أصداء

المربد الجديد و قرار الحب القديم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

من يصنع من في العالم العربي؟ ومن يتحكم بمن؟
سؤال يجب أن يحضر في المعادلة الذهنية بطرفيه" السياسة والثقافة" والثقافة المقصودة هنا هي تلك التي تشكل الهوية التامة بكل المكونات الرئيسة للمجتمع والقانون الخاضع له، أي ذلك التراث التراكمي وتلك الأعراف الاجتماعية المتأصلة والمنتجة ببعدها الإنساني والقيمي، وعلى هذا الأساس فهناك مفهومان يجب أن نفكك بنيتيهما لفهم ما يبدو في الواقع :
الأول : سياسة الثقافة
وهذا يعني أن تتحول فيه الثقافة إلى سيدة الموقف لتنتج منها أهداف هذه الثقافة وهي التي توجّه الآلية والماكنة لتحقيق أهداف المجتمع ورعاية مصالحه.
والثاني : ثقافة السياسة
وعصرنا الحاضر يكشف ما وصل به حالنا من تخلف بمعنى أن ما نشهده اليوم يمكن أن نطلق عليه عصر الانقلاب المنطقي للقياد و الانقياد
و من منظور منطقي جداً، فما يجب أن يكون عليه الأمر هو أن تعمل السياسة كوسيلة و أداة لبلورة ثقافة وهوية المجتمعات في تسيير شؤونها و إدارة علاقتها و إبراز مكوناتها و ليس العكس، فما نشهده هو أن هناك تسخيرا سياسيا للثقافة، إي " انقلاب " في صورة للمشهد، و يبدو من هذا الخلل الذي يتيح استبداد القوة على التعقل ويتيح للتسلط أن يستمر في تسلطه بتحجيم المنتَج العقلي والمنتَج الثقافي لتتحول السياسة فيه هي المنتِج للعقل والثقافة وتحت سلطته،.
وإن حالت الظروف الداخلية للعراق دون حضور الأدباء والكتاب والشعراء لمهرجان المربد الذي انعقد في البصرة أخيراً في 15-18/4/2006م، فلماذا إذا غَيّبت وسائل الإعلام العربية حتى أخبار المربد عن المتلقي العربي؟
ولو عادت بنا الذاكرة الى فعاليات المربد في عهد حكومة الرئيس المخلوع صدام حسين لاستذكرنا الحضور البارز لمناشطه وفعالياته التي لا تكاد تغيب عن الصفحات الأولى لكثير من الصحف العربية الرسمية وشبه الرسمية آنذاك..!
وكان ممن شارك في المربد الشاعرة الكويتية د. سعاد الصباح بقصيدتها " أنا امرأة قررتْ أن تحب العراق ".!
و انطلاقا من مساهمات الأدباء والكتاب والمثقفين العرب الذي شاركوا في الثمانينات والتسعينات يمكن إسقاط عنوان تلك القصيدة على الكثير منهم خصوصا من شارك فيه أيام صدام حسين دون استثناء، و لا شك أن العراق بشعبه وثقافته يستحق هذا الحب، إلا ّ أن السؤال المنطقي هو هل كان ذلك الحب للعراق أم للنظام السياسي فيه؟


ويمكن أن يساق بصيغة أخرى وهي، هل أن قرار الحب لا زال ساري المفعول حتى الآن؟ والعراق لا يزال هو العراق بأبنائه وبتنوعه الثقافي وفسيفساءه الجميلة وحضارته العبقة بالتاريخ و الإبداع.!
و إن تحول أو زال ذلك القرار - عذراً- و أقصد الحب فلماذا ارتبط الحب بنظام صدام حسين؟
أحسب أن في ما حدث مؤشرا يستحق الوقوف أمام ه كثيرا لهذا الارتباط في منهج التفكير العربي بين الثقافة والسياسة حيث الإرتباط القسري، إذ أن ذلك يكشف عن أن القناعة و هي أهم الأركان التي تقوم عليها ثقافة المجتمعات مفقودة في مساحة الرأي المعبّر عن الواقع.

احمد النمر

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف