هل هددت(الميليشيات الظلامية)عدنان الصائغ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هل حقاً هددت (الميليشيات الظلامية) المسلحة عدنان الصائغ بالموت وقطع اللسان في مهرجان المربد الأخير؟
"وقد تم اثارة الموضوع امام محافظ البصرة فقال ان هذا تصرف شخصي من قبل من اطلق التهديدات" (عبد الرزاق الربيعي/ مقال نشر في موقع (كتابات) 21 / 4 / 2006
"وفي الجلسة المسائية من اليوم ذاته كادت الجرأة ان تودي بحياة الشاعر المقيم في لندن عدنان الصائغ حين قرأ قصيدة اعتبرت تهجماً على الوضع، بعمقه السياسي والثقافي. ففاجأه أحدهم هامساً في أذنه: (يا عدنان الصائغ أنت غير مرحب بك في المربد، عليك مغادرة القاعة، وإلا فالموت ينتظرك). واضاف: (ستتجرع قصائدك التي قرأتها اليوم فقد تعرضت بالسوء للدين). لم ينم الصائغ ليلتها في فندق العيون. غادر الى جهة مجهولة في البصرة ثم انتقل الى لندن عبر الكويت". (صحيفة (الحياة) 19 / 4 / 2006)
يضع عدنان الصائغ رابط هذا الخبر الذي نشرته صحيفة الحياة قبل يومين أسفل قصائده التي نشرت في موقع ايلاف، لكنه يقدم لقصائده بالقول: (تلقى الشاعر العراقي عدنان الصائغ تهديداً بالقتل وقطع لسانه في الجلسة الشعرية الرابعة، مساء 16/4 بعد إلقائه مجموعة من النصوص، في مهرجان المربد الشعري، كان قد عنونها بـ "نصوص مشاكسة قليلاً" أثارت غضب المليشيات الظلامية المسلحة. وعلى إثرها غادر الشاعر البصرة متجهاً إلى الكويت ومنها إلى مقر اقامته في لندن..)
لا يخفى على أحد أن من قام (بتهديد الصائغ) حسب الخبر المنشور في (الحياة) هو (أحدهم) (وهو بالتأكيد من الشعراء الذين مازالت ذاكرتهم طرية جداً) حين همس في أذنه ، وليس (الميليشيات الظلامية) التي اساءها التعرض المزعوم للدين، ولسنا ندري كيف وصلت هذه الهمسة الى ناقل الخبر في صحيفة الحياة، طالما هي همسة بين الصائغ وبين أحدهم في مهرجان دعي له 268 شاعراً، لكن الصائغ الذي ادعى سابقاً في الأردن من أجل الحصول على اللجوء السياسي عبر المفوضية السامية للاجئين- بعد أن صدرت مجموعته "غيمة الصمغ" (على نفقة الاستاذ الفاضل عدي صدام حسين) ومجموعاته الأخرى ضمن سلسلة "ديوان المعركة" ورئاسته لمنتدى الأدباء الشباب التابع لمكتب المنظمات الشعبية في ديوان رئاسة الجمهورية واشرافه على الأقسام الثقافية في صحف دائرة التوجيه السياسي بوزارة الدفاع من عام 1984 الى نهاية الحرب العراقية الايرانية- أن السلطات العراقية قد صادرت كتبه من المكتبات بعد أن أمر عدي بأعدامه. لا يستغرب هذه الفذلكة المفضوحة. ألم يدعي بعد حصوله على اللجوء السياسي واصداره لمجموعته "نشيد اوروك" أن الكثير من المنظمات الاسلامية المتطرفة في العالم العربي قد هددته بالاعدام وطاردته بسببها وتم منعها في جميع البلدان العربية، ونشره الأخبار الدائمة من انه قد كتبها في (عمّان وبيروت ودمشق وصنعاء والخرطوم) مع اننا نعلم أنها قد كتبت في العراق وقام عام 1989 المخرج غانم حميد بمسرحتها تحت عنوان (هذيانات جمجة زرقاء) والمشاركة فيها في مهرجان منتدى المسرح ببغداد تحت اشراف وزارة الثقافة العراقية، وكانت الجهة الممولة للعمل هو منتدى الأدباء الشباب الذي كان يرأسه الصائغ ؟. نعم. عدنان الصائغ غير مرحب به في مهرجان المربد، وهذا الشيء يتفق عليه الكثير من الأدباء في العراق بسبب تنظيمه هو ورعد بندر عام 1992 لمهرجان عيد ميلاد صدام واجباره الكثير من الشعراء عبر دعوتهم الى هذا المهرجان التافه على كتابة قصائد تتغنى ببطولة وحكمة واقتدار القائد الفذ. وبسبب ماضيه في العمل رئيساً لمنتدى الأدباء وصحف دائرة التوجيه السياسي في وزارة الدفاع ونشره مجموعاته في سلسلة ديوان المعركة التي كانت تصدرها وزارة الثقافة والاعلام، وأيضاً (غيمة الصمغ) التي صدرت عام 1993 على نفقة عدي صدام حسين رئيس (التجمع الثقافي) في العراق وحصوله بسبب ادعاءات غير حقيقية، على جائزة ضحايا الاضطهاد والتمييز العنصري من منظمة (هيمان) الأمريكية. لم تشفع له كل المبررات التي يحاول البعض أن يقدمها من أجل التغطية على ماضيه. ومن هذه المحاولات الموضوع الذي نشره خضير ميري في صحيفة (الصباح) يوم 19 / 4 / 2006 وحاول فيه أن يلمع صورته بمناسبة انعقاد مهرجان المربد حيث كتب خضير ميري..
(عدنان الصائغ سلاماً
هو شاعر عذب اختار بساطة النهر ويوميات الناس ومفردات المكان وجماليات أخرى خالية من صرعات الحداثة وأشكالها المعقدة، وغنى على جسور الكوفة وارتدى البدلة العسكرية وبسطاله المتسخ القديم وعانق تجربة زملائه في الحرب والحب والمنفى فكان بذلك شاعراً قد جرب كل ما تبقى من احترافه وجنونه. هكذا كان عدنان الصائغ في سالف الزمان. هو العائد الدائم الى عراقه الحبيب، حيث آثر المشاركة في مهرجان المربد الشعري لهذا العام. وعدنان الصائغ لم تخلو صفحته الشعرية من بعض الملاحظات التي أثارتها حوله أقلام حادة مازالت تمثل آليات المراقبة والمعاقبة التي ترغب أن تثير الغبار بوجه مبدعينا الذين عانوا الأمرين عندما كانوا يكابدون داخلاً ما هو إلا قطعة ساخنة من الجحيم، وخارجاً ما هو إلا وجهة أخرى للتيه والعناء ومأساة الغربة التي تأكل من عمر الشاعر ومن موهبته وأدواته وجذوره الوطنية).
هل حقاً كان بسطال الصائغ (متسخاً) في الحرب كما يقول ميري (هل فقد ميري ذاكرته ؟) لقد أمضى الصائغ خدمته العسكرية بدائرة التوجيه السياسي التي يرتدي أفرادها البدلات الزيتونية والأحذية الخفيفة الملمعة دائماً ؟ يتحدث ميري عن التيه والعناء ومأساة الغربة التي تأكل من عمر الشاعر ويقول عن الصائغ (هو العائد الدائم الى عراقه الحبيب) ولا يتساءل عن أولئك الشعراء الأكثر ابداعاً واغتراباً ومحاربة لنظام الطغيان طوال 30 عاماً في المنفى. أقدم هنا أيضاً محاولة من دون تصحيح مني لأسلوب كتابتها، لتبرير ماضي الصائغ وسواه نشرها ضياء الخالدي في (صحيفة الصباح) بنفس التاريخ، حتى نتعرف أكثر كيف ينظر الأدباء في داخل العراق على سلوك وتاريخ هؤلاء الأشخاص ممن هم على شاكلة الصائغ. يكتب ضياء الخالدي : (والدليل الاكبر على صدق كلامي هو في تغير مواقف كثيرة من الادباء من النظام والتحاقهم بركب ( المعارضة ) تاركين روايات وقصص قادسية صدام التي كتبوها لبائعي الاكياس والساندويتشات، فهل يمكننا ان نعد مثلا الشاعر عدنان الصائغ كاتب صدامي الى الان؟ بالتأكيد كلا ان دواوينه الاولى ينطبق عليها الكلام السابق، لكن عند تغير موقفه اصبح انسانا اخر، يستطيع ان يتحفك بشعر يلامس آلامك ويتغنى بافراحك وهذا ليس تلون ونزع الجلد، بل وصول رؤيته الخاصة الى منعطف حاسم، مكنته من الاستدلال على الحقيقة ومن ثم الى موقف مثالي يتوافق مع نزعته الانسانية.. والكلام نفسه ينطبق على الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد فيما لو افترضنا انه كتب ديوان شعر يلامس الجرح العراقي الحالي، وينتصر للانسان وتربة الوطن المحمرة بدماء الابرياء، وللديمقراطية. والعراق الجديد... ماذا تكون ردود افعالنا تجاه هذا الامر ؟ هل هو شعر مزيف لانه صدر من ذات تمتلك تاريخا ملوثا ؟ او نهاجمه لان كاتبه لقد لبس لباسا جديدا كعادته ؟ لكن قوة الشعر سترد علينا بقوة وربما تبكينا او تجعلنا نتفاءل بمستقبلنا، وربما ايضا نتفاخر بالديوان باعتباره شعرا عراقيا.. كل هذا الكلام يبقى مرهونا بالافتراض) وبالزمن
هذه التهديدات المزعومة يعتبرها الصائغ نعمة جديدة، تضاف الى النعم التي مرت سابقاً واستغلها من أجل المزيد من البحث عن الشهرة الزائفة والتظلم، وسيقوم بتكليف الكثيرين ممن هم على شاكلته من أجل الكتابة عن خشيته على حياته وربما سيحاول الحصول على جائزة جديدة تمنح لضحايا الاضطهاد والتمييز العنصري من جديد.
نصيف الناصري