ما أنت؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
هل تعرفون أعزائى القراء سبب عدم نجاح الدعوة الشيوعية رغم جاذبية ما تدعو إليه! عثمان العمير هو السبب. ليس عثمان العمير بالذات، لكنه كل عثمان عمير عنده إبتكار وجسارة. عيب الشيوعية الوحيد - حسب رأيى- هو وأد أصحاب الأحلام والرؤى وشجاعة إقتحام وتجربة المجهول. الأنترنت وجد من قبل إيلاف بسنوات، وقد إدحم وقت ميلاد إيلاف بعديد من الصفحات العربية التى تطلق على نفسها أنها جرائد، ولكنها فى الحقيقة لم تزد عن كونها منشورات أو صفحات رأى على الأكثر، أما تجربة إيلاف فكانت تجربة صحافية حقيقية. صحيفة مهنية راقية وملتزمة وتزيد عن الصحف الورقية بأشياء كثيرة ولكن أهمها هو فضاؤها وسقفها الذى إتسع للجميع.
عندما ولدت إيلاف كانت كزغرودة أشاعت البهجة والبشر فى فضاء كئيب معتم من منشورات أصحاب الأيدولوجيات. جاءت إيلاف ولا أيدليوجية لها إلا البحث وعرض الرأى الحر. جاءت إيلاف منيبرا لكل أحرار الوطن العربى الذين كان كل منهم يظن أنه نسيج وحده فجمعتهم تحت رايتها ليكتشفوا أنهم كثيرون. لاأريد أن أعدد أسماء كلها غالية على قلبى. قرأنا فى إيلاف فكر القاعدة ورأى العلمانيين وتعليقات الفوضويين ووجهة نظر اللادينيين. قرأنا وكتبنا فى إيلاف عن مشاكل الكرد والشيعة والأقباط والنوبيين والأشوريين والتركمان. أرسلنا رسائل مفتوحة للرؤساء وللشيوخ والملوك ضمناها أرائنا بأقل قدر من التزويق أوحتى اللياقة. تعرفنا نحن الإيلافيون على بعضنا البعض وصرنا أصدقاء ألكترونيين كما يصفنا - أحمد رجب إيلاف- المهندس سامى البحيرى.
لم تكن الرحابة رحابة الأنترنت فقط بل رحابة صفحات إيلاف بالأحرى. الدكتور خالد منتصر يكتب فى الفقه بتأصيل، وخضير طاهر يقرأ الطالع مرة ويدلى بدلوه فى السياسة مرات، أستاذ الرياضيات المصرى يكون معادلات رياضية من علاقات المجتمع المصرى. وأكثر من ذلك وجد حلاقو العراق وخبازوه من يذكر بمآسيهم على صفحات إيلاف. الأهم أنه لم يعد لأحد حصانة فوق الإنتقاد ووجد المخطىء من يقول له أخطأت يامولانا. غردت إيلاف وكتابها خارج القطيع وأخضعت كل الأراء للبحث والتحليل وخلقت العقل النقدى أو الإنتقادى لدى القارىء العربى لأول مرة.
إيلاف ليست مجرد صحيفة ولكنها بالأكثر فكرة حالمة جسورة ولدت بدون محظورات وممنوعات. هذه الجسارة لم تكن لأنها أنترنتية، بل لأن القائم عليها أرادها وخططها لتكون كذلك. كم جريدة صدرت فى بلاد الغرب حيث الحرية وغياب الرقباء ولكنها جائت نسخة سخيفة لصحف بلادنا! كم منشور أنترنتى ولد قبل أو بعد إيلاف ولكن بدون رحيق وعبير إيلاف! لقد جمعت إيلاف بين كونها صحيفة مهنية راقية، وبين حرية رأى سقفها عال.
عزيزى عثمان العمير قل عن "ما أنت" وعن كيفية ولادة إيلاف ما تشاء، ولكن إسمح لنا أن نشكرك على حمل مصباح يوجين حتى نرى أفضل.
عادل حزين
نيويورك
adel.hazeen@gmail.com