أصداء

عيب يا أمم.. يا متحدة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تلمحّينبعدم وجودمثقفين في الإمارات

نشر موقع الصحيفة الالكترونية ايلاف الأربعاء 17 من مايو 2006 العنوان التالي " دكتوراه فخرية لأحلام من الأمم المتحدة" وعنوان آخر أسفل منه يقول " أحلام سفيرة للسلام والحب والتعاون بين شعوب العالم ودكتوراه فخرية من الأمم المتحدة تقديراً لجهودها الفنية النيرة" وفي ثنايا الخبر " الأكاديمية الدولية للمعلوماتية وهي منظمة علمية اجتماعية غير حكومية ذات مرتبة مستشار عام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي لدى الأمم المتحدة ومقراتها.... قررت أن تمنح الفنانة الإماراتية أحلام دكتوراه فخرية تقديرية تكريماً لجهودها الفنية والتربوية"... الخ
مثل هذا الخبر كان بمثابة هجمة شرسة على أعصاب كل من نزفوا عرقهم من أبناء الإمارات أو من الدول العربية الأخرى التي خرجّت محناتها المستمرة أسماء لامعة ومعطاءة تستحق دخول التاريخ من بوابة التكريم. مع احترامي للفن والفنانات لا أعتقد أن الرسالة التي قدمتها السيدة أحلام تفوق رسالة العديد من أبناء وبنات الإمارات الذين يتمتعون بسجل حافل من العطاءات على مستوى عالمي، وللسادة الذين يعملون في الأمم المتحدة الذين يبدو أن اطلاعهم على أسماء الكفاءات في الإمارات ضعيف، أو أن من يرشح لهم ويترجم لهم هو شخص متواضع المعرفة أقول.. يا سادة يا كرام إن استثنينا الذكور وافترضنا جدلاً أن التكريم يجب أن يكون من نصيب امرأة إماراتية فهناك لائحة طويلة من المتميزات من النساء في الاقتصاد، والأدب،والأعمال الإنسانية، وتحقيق الطموحات على مستوى إنساني ودولي، وفارسات، ورائدات. هل كان هذا الترشيح تقزيماً لجهد هؤلاء، أم سخرية من المجتمع الإماراتي. وما يؤلم حقاً أن النص يقول أن سبب منح هذه الجائزة هو دور أحلام التربوي.. يا سبحان الله.. رغم أن معلوماتي الفنية من أصغر مقاس إلا أنني هرعت للمختصين في علوم الفن لأسأل عن المحتوى التربوي لأغنيات أحلام، ولشدة دهشتي لم تكن قد عالجت في أغنياتها الهمّ الوطني، أو قدمت شيء لتربية الأطفال، أو ذهبت في حملة إطعام لجياع العالم، أو نجدة منكوبي الزلازل، أو بنت مدرسة للمكفوفين. بل اقتصرت كلمات أغنياتها على معالجة شؤون الحب والوله. فكيف تجرؤون على اختصار عطاءات المرأة الإماراتية في "لا تصدقونه"، "الله يعين قلوبهم"، "علشانك" و"قديمة".
للأسف استخدام تعبيرات رنانة مثل "أكاديمية" أو "دولية" باتت صرعة المؤسسات الخاصة التي تتكسب وتكتسب الكثير من خلال ايهام الناس بأنها تملك صفة رسمية حكومية الطابع، وهذا النوع من الخداع بات تجارة رابحة وخصوصاً في سوق الذين يهمهم اقتناء الشهادات، ولا يخفى على أحد أن الكثير من الفنانين والفنانات بعد أن يصلوا ذروة الشهرة والمال يفتشون حولهم ويجدون أن ما ينقصهم هو الوجه الثقافي. بعض الفنانين لا يملكون سوى أصواتهم وثقافتهم في غاية التواضع ولا أقصد هنا الفنانة المذكورة ولكن اقتضى الموضوع إضافة هذه النقطة لتوضيح أهمية منح دكتوراة فخرية لشخص مؤهل لمثل هذا اللقب.
إن كانت الهيئة المذكورة أعلاه ليس لديها الوقت للنبش أو البحث عن من ستمنحه لقباً تشريفياً فأنا متطوعة لأرسل لهم بلائحة طويلة من أسماء إماراتيين وإماراتيات اقتحموا العالم بأخبار نجاحاتهم، وكأمثلة بسيطة على أسماء إماراتيات متميزات.. الإماراتية حفصة العلماء وصلت إلى قمة جبل كليمينجارو أعلى جبال القارة الأفريقية أحد أعلى سبعة جبال في العالم. الشيخة لبنى القاسمي أول وزيرة إماراتية تقود ثورة صعبة لإدخال البلاد إلى عصر الشفافية الاقتصادية. رهاب البيطار" أول امرأة إماراتية ترأس حزبا معارضا بسوريا. السيدة "غزالة مبارك همام" صاحبة أول مشروع لتوعية المستهلك الإماراتي. فاطمة المنصور نائب رئيس بنك أبو ظبي التجاري الفائزة بجائزة المراة العربية المتميزة في دروتها الثانية. هذا إضافة إلى أكثر من 10 آلاف سيدة أعمال إماراتية يدرن استثمارات بنحو 3.3 مليار دولار.. وسلسلة طويلة من أسماء الكاتبات، والصحافيات، ومديرات الدوائر، والطبيبات، والمدرسات في الجامعات..الخ
لذلك عيب يا أمم.. عيب ما تذاكروش كويس.

إقبال التميمي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف