أصداء

الإخوان: فناً أدباً وعلوماً

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بما أن التيار الإخواني في العالم العربي قد بدأ ينجح سياسياً أو سُمِح له بخطو خطوات نحو الحكم أو المشاركة فيه (مصر، فلسطين). فهناك علامات كثيرة تبرز وتثار عن هذا التيار وأجندته ومدى قدرتـه على إدارة الشؤون الكبرى للبلاد؛ وهو صاحب تجربة في النضال والعمل لا تخرج عن عنوانين "السياسي والاجتماعي"، فلا نعرف مدى فعاليته مع عناوين أخرى.
إلا أن تأملاً لمسار هذا التيار وعلى مدى أكثر من 80 عاماً وعلى مساحة الوطن العربي. لا يظفر بأسماء كبيرة ومؤثرة للإخوان خارج اللعبة السياسية والهمّ الاجتماعي والنتاج الفكري- الديني. لا أدري لمـاذا لم نرى تميزاً للتيـار الإسلامي في الآداب والفنون، و في العلوم كافة؟ لماذا نجحت تيارات أخرى يسارية وقومية وعلمانية من إيجاد أسماء مهمة في هذه المجالات. إنتشر تأثيرها في البلاد ووصلت إلى العالمية.
فالأغنية الوطنية والملتزمة خرجت من رحم اليسار. والأدب الروائي والقصصي يساري قومـي علماني بمعظمه. والشعر كذلك باستثناء الشعر الكلاسيكي الخطابي الذي تخصص به الإخوان، هو والمسرح الكلاسيكي أيضاً والخطابي جداً. السينما والفنون البصرية دنا منها الجميع باستثنائهم.و للأسف فإن سُجّل للإخوان خوضَ غمار أي فن أو أدب فهو دائماً من باب التركيز على كلمة واحدة في قاموسهم وهي "الجهـاد" بمعناه الأصغر غالباً.
وقـد جلتُ في بحثي على الإنترنت على منتديات إسلاميـة إخوانية تحمل عنوان منتدى فني أو أدبـي فلم أجـد كلاماً عن الفن سوى الأناشيد الإسلامية وآخر إصداراتها. أو بأحسن الأحوال يكون الحديث عن سامي يوسف وآخر فيديو كليب له.
نترك الفنون والآداب ونتجه إلى الميادين العلمية الكبرى. هل أنتج التيار أسماء بحجم أحمد زويل، ميشيل العشي، فاروق الباز، محمد النشائي، جورج بحر ورمال رمال وغيرهم كثير... للأسف أن كلمة علم أو عالم ترتبط بالدرجة الأولى بحسب قاموسهم وأدبياتهم بالعلوم الدينية من فقه وعقيدة وحديث أو إلى عالم ديني أو مفكر إسلامي. ويكفي أن تدخل إلى الموقع الرسمي للإخوان المسلمين في مصر (
www.ikhwanonline.com) لتجد دليلاً على هذا المثال تحت عنوان شخصيات إسلامية.
في بنيتهم التربوية للأفراد، يدفعونهم بطريقة أحياناً غير مباشرة نحو الاختصاصات التالية: الطب الهندسة والمحاماة. نظراً لدور هذه المهن الاجتماعي والنقابي والإنتخابي. ومؤخراً ظهر عندهم اهتمام بالمعلوماتيـة لما تلعبه من دور مؤثر في الدعوى والدعاية. وتجد عند بعض التيارات كحماس والجهاد الإسلامي تركيز على بعض العلوم والاختصاصات التي تساعدها في صراعها ومقاومتها.
الجواب السريع والجاهز الذي تجده عند معظم الإسلاميين كردّ على هذا الوضع وتساؤلاته ؛ هو بأن الأمـة في حالة صراع. وأن مؤامرة كبرى تستهدفهم من الدول والحكومات. لكني لم أجد اختلافا كبيراً بين وضع الإخوان ووضع الشيوعيين مثلاً. ففي معظم الأنظمة العربي يعامل التياران سواسية. فكلاهما سجن في نفس الزنازين وقمع وضرب بالأدوات نفسها. حتى برك الأسيد والكلاب المسعورة نجدهما في أدبيات التعذيب عند الطرفين، ومع ذلك فقد خرج الفريقان من هذه التجارب بنتاج مختلف ومتفاوت.
أختم تساؤلاتي في هذا الموضوع بنقطتين الأولى: بـأن هذه الحال تنطبق فقط علـى التيار الإسلامي والإخواني في المنطقة العربية، فالوضع يختلف كلياً وبشكل متفاوت في تركيا ماليزيا وإيران. والنقطة الثانية بأن أحدهم نقل لي أن في النظام الداخلي للإخوان المسلمين تركيز على الاهتمام بالفنون (لا ننسى هنا بأن الإمام حسن البنا كان أخوه فناناً تشكيلياً معروفاً ولا زال). وبأن هناك بند أساسي يطلب من الأخ الملتزم بأن يذهب إلى السينما أو المسرح مرة واحدة على الأقل في الأسبوع للترفيه والمعرفة وتنمية الذوق الفني.

خليل حنون

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف