المجتمع المدني والحماية من امراض العقل الجمعي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دورمؤسسات المجتمع المدني في الحماية من امراض العقل الجمعي
يقول علماءالاجتماع ان المجتمع هو كائن حي يمرض ويتعافى ويفقر ويغنى ويحزن ويتالم.
وهناك مجموعة عوامل داخلية وعوامل خارجية تؤثر على مااصطلح على تسميته بالعقل الجمعي
والظاهر بالعقل الجمعي هو مجموعة الاعراف والتقاليد التي تعكس الصورة الواضحة للمجتمع وتحدد ملامحه، وهنا يبدو جليا التاثير الواسع لمؤسسات المجتمع المدني وقدرتها على التأثير بالعقل الجمعي.
من الذي يؤثر بالعقل الجمعي.......؟
،وللجواب على هدا السؤال هناك عاملان اساسيان يؤثران بشكل مباشر على العقل الجمعي هما:
اولاً: المؤسسات الحكومية.
ثانياً: مؤسسات المجتمع المدني.
بالنسبة للمؤسسات الحكومية فهي تؤثر بالمجتمع بالمقدار الذي يحافظ على مصالح النظام.
واذا كان النظام دكتاتورياً سيكون تأثير المؤسسات الحكومية على العقل الجمعي الاجتماعي بالاتجاه الذي يحافظ على مصلحة الرئيس وعائلته وحاشيته وافراد عشيرته، والدعاية الى انجازاته وتبرير خروقاته وحروبه، وتخلق اعراف وتقاليد تصل الى حد تقديس الملك اوالرئيس وجعله احد اولياء الله وخلفاءه في الارض والذي يمتلك اسماءاً بعدد اسماء الله الحسنى اوربما تفوقها عدداً كما حصل اثناء حكم صدام حسين.
وتحاول المنظومة الحكومية اضعاف المجتمع و تشتيت عقله الجمعي وابقاءه مجتمعاً ضعيفاً لا يتمكن من فرض ارادته على الحكومة او المطالبة بحقوقه، وتتم عملية تشتيت العقل الجمعي واضعاف المجتمع من خلال الاليات التالية:
شعبة الحرب النفسية التابعة لمخابرات الدولة، وتعتمد هذه الشعبة مادة الاشاعة لتمرير صفقة او التخفيف من اهمية حدث داخل وخارج البلد او اي اجراء اخر يحتاج الى مشاغلة العقل الجمعي عن طريق الاشاعة. وهناك امثلة كثيرة لما قام به النظام العراقي باستخدامه الاشاعة للتخفيف من الخطر الذي كان يحيق به، كعصابة ابو طبر لتصفية الخصوم، والادعاء بافشال محاولة تفجيرمرقد الامام الحسين بن علي -ع- في بداية الثمانينات بعد تهجير الالاف من الشيعة العرب والاكراد الى ايران بحجة الاصول الايرانية.
افتعال الازمات للمواد الغذائية او الاستهلاكية، بحيث يجعل افراد الاسرة دائمي البحث عن تلك المواد، وبالتالي ينشغل العقل الجمعي بهاجس البحث والجري وراء المادة المفقودة.
صناعة الاعداء، بحيث يوجه الاعلام الحكومي العقل الجمعي الى ان هناك عدوا يريد ان يلتهم الدوله ويتامر على الشعب، سواء ذلك العدو موجود في الداخل او الخارج.
منع التكتل والتجمع والتحزب وحتى الاجتماعات المنزلية دون موافقة الدولة التي لا غالباً لا تجيز دلك.
اشعال الحروب وعادة ما تكون حروب لحفظ النظام وابعاد شبح انشغال الشعب في مراقبة الحكومة.
هذه وغيرها من اليات اشغال العقل الجمعي تعتمدها المؤسسة الحكومية لحماية نفسها وضمان استمرار تسلطها.
ثانياً: مؤسسات المجتمع المدني.
لا شك ان تأثير مؤسسات المجتمع المدني على العقل الجمعي تسيره في معظم الاحيان بالاتجاه الايجابي، لانها عادة مؤسسات منبثقه من داخل الامة ونتيجة للاحتياجات الملحة التي يستجيب لها اصحاب الاختصاص او مايمكن ان نسميها بالنخبة المتعلمة التكنوقراطية التي تستقطب المجتمع وفق االاختصاصات والميول والهوايات المختلفة لتشكل بذلك مؤسسات مدنية قانونية تشارك بعملية البناء وحماية الحقوق والوقوف بوجه الحكومة، اذا ما اتخذت خطوات ليس لصالح الامة ككل.
وبذلك تقوم تلك المؤسسات بفرملة الحكومة ومنعها من اتخاذ اي قرار لا ينال الاكثرية في الشارع وداخل البرلمان وفق الانظمة الديمقراطية ٍوللحديث عن ذلك تفصيلا نرى:
1- توفير القدرة في المطالبة بالحقوق لان حالة الضعف التي تنتاب المجتمع غالبا ماتاتي من كون ذلك المجتمع يعمل بشكل افراد والفرد بطبيعته اضعف من الجماعة في الحصول على حقوقه، وخصوصا اذاكانت تلك الحقوق في فم الة مؤسساتية كبيرة هي الحكومة بغض النظر عن نوعها ديمقراطية كانت ام دكتاتورية.
2- حماية العقل الجمعي من الاشاعة والحرب النفسية التي تحاول اطلاقها الحكومة اومؤسسات اخرى- ربما لها شكل مؤسسات المجتمع المدني - لها اغراض معادية او عابثة في النسيج الاجتماعي، عن طريق التصدي لتلك الاشاعات وكشف اغراضها والقائمين على تنفيذها.
- بث الوعي والتثقيف والتحليل العلمي والمنطقي للاحداث والظواهر المفتعلة للعبث بالعقل الجمعي وتبني مؤسسات المجتمع المدني اقامة ندوات وحملات اعلامية والتاثير على خطابات الكتل السياسية للتصدي لتلك الظواهر وتحليلها والوقوف على اسبابها.
وعلى سبيل المثال يفترض الان بمؤسسات المجتمع المدني العراقية في الداخل والخارج تحاول اقامة ندوات ومؤتمرات وابحاث حول شبح الحرب الاهلية الذي يهدد العراق والوقوف على اسبابه ومن الذي له مصلحة في اشعاله وماهي القوى المحلية والاقليمية والعالمية التي لها مصالح تتناغم مع الارهاب والحرب الاهليية والتفتيت للنسيج الاجتماعي العراقي وما الى ذلك.
4- تحاول مؤسسات المجتمع المدني منع انجرار العقل الجمعي وراء تخطيط الحكومة لاقامة الحروب ومطالبة المجتمع بتاييد مشروعها الذي في حقيقته لا يصب في مصلحة الامة وبهذا توفر المؤسسات المدنية اشبه بجهاز المناعة المكتسب داخل جسم الانسان لحمايته من الامراض.
تعتبر مؤسسات المجتمع المدني المسؤل الاول عن صناعة عقل جمعي تنمو بداخله مجموعة قيم مثل: الحوار
اللاعنف
التدريب على الديمقراطية
تقبل الراي الاخر
تعليم وسائل التقنية الحديثة
دفع البلد باتجاه العولمة
7- تقوم مؤسسات المجتمع المدني بتقديم مشاريع قوانين وتوصيات الى البرلمان لاستصدار اوالغاء قوانين جديدة التي تساعد في عملية بناء الدولة والمجتمع.
8- تراقب مؤسسات المجتمع المدني اداء السلطة التنفيذية وكشف الاختراقات والتلاعب والفساد الاداري وانتهاك حقوق الانسان وصيانة الحقوق المدنية التي يضمنها الدستور.وعادة ماتقوم منظمات حقوق الانسان ومنظمات حماية الحقوق المدنية ومنظمات مراقبة الاداء الحكومي وغيرها.
وبذلك نصل الى صناعة قيم جديدة تؤثر بالعقل الجمعي وتقوده بشكل ايجابي نحو الافضل.
عدنان الحلفي