انها تبكي على ملك اندرس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لم تستطع (هيئة علماءالمسلمين) اخفاء حزنها العميق على سقوط نظام البعث الصدامي رغم قيامها بتعليق شعارات وطنية رنانة امام (مجلس عزائها السري) الذي اقامته بمناسبة سقوط النظام، ولولا حاجتها لخداع الأمة لأقامت مجالس عزاء علنية على روح فقيدها( النظام الصدامي) الذي ترك رحيله لوعة في صدور شيوخها... ففي الذكرى الثالثة لسقوط( الصنم) وتحرير الجموع اتحفتنا الهيئة برثائية (بليغة) عبرت فيها عما يعتلج في صدرها من لوعة وحرقة على سقوط الصنم في ساحة الفردوس مضرجا بعار هروبه من ساحة المعركة، رثائية تفوح منها عفونة التلاقح البعثي الطائفي المموه ببراقع الوطنية المهلهلة، ولايعوز هذه الرثائية لتشي بنواياها بصورة صادقة سوى قصيدة (عصماء) تنتهي بعجز يولول (...ولزرت عفلق والرفيق يزار).
لقد سفحت الهيئة (في بيانها الذي نشرته ايلاف في 20-3-2006 ) دمعا غزيرا على الشرعية الدولية التي( استباحتها) امريكا وبريطانيا اثناء قيامهما بتحرير العراق، فقالت في مقدمة البيان:
(تمرّ في 19/3/2003م الذكرى الثالثة للعدوان الأميركي البريطاني على العراق الذي تمّ بدون أي سند شرعي من المجتمع الدولي الرسمي الذي رفض إضفاء أي غطاء قانوني عليها في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي) ولاندري هل كانت الهيئة ستصفّق لسقوط الصنم في ساحة الفردوس لو ان ( الشرعية الدولية) قد باركت ذلك؟ وهل ان مايهم الشعب العراقي،الذي كان يأن من وطأة الأرهاب والقهر الصدامي،هو شرعنة أسقاط النظام، ام أن المهم لديه هو تخلصه من نظام الأستعباد العفلقي؟ وماذا عن الشرعية الدولية التي جسدتها القرارات الدولية التي باركت العملية السياسية الجارية في العراق حيث اشار القرار 1483 الصادر في 22 ايار 2003 الى ان مجلس الأمن ( يشجع الجهود التي يبذلها شعب العراق من اجل تشكيل حكومة تمثله.... ويناشد الدول الأعضاء عدم منح ملاذ آمن لأعضاء النظام العراقي السابق )واشار القرار 1511 الصادر عن مجلس الامن في 16 تشرين الأول الى ان مجلس الأمن ( يرحب بقرار مجلس الحكم في العراق تشكيل لجنة دستورية تحضيرية من اجل الأعداد لعقد مؤتمر دستوري يقوم بوضع دستور يجسد طموحات الشعب العراقي) اما القرار 1546 الصادر 8حزيران 2004 فأكد على ترحيب مجلس الأمن ( ببدء مرحلة جديدة على طريق انتقال العراق الى حكومة منتخبة انتخابا ديمقراطيا واذ يتطلع تحقيقا لهذه الغاية الى انهاء الاحتلال وتولي حكومة عراقية مؤقتة مستقلة وتامة السيادة لكامل المسؤولية والسلطة بحلول 30 حزيران عام 2004) واكد مجلس الأمن في القرار 1637 الصادر في 8تشرين الثاني عام 2005 على ترحيبه ( ببدء مرحلة جديدة في المرحلة الأنتقالية في العراق ويتطلع الى اتمام عملية الأنتقال السياسي). وهكذا فأن مجلس الأمن تابع ورعى وشرعن كل مراحل العملية السياسية في العراق، فلماذا عارضت (الهيئة) مجرى العملية السياسية ( المشرعنة دوليا) وحاولت وضع العراقيل بطريقها اذا كانت مولعة حقا بالشرعية الدولية وقراراتها.؟
الحقيقة التي بات يعرفها الجميع هي أن ( الهيئة) ليست ضد ( الأحتلال ) لأنه احتلال بل لأنه اسقط النظام الصدامي، فهي ضد اسقاط ذلك النظام، مهما كان شكل الأسقاط، لعدة اسباب في مقدمتها أن الهيئة تنظر، بعين الحسد للطوائف الأخرى التي اخذت حقوقها بعد تحرر الشعب العراقي من استعباد النظام الصدامي؟ هذه هي الحقيقة التي بات يعرفها كل العراقيين، وما شعارات (مقاومة الأحتلال) الا غطاء لتبرير الأعمال الأرهابية التي تسعى لتدمير كل شيء لعرقلة بناء العراق الديمقراطي.
ان الهيئة التي فشلت في عرقلة العملية السياسية لم تتعظ من هذا الفشل وتواصل نهجها المعادي لأرادة الشعب العراقي وتريد العودة بالعراق الى نقطة الصفر التي اعقبت سقوط النظام مما يعني الغاء كل نتائج العملية السياسية التي شارفت على المرحلة الأخيرة حيث قال بيانها:
(إن العراقيين اليوم بحاجة ماسة إلى أخذ مصالحهم بالحسبان والالتفات إلى المخاطر التي تعصف ببلدهم والعمل الجادّ من الجميع لتجاوز أزمته والخلاص من الاحتلال الذي لن يزول إلا من خلال برنامج وطني كامل غير مجزأ للتحرير يقوم على أساس خروج قوات الاحتلال وتوفير الفرصة للعراقيين جميعاً لاختيار حرٍّ لشكل نظامهم السياسي وممثليهم في عملية سياسية مستقلة بعيدة كل البعد عن تأثيرات الاحتلال أو غيره) فالهيئة لاتعترف بكل العملية السياسية التي جرت في العراق وادت الى صياغة الدستور الدائم وانتخاب البرلمان بحجة ( تاثيرات الأحتلال) وتطالب بصورة استعلائية بتوفير ( الفرصة للعراقيين جميعا لأختيار حر لشكل نظامهم السياسي) متعامية ( والحقد اعمى) عن حقيقة ان العراقيين اخذوا فعلا فرصتهم وأدلوا باصواتهم واختاروا ممثليهم بنزاهة معقولة نالت مباركة المجتمع الدولي، ومتعامية عن حقيقة عدم تدخل الولايات المتحدة وبريطانيا في عملية الأنتخابات التي جاءت نتائجها بما لاينسجم والرغبات الأمريكية،كما وتشهد ازمة تشكيل الحكومة الحالية على حرية وديمقراطية العملية السياسية التي يشترك فيها حلفاء الهيئة.
ان( الهيئة) وفي عملية خداع وتضليل واضحتين تقوم ( ببيانها)بقلب الحقائق فتصور ان الولايات المتحدة هي عدوة الشعب العراقي وليس الارهابيين من البعثيين والسلفيين التكفيريين، وان الذي يحاول اشعال الفتنة وقام بتفجيرات سامراء وغيرها ليس البعثيون والسلفيون بل القوات الأمريكية، فقالت في بيانها:
(إن هيئة علماء المسلمين وهي تتابع بقلق شديد ما تقوم به قوات الاحتلال فإنها تهيب بالعراقيين جميعاً على مختلف أطيافهم ومشاربهم الصمود على خيار المواطنة وتفويت الفرصة على العدو وتوحيد الجهود في مقاومته وعدم السماح له بنقل المعركة إلى معركة داخلية بين أبناء الوطن الواحد الذي لن يكون عراقاً حقيقاً إلا بجميع أبنائه الذين فوتوا على العدو مخططه الخبيث في إحداث فتنة طائفية تتيح له إعادة ترتيب أموره في العراق). وفي واقع الأمر ان معاناة العراقيين مما (ماتقوم بة القوات الأمريكية) ضئيل جدا مقارنة بمعاناتهم من الجرائم البشعة التي يرتكبها الأرهابيون الذين تتستر عليهم الهيئة، وأن (المعركة) التي تتحدث عنها الهيئة كانت منذ تحرير العراق عام 2003 ولاتزال معركة( داخلية) بين الشعب العراقي وبين فلول البعث المتحالفة مع عصابات القاعدة، وقد ساهم تستر الهيئة على الأرهابيين بأطالة عمر الأرهاب، والكل يعرف انه لولا شيوخ الهيئة وفلول البعث لما استطاعت القاعدة ان تجد لها موطيء قدم في العراق.وهل نكشف سرا حين نقول ان نسبة كبيرة من اعضاء هيئة علماء المسلمين متورطين بصورة مباشرة بالعمل الأرهابي في العراق، الم يكن الأرهابي (عبد الله الجنابي) من انشط اعضاء الهيئة قبل ان ينكشف دوره في احداث الفلوجة ويفر من وجه العدالة؟
وهل ثمة من يشك بكون كل ما آل اليه العراق من خراب وتدمير وفقدان للأمن ونقص في الخدمات والأرزاق سببه اصرار الأرهابيين على تدمير العراق وافشال عملية اعادة اعمار ماخربه البعثيون؟. لقد لعبت الهيئة دورا تخريبيا معروفا ساهم في توسع العمليات الأرهابية، فهي تصور كل مطاردة للأرهابيين وكأنها مطاردة لأبناء الطائفة السنية وبهذا الأدعاء الكاذب حرّضت السذج من ابناء السنة ودفعتهم لدعم الأرهابيين، كما ان الهيئة مارست التستر على الأرهابيين والدفاع عنهم بحجة التفريق بين ماتسمية ( المقاومة الشريفة) والأرهاب، كما انها عرقلت بناء قوات عراقية من خلال دعواتها المتواصلة لعدم التطوع في هذه القوات، وهنا ينكشف خداعها فهي تعرقل بناء قوات عراقية وتدعو في نفس الوقت الى جلاء القوات الأجنبية!! فمن يحفظ الأمن اذا انسحبت القوات الأجنبية اذا لم نملك قوات عراقية؟ ولاتزال الهيئة تحرض افراد القوات المسلحة على التمرد على اوامر الحكومة في مسعى واضح لأشاعة الفوضى فهي تقول في بيانها:
(وتوجه الهيئة نداءها إلى أبناء القوات العراقية وتطالبهم فيه بالحذر من ارتكاب خطأ جسيم آخر في مواصلة اجتياح المدن العراقية مع قوات لا تحترم ديناً ولا مبادئ إنسانية، وحذارِ من أن يخدعكم أحد بالقول إنكم تقاتلون إرهابيين وفدوا من خارج البلاد، فوالله إنكم تقتلون أهالي البلاد وتستهدفون شبابها وشيبها ونساءها وأطفالها، وسيسجل التأريخ كل قطرة دم تريقونها من أبناء وطنكم، وتذكروا أن الاحتلال مهما طال أمده فهو زائل وأن الشعب هو صاحب الأرض وسينتهي إليه أمركم عاجلاً أم آجلاً.)انظروا كيف تقسم الهيئة بذات الله المقدسة ناكرة وجود (ارهابيين وفدوا من خارج البلاد) متهمة الحكومة بأنها لاتطارد ارهابيين ( حيث لاوجود لهم في العراق حسب قسم الهيئة) بل تطارد وتقتل ( اهالي البلاد) لأنهم سنة؟ اليس هذا دعوة صريحة الى حرب اهلية؟اقسم انها كذلك.
ان ابناء المناطق السنية انفسهم شكلوا قوات عشائرية لأخراج الأرهابيين ومحاسبة من يأويهم وبتنسيق مع الحكومة العراقية وقد ذكرت صحيفة الحياة في 31-1-2006 ان عشائر الأنبار (اسست جبهة لتحرير العراق من "ابو مصعب الزرقاوي". واعلنت مصادر مقربة من الجبهة تشكيل لجنتين لـ "محاصرة الارهابيين داخل العراق وخارجه" ستتولى الاولى مسؤولية الحوار السلمي مع الحكومة "لايضاح سوء الفهم الحاصل بين السنة والشيعة" على ان تنشط الثانية اقليمياً (في العالم العربي) لضرب كل أنواع الدعم المقدم الى التنظيمات المتطرفة في العراق، خصوصا في الانبار، والوصول إلى ادانة عربية واسعة للعمليات الإرهابية.)، وذكرت صحيفة الشرق الأوسط في 8-3-2006 ان تنظيم القاعدة في العراق يواجه (عدوا جديدا قويا. فقد تعهد شيوخ العشائر في محافظة الأنبار غرب العراق ومنطقة تقع شمال مدينة كركوك، وهما منطقتان متعاطفتان مع المتمردين، بتوجيه ضربات الى "القاعدة" التي تشن حربا ضد زعماء العشائر السنة الذين يتعاونون مع الحكومة العراقية والجيش الأميركي. وشكلت عشائر الأنبار مليشيا قتلت 20 متمردا من "القاعدة" في العراق، وفقا لما قاله زعماء العشائر.) فأين هذه الحقائق الدامغة من قسم الهيئة الكاذب.؟
فلماذا تحاول الهيئة انكار وجود ارهابيين عرب واجانب في المناطق التي اصطلح على وصفها (بالساخنة) ولماذا تحاول انكار حقيقة ان الحكومة العراقية وبمساعدة القوات الأمريكية وبدعم من ابناء الشعب تطارد هؤلاء الأرهابيين لأنهم ارهابيون استباحوا حرمة الشعب العراقي وليس لأنهم اتباع اي مذهب؟ اليس هذا الأنكار محاولة للتستر على قتلة الشعب العراقي ومحاولة لأثارة الفتنة الطائفية من خلال الأدعاء ان العمليات العسكرية لاتستهدف الأرهابيين بل تستهدف ( اهالي البلاد) لأنهم سنة.
ثم وكعادتها طعنت الهيئة بوطنية كل من شارك في العملية السياسية قائلة:
(واعلموا أن المشكلة في العراق ليست مشكلة أديان وقوميات أو اختلاف مذاهب من شيعة وسنة إنما هي في حقيقة الموقف من الاحتلال، فمن ألبسه لبوس التحرير يعدّ كلّ من يقف ضده إرهابياً سواء أكان مسلماً أو مسيحياً عربياً أو كردياً أو تركمانياً سنياً أو شيعياً،) ومرة اخرى تتعامى الهيئة عن جملة من الحقائق اولها ان في العراق بعد تحرره حريات واسعة ليس لها مثيل في اي بلد عربي وهذه الحرية سمحت بنشوء احزاب علنية تعلن وعلى رؤوس الأشهاد معاداتها ( للأحتلال) ولم تعامل، مع ذلك، كفصائل ارهابية (رغم كثرة الشبهات)، وبعض هذه الأحزاب يأس من نجاح ( المقاومة) فانخرط في العملية السياسية فتم الترحيب به، ولو كان الأمر كما تصور الهيئة لما ظلت هي قائمة الى هذه الساعة رغم انها تعلن ليل نهارمعاداتها (للأحتلال) ودعمها لما تسميه ب(المقاومة الشريفة). فالأدعاء بأن الأرهاب( مجرد تهمة باطلة) توجه ضد كل من يعارض ( الأحتلال) هو ادعاء باطل تشهد على بطلانه جرائم الأرهابيين البشعة التي يندى لهى الجبين.وثاني الحقائق التي تتعامى عنها الهيئة هي ان تخلص العراقيين من النظام الصدامي هو تحرير للعراق بكل المقاييس بغض النظر عن وسيلة هذا التحرير، ولا ينكر حقيقة تحرر العراق سوى من تضرر من سقوط النظام الصدامي. ثالثا: نعم ان الشعب العراقي انقسم حول قضية الأحتلال ولكن ليس بالمعنى الذي يذهب اليه بيان الهيئة، فهناك فئة قليلة من ابناء العراق تضررت من ( الأحتلال) لأنه اسقط النظام الصدامي وقضى على امتيازات اعوانه، وقد لجأت هذه الفئة المجرمة والملطخة اياديها بدماء العراقيين الى الأعمال الأرهابية وتدمير البنية التحتية وهي تحلم بعودة عجلة التأريخ الى الوراء، وهناك الأغلبية التي غمرتها الفرحة بسقوط نظام المقابر الجماعية واستبشرت خيرا ببناء عراق ديمقراطي يعطي كل ذي حق حقه واعتبرت ان الأحتلال حالة طارئة استوجبتها ظروف خاصة ومؤقتة، وأن العمل السياسي السلمي كفيل بتحرير العراق. نعم العراقيون مختلفون حول قضية الأحتلال ولكن ليس بمعنى القبول به او رفضه ولكن بمعنى اخر مختلف تماما وهو: حول وسيلة تحرير العراق، هل بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة التي تفجر بين المدنيين ام بوسائل سلمية هي متاحة فعليا؟
حول هذين الأمرين اختلف العراقيون ولم يختلفوا يوما على قضية الأحتلال نفسها، فجميع العراقيين يتطلعون الى يوم تخلو فيه ارض العراق من اي تواجد اجنبي.
فكفى مزايدة على وطنية من قدّموا للعراق مواكب الشهداء في وقت كان فيه شيوخ الهيئة وعّاظا للسلطان العفلقي وجنودا اوفياء في حملته( الأيمانية).
واخيرا اقول ان ( قصيدة) ابو تحسين التي (القاها) يوم سقوط (الصنم) ابلغ انشاء واصدق تعبيرا من رثائية ( الهيئة ) التي تبكي على ملك اندرس.
عودة وهيب
aoda50@hotmail.com