عربي ليدعموه ويصطفوا خلفه) طاب الموت ياعرب و (ويلك يللي تعادينا ياويلك ويل). وربنا يعينا نحن الغلابى السوريين المسحوقين قمعاً وقهراً وبطشاً وجوعاً على (هالمصيبة) الكبيرة بين رجال الدين والعروبيين. فماكفانا أننا نسام الذلّ والهوان بسيفهم المرفوع علينا باسم العروبة لأكثر من نصف قرن، فرفعوا علينا الآن سيف الاسلام وهذا(كان اللي ناقصنا). فمصيبتنا أيها الناس في سورية كبيرة كبيرة. فرئيسنا - كما تخيله العروبيون - هو عبدالناصر قرن الواحد والعشرين، وهو صلاح الدين قاهر الصلبييين - كما تخيله مشايخنا -، (وهات بقى ظبط على هيك خرط وبيض كبير وكلام بلا طعمة يبط الكبد) عنتريات ثبت كذبها من زمان بعيد.
يصر النظام الحاكم على أن يأخذ معه الى هذه المواجهة كل الشعب السوري - علماً أن المطلوبين للتحقيق شلة لاتتجاوز عدد أصابع اليد - لتكون سورية الأرض والناس رهينةً عند النظام يحتمي خلفها، ويفاوض عليها ويضع المجتمع الدولي في حرجٍ عندما يريد لدماء الأبرياء أن يحملها الشعب السوري بكامله - وما لهم بذلك من علم _ فالمتهم والمطلوب ليس الشعب، وانما 4-5 أفراد منه، ممن يكبس على نفسه ويسرق لقمة عيشه ويقضي على مستقبل أجياله، ويقمع حريته وكرامته.
بدرالدين حسن قربي