أصداء

مره أخرى الموسوي ليس مجرما

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

وصلتني رسائل عتاب بعد مقال ( الموسوي ليس مجرما ) وكانت تسأل بلطف ( يعني أنتي مع ابن لادن؟) - ( معقولة يا أميره تشجعين الإرهاب؟) - ( ليش كذا يا أميره أنا مصدوم فيك ).
كنت اضحك وأنا اقرأ هذه الرسائل العتابيه ( الحلوة ) كيف تصور أصدقاء ايميلي أن أكون مع القتل وسفك الدماء؟ أنا لا أقبل بقتل الحشرات فكيف بقتل الإنسان؟! حقيقة أنا استغرب كيف ُفهمت هذه المقالة فهي واضحة وضوح الشمس وكانت تحمل موضوعا محددا وسؤالا واحدا لم يجبني عليه احد من المعارضين لهذا المقال: لماذا يحاكم الموسوي والقاعده ويترك المجرم الحقيقي الذي حرضهم ودربهم على القتل؟ هل هذا السؤال صعب الفهم؟ هل هو غير منطقي؟ وعندما قلت إن ما فعلوه ردة فعل طبيعية لمجموعه من الرجال وجدوا إن أمريكا تحاول إذلالهم وإذلال العرب والمسلمين كان كلامي أيضا منطقي وواقعي فهؤلاء لم يفيقوا من النوم ويقرروا الذهاب لقتل أنفسهم في أمريكا هكذا وبدون مبرر؟ وقول البعض إن القاعدة قتلت مدنيين مردود عليه أيضا فهل (القنابل التي دكت بغداد كانت موجهه للجنود؟ وهل الذين ماتوا ويموتون بالنيران الأمريكية في أفغانستان والعراق جنود؟ ) وقبل ذلك هل كان أطفال العراق الذين قضوا في الحصار الذي دام لسنوات جنود؟ أليس كل هؤلاء مدنيين؟ إنها حرب كما يقول بوش وفي الحرب كل شيء مباح هذا هو منطق ماما أمريكا وهذا ما تفعله وهذا ما نراه وبالتي ما قامت به جماعة ابن لادن هو أيضا حرب بدأها الغرب ولا زال مستمرا بها.
أنا لست مع هذا ولست مع القاعدة ولكنني اعلم بان ما حدث وما يحدث هو بسبب السياسات الأمريكية في المنطقة وليس بسبب خلل في العرب أو المسلمين.
والحقيقة أنا لم أكن انوي الحديث عن هذا الأمر مره أخرى لولا عتب البعض الذي أسعدني رغم قسوة بعضه. وكنت انوي الحديث عن موضوع أراه أهم من هذا بكثير وهو القمع والإرهاب الذي يتعرض له بعض الصحفيين السعوديين على يد المتدينين أو كي لا نظلم الدين ( المتشددين المتطرفين ) والخارجين عن سماحة الدين الإسلامي وهم بكل تأكيد أناس مرضى ولديهم عقد نقص ورغبه تسلط مارسوها على الإنسان السعودي الطبيعي وأنا هنا أتمنى أن يصل هذا الموضوع لوزير الداخلية السعودي لأنني على يقين بأنه لا يعلم بهذه التجاوزات المهينة التي تمارس ضد بعض المواطنين وخصوصا الصحفيين والكتاب والمفكرين وضد بعض المتدينين المعتدلين.
والذي ساقني إلى هذا الموضوع هو رسالة وصلتني عبر الايميل تحمل بعض هذه المقاطع:
(ألقت السلطات السعودية القبض على الصحفي في جريدة شمس رباح القويعي وزج به في السجن وأحيل إلى هيئة التحقيق والادعاء العام ووجهت له تُهم تتعلق بالانحراف عن العقيدة الإسلامية ومن المرجح توجيه تهمة الردة له وذلك من خلال طبيعة الأسئلة الموجهة له من قبل المحقق في هيئة التحقيق والذي ينتمي إلى التيار الديني المتشدد علماً بأن قضية الصحفي رباح القويعي لها ملابسات سابقة )
من هذه الملابسات اذكر لكم باختصار:
(فوجئ القويعي بأن زجاج سيارته الأمامي محطم بالكامل بطريقة متعمدة وعند اقترابه أكثر لتفصح السيرة وجد قصاصة من الورق على جهة السيارة الجانبية وقد كتب فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم المرّة في السيارة.. ثاني مرّة بك... أرجع لـ دينك و أترك الخرافات.)
ثم:
(اتصل رباح عندها بشرطة مدينته التي هرعت إلى مكان الحادث وأخذت البصمات من موقع الجريمة وتمت جميع الإجراءات بسرعة ودقة. لاحقا تم أخذ أقوال رباح من الشرطة حيث لم يتهم أحدا أو جماعة بعينها وترك الأمرلهذه الشرطة. صرح رباح حينها لجريدة عرب نيوز أنه خلال هذه السنة كان يتلقى تهديدات عبر رسائل الجوال ومكالمات تهديد ليس لتقارير كتبها لجريدة عكاظ بل لمشاركات كتبها باسمه الصريح في منتديات على الانترنت.. تلقى رباح أيضا تهديدا بالقتل من موقع الساحات في شهر أكتوبر الماضي.)
وبعد ذلك بأربعة اشهر:
(تم استدعاء رباح من قبل المباحث في تلك المدينة وهو مقيم في الرياض لارتباطه بجريدة شمس)
وذهب ظناً منه بان هناك ماهو جديد في قضيته ولكن المفاجأة كانت:
(أنه تم التحقيق معه من قبل هيئة التحقيق والادعاء العام التي شككت في عقيدته الإسلامية واتهمته بأنه صاحب أفكار هدامة. )
و:
(علم لاحقا أن المباحث في مدينته هم الذين طلبوا من الادعاء التحقيق معه وبأنهم أغلقوا ملف قضية السيارة وفتحوا قضية أخرى متهمينه باستفزاز المواطنين الذين لم يحطموا زجاج سيارته من فراغ وبلا سبب وأنه هو الذي استفزهم بداية وصرحوا له أن سبب اتهامهم له يعود بالأساس لرفعه قضية تكسير سيارته إلى الشرطة وأنه إن لم يفعل ذلك ما كانوا عرفوا به أو بأن عقيدته مشكوك بها.)
ومنذ يوم الاثنين ( الخامس من أبريل):
(رباح معتقل ولم يسمح له بالخروج من السجن ولم يتمكن من الاستعانة بمحامي بناءً على نظام الإجراءات الجزائية ومن المتوقع أن تقام عليه دعوى يحال على أثرها إلى المحكمة.)
هذا الموضوع ليس بحاجه إلى تعليق ولكنني أعجب لصمت الكتاب السعوديين والصحفيين المشهورين أصحاب المنابر عن هذه التجازوات التي تلحق بزملائهم.
أتمنى فعلا أن يعرف هولاء والذين يحاربون الإرهاب بأقلامهم إن الإرهاب الحقيقي هو ما يحدث في بلدهم وليس خارجه وان لم يتكاتفوا للقضاء عليه سيبتلعهم وحرية الرأي التي ينشدونها.
وهذه القضية قضيه واحده من ألاف القضايا التي لامست كرامة الإنسان السعودي وليس الصحفي أو الإعلامي فقط والهروب خارج الوطن ليس هو الحل، الحل هو مواجهة هذا الإرهاب والقضاء عليه بالتعاون مع الحكومة الجديدة.

الموسوي ليس مجرما

أميرة القحطاني
amerahj@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف