الطالباني ونظرته للارهاب في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ماذا يتوقع من رئيس جمهورية كردي غير قيامه بالوساطة وتقريب وجهات النظر بين المجموعات المتصارعة ودعوة المجموعات المسلحة الى رمي اسلحتهم وانضمامهم الى العملية السياسية في العراق حيث الاغلبية العربية بغية الوصول الى الوئام؟
استغرب من كيفية تفكير بعض المثقفين والساسة العراقيين من العرب حول موقف الكرد من الجماعات الارهابية والمسلحة التي تقوم بقتل المواطنين الابرياء يوميا والتي تسمى من قبل "اشقائهم العرب في الدول الاخرى بالمقاومة"، يبدو ان بعضهم يعتقد او يتعمد في اقناع نفسه بأن الكرد الذي عانى ولايزال يعاني الويلات من ظلم وقمع وكافة مساوئ النظام الصدامي الدكتاتوري البائد، يتساهل مع تلك الجماعات التي كانت اليد الضاربة لصدام بحق الشعب الكردي، انه حقا لشىء عجيب ان يفكر عراقي بأن الكرد اصبح الآن الوسيط بين الجماعات الارهابية والقوات الامريكية بهدف كسر الجرة على رؤوس العرب.
حين يدعو الطالباني الجماعات المسلحة الى رمي اسلحتهم وقدومهم الى طاولة المفاوضات، فليس في ذلك الا خير للعراق الذي ان استمر الوضع فيه على هذا النحو، فستقوم كارثة الحرب الداخلية وكلنا نعرف ماذا ستكون عواقبها، لذا ان افضل ما يقوم به رئيس الجمهورية الذي يلعب الآن دور الوسيط بين الجميع، هو الدعوة الى السلام بين كافة الاطراف ونبذ العنف بدلا من اصدار الاوامر الى الجيش للشروع في حرب شاملة مع تلك الجماعات التي تنتشر في كافة محافظات العراق، ولو قام بعكس ذلك ودعا الجيش والاجهزة المختصة بالتأهب وبدء حرب شاملة ضد تلك الجماعات العربية المسلحة، فأن عرب العراق بأحزابه وشخصياته السنية والشيعية اول من يقف ضد دعوة كهذه، ويستنكرون موقف الرئيس الكردي الداعي الى "ضرب العرب على يد اخوانهم العرب"، ويقولون:" انظروا.. رئيسنا الكردي يأمر بنشوب حرب داخلية بدلا من الدعوة الى الهدوء والمفاوضات ونبذ العنف الطائفي.. يا له من رئيس!".
ان ما يدعو اليه جلال الطالباني باستعداده لاستقبال بعض الجماعات المسلحة ليس محرجا بتاتا، ولايقوم بكسر الجرة على رؤوس العرب بهذا الموقف، بالعكس عندما يتنازل من هو في موقع القوة والسلطة في سبيل شعبه ويتفاوض حتى مع العدو، انه حقا لموقف مشرف ومحل الاعتزاز لجميع العراقيين، فكلنا نتذكر انور السادات عندما تنازل وقام بزيارة اسرائيل من اجل ترسيخ السلام بين تل ابيب والعرب وكان في ذلك خير كبير لشعبه.
الشعب الكردي الذي هو الضحية الاولى لسياسيات صدام، يلعب اليوم دور الوسيط لا بين الجماعات المسلحة كي ترمي سلاحها فقط، بل حتى بين الاحزاب والاطراف العراقية كافة في سبيل الوصول الى حل توافقي للخروج بالعراق من مأزقه السياسي الحالي وتشكيل حكومة وطنية، فنرى اليوم البارزاني موجودا في بغداد، ويسعيان هو ورئيس الجمهورية اولا في سبيل ايجاد حل ومخرج للعراق عموما من هذه الازمة السياسية الحرجة وليس بسبب حساسية الكرد المفرطة في الدفاع عن مصالحه كما يتعمد البعض في قول هذا.
كاروان علي
كاتب صحفي كردي عراقي-السليمانية
KARWANALI@YAHOO.COM