يموت الزمار وأصابعه تلعب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يموت الزمار وأصابعه تلعب على غير عادتهِ هذه المرة مكثَ في المنزل مساءً ملتصقاً بجهاز التلفاز وأجلسَ بقربهِ ( مطارة ) الشاي وبعض الحلويات وما يكفيه من ( المكسّرات )..
وأخذ يقلّب بمزاج رائق المحطات الفضائية إلى أن استقر في نهاية المطاف على مسلسل ٍ مكسيكي، أبدى اندهاشا ً ملحوظا ً حينما قالت له زوجته إنها الحلقة العشرون بعد الثلاثمائة..
فصاح بزوجتهِ فجأة : اجلبي لي النظارة، يملك نظارتين واحدة للقراءة والأخرى للمشاهدة التلفزيونية الواضحة واعتاد على تسميتها حركياً بينه وبين نفسه بنظارة الأنس..
جلبت له زوجته النظارة على مضض وكانت منزعجة من مكوثهِ في المنزل ولكنها لم تُظهر له انزعاجها لكي لا يركبه عناده ويصرّ على تغيير المحطة وخاصة ً إنها تتابع هذا المسلسل منذ حلقاته الأولى..
فجأة ً صاحت الزوجة : كونزالوا..
انتفضَ الزوج من مكانه على إثر صيحتها المفاجئة وقال لها ممتعظاً : مَن يكون هذا الـ ( كونزالوا ) ؟؟
ـ البطل
ـ أها
وبعد برهة سكون صاح الزوج فجأة : أنطونيللا..!!
أخفت الزوجة استغرابها المفاجيء..!!
كيف عرفَ الشيطان إن اسمها ( أنطونيللا ) ؟؟
ساد بينهما صمت قصير، مزّ قهُ الزوج بضرب ( مطارة ) الشاي بقبضةِ يده متنرفزاً ليقول لزوجتهِ :
ـ أني أموت غيظا ً من هذا الذي اسمه ( كونزالوا )..!!
ـ لماذا ؟؟
ـ لأنه محظوظ فكل نساء الحي تعشقنه حتى ( شغالة ) منزله تعشقـه..!!
ـ كيف عرفت؟؟
ـ ليلة البارحة فرغتُ من مشاهدة الحلقة التاسعة عشر بعد الثلاثمائة في المكتب..!!
وبعد أيام كان صاحبنا يجلس مع زوجته وابنته الصغيرة ( فجر ) في الكافتيريا التابعة لدار السينما، ينتظر الموعد المحدد لدخول قاعة العرض، وبينما كان مشغولا ً بتناول بعض المأكولات الخفيفة، جالت عيناه يمنة ويسرة، وتصادفَ في هذه الأثناء مرور بعض الفتيات الحسناوات..
وإذا به فجأة ً يسمع زوجته تقول : فجر، عسى عينج البط!!
استغربَ، ما الذي فعلته هذه الصغيرة حتى توجه لها كلاما ً جارحا ً، إنها جالسة بهدوء وسلام..
اكتشفَ بعد برهة بأنه هو المقصود من كلامها، فقال في سرّهِ : لا بأس، يبدو إنه مراعاةً لنفسيتي جاء توبيخها لي على قاعدة ( إياك أعني واسمعي يا جارة )..
ثم قال بحسرة رافعا ً عينيه إلى السماء:
يا إلهي ما ذنب الصغار يؤخذون بجريرة الكبار.. !!
وللأمانة يعترفُ صاحبنا بأن عيونه ( زايغة ) على طول، وإن هذه العادة تجذرت فيه بحكم الغريزة التي جُبل عليها الرجل..
ويعترف بأن المسألة عنده لا تتعدى مجرد النظر، لأنه في الأساس لا يملك الشجاعة لكي يصارح امرأةٍ ما بأن جمالها سببٌ في شقائه..
ويعترف أيضا ً بأنه حينما يكون برفقة زوجته المتسلطة ينساق لاشعورياً خلف هذه العادة، ويقول بأن يومه يكون كئيبا ً بسبب مراقبتها اللصيقة له والطوق الأمني الذي تفرضه عليه، حتى إنه في إحدى المرات اصطادته زوجته متلبسا ً بمشاهدة البرايم الذي كانت فيه هيفاء وهبي تغني وترقص في البرنامج المعروف بستار اكاديمي..
فقامت بينهما معركة كلامية حامية ووصل بها الأمر أن قدمت بحقهِ شكوى في ( المخفر ) تتهمه بالشروع في الخيانة..!!
وعلى إثر تلك الشكوى تعهدَ لها بالإستقامة وبغض الطرف، ولكنها طلبت فترة من الوقت لتجرّب صدق كلامه..
وبعد فترة من الالتزام ببنود اتفاقية ( الإستقامة )، بينما كانا يسيران بالسيارة في الطريق العام، مرّت بقربهما سيارة فارهة من نوع ( جاكوار ) فسألها بنبرة غريزية بريئة :
أريد أن أعرف، هل الفتاة الجميلة هي التي ( تحلّي ) السيارة، أم إن السيارة ( الكشخة ) هي التي ( تحلّيها )!
فصرخت في وجههِ بدافع الغريزة: يموت الزمار وأصابعه تلعب!!
محمود كرم
كاتب كويتي