الى من علمني حرفا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اثار اعتقال الدكتور عمار قربي عضو المنظمة العربية لحقوق الانسان في سورية الاحد الماضي همي وشجوني ليس لانني لم اتوقع له الاعتقال فقط وليس لانه زوجي بل لاننا كنا نترافق في رحلتي واشنطن وباريس حيث حضرنا مؤتمر المعارضة في اميركا الشمالية ومؤتمر باريس الذي دُعيت اليه اطراف من المعارضة وجمعيات حقوقية دولية ولم ندعا الى المؤتمر كزوجين بل كان يحضر كل منا على حدى، وشارك عمار باسمه الشخصي ومن حقه ذلك ولم يقدم اية ورقة عمل ولم يطرح اي برنامج بل اكتفى في المؤتمرين بالمراقبة عن كثب لان سياسة المقعد الفارغ كما يؤكد لي هي التي اوصلتنا الى هذا الوضع الذي نحن عليه.
عمار علمني ان اكره الضعف واكون قوية ورغم انني حاولت الا انني وانا اوزع بيانا للعائلة للمناشدة لاطلاق سراحه اكتشفت كم عمار عظيم فقد تعبت جدا اثناء توزيعي لاكثر من 5 الاف ايميل يؤرشفهم عمار وينظمهم في جداول خاصة وقلت في نفسي كيف كان لايحس بالتعب وهو يوزع بيانات المنظمة وتصريحات صحافية واسماء المعتقلين الذين لاتمت له صلة او ُقربى بهم عبر اكثر من سنتين وكيف لم يكن يمل وهو يتاكد من وصول كل ايميل وفاكس ويعيد الارسال في حال ارتداده.
لقد استغربت اعتقال عمار لانني اعرف انه يتعامل بذكاء وحكمة ولم اجد في تنقلاتنا بعد حضورنا مؤتمر واشنطن وبعد انتهائه وبانتظار مؤتمر باريس مايشكل خطورة على امن البلاد.
لقد تعرفنا على الجالية السورية معارضة وموالاة في الولايات الاميركية وتعرفنا على اطباء ومهندسين بارزين وعرفنا خلال الفترة السابقة ما لايعرفه السوريون الذين يعيشون في الولايات المتحدة الاميركية والذين طحنهم المجتمع الاميركي عملا وجهدا اذ ركبنا المترو والقطار والطائرة داخل اميركا وتجولنا في الشوارع مشيا على الاقدام وكانت اللقاءات جميلة وكان القاسم المشترك للجميع محبتهم لسورية واستعدادهم لفعل اي شيء من اجلها وان كل ماجرى في مؤتمر واشنطن وبقاءنا فترة فيها كان بعد ان تم سحب تذاكر السفر منا، كان الامر غريبا بالنسبة لي اذ ليست المرة الاولى التي احضر فيها مؤتمرا ولكن هذه اول مرة يحدث لي ذلك ولكن كان الخلاف شخصيا ولم يكن سياسيا وُسنت الاقلام لمهاجمتنا واعرف هدف كل انسان واسباب هجومه ولكني اكتفيت بالصمت حزنا على اكاذيب ُتطلق ورغبة في الترفع عن الدخول في معارك جانبية.
قبل اعتقال عمار كانت هناك عروض للبقاء في اميركا ولكننا نريد العودة لسورية وليس في مخططاتنا ترك بلدنا مطلقا وبعد اعتقال عمار انهالت علي افكارا مختلفة اذ طلب مني رفع قضية على الحكومة السورية في واشنطن وتجميد ما لدى السفارة السورية من اموال وطلب تعويض مادي الى تقديم اللجوء السياسي لي ولعمار في الولايات المتحدة الاميركية ووعد ان الاقامة ستكون خلال شهر بحوزتي وسيستقدم عمار بواسطة السفارة..... ولكني فخورة بما يفعله كل سوري حين ينجح في اختبار خاصة ان الاسئلة لم تكن صعبة والاجابة لدي كانت سهلة دون تفكير او تحضير لانني سورّية واحب سوريا وانسانة وطنية وهذا ليس مديح لنفسي بل توصيف واعرف انهم كثر مثلي.
استغربت حين قيل لي انه ربما سبب اعتقال عمار تقارير امنية كاذبة عنه اتت من واشنطن في شباط الماضي ورسمت مائة علامة استفهام حين قيل لي انه ربما بسبب لقائه معارضين سوريين في الخارج، وسالت نفسي هل لقاء السوريين مهما كانت انتماءاتهم خطا احمر؟، واستغرب ايضا من اشخاص بارزة ان تصدق ما لم يحدث وان ضابطا اسرائيليا ممكن ان يكون في مؤتمر باريس وكيف تسوق هذه الاشخاص مالم تراه بعينها ثم تقول ان من افاد بتلك المعلومة ربما يكون اسما وهميا.
ليس دفاعا عن عمار انه اشرف واطهر من ان ادافع عنه لانه اخلص لعمله الحقوقي ولتعزيزه ولانني كنت اسمع المكالمات الهاتفية التي تاتيه من اهالي المعتقلين وزوجاتهم يوميا وهو يحاول التهدئة والطمانة ويتصل باستمرار بالمحامين لحثهم على العمل حتى انه قرر ان يدرس في كلية الحقوق ليدافع عن الجميع، واراه وهو يحترق دمه في اليوم اكثر من مرة لانه يريد ان تمضي الامور كما يحب لما يراه افضل، ليس دفاعا عن عمار ولكن احقاقا للحق اكتب هذه الكلمات، لسنا ضد النظام ولكننا ضد الا يكون هناك اصلاح حقيقي حتى يصبح الغد اجمل والمستقبل اوضح.
انا دائما اردد "لقد انضحك عليّ كنت بعثية مخلصة جدا قبل سفري للقاهرة ولكن بعض البعثيين سرقوا مني حلمي عندما وعيت واكتشفت الفساد حيث كانوا يتوارون وراء البعث لسرقة سورية ولا اريد ان تتكرر نفس القصة لاولادي"، ويفاجاني كلما ناقشت فاسدا ان يقول لاتحاسبوني حاسبوا المرحلة، فالمرحلة كلها كانت فاسدة، ان كل ما اريده سورية نظيفة دون فساد وباصلاح حقيقي ودون سجون لمعتقلي راي ودون محاكم استثنائية وان يعمل داخلها كل ابنائها وهذا ابسط حقوقي كانسانة وكمواطنة.
بهية مارديني