أصداء

مشعل أشعلها

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يبدو أن عضو حركة حماس خالد مشعل قد خرج عن السيطرة وراح مشعل يشعل الفتيل بين أبناء الشعب الفلسطيني ويشوه صورة المناضلين الفلسطينيين متناسيا سنوات طوال لكفاح من طالتهم كلماته... راح مشعل يطلق الاتهامات بحق السلطة الفلسطينية دون أن يكون له أي صفة رسمية... كان من الأجدى على مشعل أن يلتزم الصمت ويترك حق الرد لأصحابه خصوصا وأن هناك متحدثا رسميا باسم الحكومة الفلسطينية يظهر يوميا على شاشات التلفزة بسبب أو بدون سبب...

وحتى الجولات والزيارات التي قام ويقوم بها خالد مشعل إلي العديد من الدول لم ولن تعود بنتائج إيجابية لا على الحكومة الفلسطينية ولا على الشعب الفلسطيني على اعتبار أنه لا يوجد أي صفة رسمية لخالد مشعل للتحدث باسم الحكومة الفلسطينية بل على العكس فإن الزيارات التي يقوم بها مشعل إلى تلك الدول ستعود على الفلسطينيين بنتائج سلبية خصوصا وأنه يتحدث بصفته عضوا في حركة حماس لا عضوا في الحكومة الفلسطينية ومن المؤكد هنا أن تلك الدول التي زارها أو سيزورها خالد مشعل بصفته عضوا في حركة حماس لن تتجاوب معه وإن استقبلوه استقبال الأبطال لأن الدول المضيفة لن تفكر ولو للحظة واحدة في إغضاب الولايات المتحدة على اعتبار أن الولايات المتحدة تعتبر حركة حماس حركة إرهابية... لقد كان من الأجدى على حكومة حماس إرسال عضوا من حكومتها لجمع التبرعات أو حتى تركها للسلطة الفلسطينية التي هي أكثر قبولا لدى دول العالم أجمع... أما تلك التبرعات التي أعلن عنها سواء من إيران أو قطر أو روسيا لا تعتبر إلا مبالغ ضئيلة جدا مقارنة مع ما تطمح اليه أو تحتاجه الحكومة الفلسطينية من أموال لدفع الرواتب وتسيير أمور الشعب الفلسطيني الذي أصبح يعاني الأمرين بعد وصول حركة حماس إلى السلطة...
إن أرادت حكومة حماس الكفاح المسلح فعليها أن تتخلى عن الجانب السياسي وتترك السياسة لأصحابها لأن السلاح والسياسة لا يلتقيان ورغم الفترة القصيرة لحركة حماس في الحكومة إلا أنها أثبتت فشلها سياسيا وهناك أمثلة كثيرة على ذلك وعلى سبيل المثال لا الحصر - الرسالة التي أرسلها وزير خارجية حماس الزهار إلى أمين عام الأمم المتحدة والتي قال إن بعض فقراتها تم إرساله بالخطأ وهو خطأ لا يغتفر بالنسبة لمواقف حماس، ومن الأمثلة الأخرى رفض أي مسؤول مصري استقبال الزهار وكذلك إلغاء زيارة الزهار إلى الأردن وغيرها من الأمثلة الكثيرة التي يجب أن تدفع بحركة حماس إلى تقديم استقالتها للقيادة الفلسطينية وأن تتقي الله في الشعب الفلسطيني الذي أصبح يعاني أكثر مما كان يعانيه في زمن الاحتلال الإسرائيلي... وعلى الشعب الفلسطيني أن يعي بأن حكومة حماس لن تستطيع أن تطلق رصاصة واحدة باتجاه إسرائيل طالما استمرت في قيادتها للحكومة الفلسطينية وستبقى أسيرة لا حول لها ولا قوة فلن تستطيع استخدام القوة في وجه القوات الإسرائيلية ولن يسمح لها بتسيير أمور الشعب الفلسطيني ولن تجد فلسا واحدا من أيا من الدول الصديقة...

إن القطيعة العربية والأوروبية بدأت بوجه حكومة حماس من دون أن تستخدم هذه الحكومة السلاح أو القوة بوجه الإسرائيليين فما بالك إن استخدمت حكومة حماس هذه القوة أو أنها أعلنت مسئوليتها عن أيا من العمليات الإستشهادية... ولذلك وعلى حكومة حماس أن تستخدم العقل لا الحماس في التفكير واتخاذ قرار التنحي وانتهاج نهجها الذي خلقت من أجله وترك السياسة لأهلها وإن أصرت حماس على حماسها فعليها إيقاف مشعل عن إشعال الفتنة وترك هذه المهمة لمتحدث باسمها لأن هذه الفتنة والبلبلة التي تثار ضد السلطة الفلسطينية لن تعود إلا بنتائج سلبية جدا على القضية الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني الذي بدأ يدرك الخطأ الذي ارتكبه بانتخاب حكومة حماس على اعتبار أن الشعب الفلسطيني - المغلوب على أمره - كان يعتقد أن إيصال حركة حماس إلى الحكومة سيشعل الأرض نارا وسيخلق حربا شرسة ضد إسرائيل وستقود الشعب الفلسطيني إلى التحرير - على غرار ما قام به الرئيس العراقي السابق صدام حسين عندما أوهم العالم أن غزوه للكويت ما هو إلا لتحرير فلسطين - لا إلقاء حركة حماس لسلاحها والتفرغ بتجويع الشعب الفلسطيني وانشغاله بكيفية توفير لقمة الخبز ليومه ونسيانه بأن هناك أرضا محتلة تحتاج إلى النضال والكفاح لتحريرها سواء كان التحرير بالسلاح أو بالسياسة فالمهم هو تحقيق الهدف الذي لا نجده في حكومة حماس التي ألقت سلاحها منذ وصولها إلي الحكومة ورفضها للتفاوض وبالتالي لا أعلم ما هو سبب سعيها للوصول إلى الحكومة إذا كانت ترفض أحد الحلين... وبالتالي على حكومة حماس أن تفكر بعقلانية أنها لن تستطيع توفير رواتب الشهر المقبل وما يتبعه ولن تستطيع أن تفتح المعابر لتوفير المواد الغذائية والدقيق لأبناء شعبها ولن تستطيع إستخدام القوة وترفض التفاوض ومن هناك على رئيس الحكومة الفلسطينية التنحي تضحية لأبناء شعبه الذي سيخرج بمظاهرات عارمة ضد حماس وحكومتها مطالبين إياهم بتوفير الخبز الأمر الذي سيدفع بالرئيس محمود عباس أبو مازن إلى استخدام صلاحياته بإقالة الحكومة إنقاذا لحياة الملايين من أبناء هذا الشعب الذي هو أمانة في عنقه... وعلى حكومة حماس أن تتفادى خلق فتنة وحرب أهلية بين أبناء الشعب الفلسطيني إذا ما أرادت التنحي عن الحكم على أن يكون تنازلها بطريقة ديموقراطية سلسة تثبت للعالم الديموقراطية التي يعيشها أبناء شعنا وتعيد للشعوب العربية الثقة بالشعب الفلسطيني تلك الثقة التي نكاد نفقدها منذ تولي حماس للحكومة الفلسطينية.

أنور الحمايده
كاتب وصحافي فلسطيني / كندا

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف