أصداء

الإرهاب في سيناء هل هو بداية أم نهاية؟ 14

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

(الحلقة الرابعة عشرة)

في "الحلقة الثالثة عشرة" من الإرهاب في سيناء هل هو بداية أم نهاية؟ ذكرنا بعض المعلومات ويمكن تلخيصها في مايلي: إستسلام عدد من المطلوبين في تفجيرات سيناء، قوات الأمن تطارد المطلوبين في منطقة جبلية وعرة بشمال سيناء، وجود سائح إسرائيلي يرتاد الفنادق المصرية تحوم حوله الكثير من الشكوك ويقيم علاقات مشبوهة مع بعض الساقطات، أكدت التحريات أن بعضهن إعتدن بيع أجسادهن من أجل حفنة من الدولارات.

السياح اليهود يرون في سيناء ملاذاً آمناً لممارسة الخيانة الزوجية، الإستخبارات البريطانية وموقفها من أحداث سيناء، سلطات الأمن وجهت أنظارها ناحية تنظيم القاعدة وتركت الإشارات التي تشير الى وجود جهات خارجية، شبه جزيرة سيناء تعتبر المنطقة الرخوة فى جدار الأمن القومى، هناك عدة أهداف وراء تلك التفجيرات فى سيناء، الخبراء يحذرون من ردة فعل الإرهابيين.

وفي هذه الحلقة سنقوم بالتحليل وسرد لأهم الأفكار التي كتبت حول الموضوع وفي تطور ملفت للنظر أصدرت وزارة الداخلية المصرية بياناً قالت فيه أن منفذوا تفجيرات سيناء تدربوا في قطاع غزة بمساعدة من وصفتهم بأصوليين فلسطينيين وتضم بدواً من سيناء وجاء في البيان أسماء فلسطينيين قيل إنهم أمدوا عناصر في المجموعة بالمال وسهلوا دخولهم الأراضي الفلسطينية وتدريبهم على تصنيع المتفجرات وإستخدام الأسلحة، وتقول السلطات أن أفراد المجموعة التي تسمى "التوحيد والجهاد" إستخدموا في عملياتهم متفجرات مستخرجة من الألغام التي زرعتها إسرائيل في سيناء.

وبعد قراءة متأنية لبيان وزارة الداخلية نجد أن هناك غموض في صيغة البيان وهو بحاجة الى توضيح فكلمة أصوليين فلسطينيين فيها غموض إذا لم يتم تحديد من هم ومن يقف وراءهم ويدعمهم وهل يتبعون تنظيماً معروفاً أم مجموعة فردية غير منظمة؟، وهذا يضع علامات إستفهام كثيرة قد تستغل من قبل جهات عديدة.

وتعليقاً على البيان قال الناطق بإسم الحكومة الفلسطينية إنها مازالت في إنتظار تفاصيل أكثر حول ما جاء في البيان وشدد على أن المجتمع الفلسطيني يؤمن بالفكر الإسلامي الوسطي ويرفض كل ما من شأنه أن يمس أمن مصر.

أما محمود الزهار وزير خارجية فلسطين فقد نفى أية علاقة لحماس أو الجهاد الإسلامي بتفجيرات سيناء وقال في تصريح للصحفيين عقب إجتماعه مع الأمين العام لجامعة الدول rlm;العربية عمرو موسى إن بيان الداخلية المصرية "أعطى إيحاءات كثيرة ولكن المؤكد أن الجهة التي يقصدها لا هي حماس ولا الجهاد الإسلامي".

وأضاف الزهار "أن rlm;هناك أصحاب فكر أصولي وجماعات معدودة لهم فكر متطرف وهم أفراد فقط وهم المتورطون في هذا الحادث".

وكانت النيابة المصرية قد قالت إن فلسطينيا يدعى إياد صالح قد خطط ونفذ عملية طابا إنتقاما من الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني بالأراضي المحتلة، وقالت إن المهاجمين إستهدفوا الإنتقام من الإسرائيليين في تلك المنتجعات، وقتل إياد صالح في الهجمات.

وكل يوم نتابع فيه مايحصل في سيناء يجعلنا في حيرة من الأمر فالتأويلات كثيرة منها من يتهم إسرائيل، ومنها من يتهم تنظيم القاعدة، ومنها من يتهم بدو سيناء، ومنها من يتهم أصوليين فلسطينيين، وقد يكون لكل تلك الجماعات مصلحة في زعزعة الأمن في شبه جزيرة سيناء، ولكن إتهام جماعات أصولية فلسطينية على غرار ماحصل من إتهام الحكومة الأردنية لعناصر قريبة من حماس، يجعلنا نتساءل هل هناك إختراق إسرائيلي لكلا البلدين أم أن هناك إستراتيجية موحدة في التعامل مع الفلسطينيين؟.

ولانستبعد أن يحصل نفس السيناريو في لبنان ولكن على نمط مختلف بحيث يلقى باللائمة على فلسطينيين أصوليين يأتمرون بأمر من حماس و/أو سوريا وكأن حكومة حماس على موعد مع سوء الطالع، وعودة الى موضوعنا الرئيسي وهو الإرهاب في سيناء نجد أننا دائماً نصطدم بحقائق جديدة ومعلومات متناقضة، لذا يحتار الكاتب والمفكر وغيرهما، وفي كثير من الأحيان يعود الى كتب التاريخ وغيرها من المصادر يبحث فيها ليستنبط أفكاراً جديدة تمده بزخم المعرفة وهو الباحث عن الحقيقة ليبينها للناس لعلهم يقتنعون، وتمثل الحقيقة بالنسبة للكاتب ماتمثله الحكمة بالنسبة للمؤمن.

وبعد البحث والقراءة المستفيضة نود أن نلقي الضوء على جانب آخر مهم وهو قبيلة العزازنة التي تركت سيناء كلها بالكامل وهربت الى فلسطين في 9 سبتمبر 2001م، بجميع افرادها وأغنامها وخيامها إحتجاجاً على القمع الامني الذي كانت تتعرض له على أيدي السلطات ولايهمنا قضية الهروب بقدر مايهمنا النتائج العكسية والتي من الممكن أن تتولد، فمن الطبيعي أن تزداد نسبة المتمردين والكارهين للنظام الذين يمكن تهيئتهم من قبل أطراف معادية بالتجنيد وعبر الحدود فمنهم من يستقطب للعمل كجواسيس للموساد وغير الموساد.

ولانريد أن نستبق الأحداث فكل الروايات التي صدرت حتى الآن لايمكن نفيها أو إثباتها حتى تصدر بيانات أو معلومات موثقة من جهات مستقلة تؤكد رواية بعينها أوتنفي روايات أخرى وهناك بعض المعلومات التي حصلنا عليها تؤكد تنامي التيار السلفي الذي قد يتحول الى جزء من منظومة القاعدة وإنه في طريقه ليصبح منافساً قوياً لمنظمتي حماس والجهاد وقد تأتي تباعاً معلومات عن إرتباط له بالسلفية الجهادية الموجودة الآن في مصر سواء كانت بإسم تنظيم "التوحيد والجهاد" أو أي تنظيم آخر يقوم بالعمل السري ولايريد الظهور بقدر مايريد تحقيق الأهداف الذي أنشيء من أجلها.

ولاشك أن الغليان في المنطقة نتيجة طبيعية لما يحدث في العراق وفلسطين وأفغانستان ولبنان وسوريا وماتتعرض له إيران من تهديدات إذ لايمكن الفصل بين مايحدث في مختلف دول العالم من عمليات إرهابية الأمر الذي قد يحول شبه جزيرة سيناء الى أرض خصبة لإستمرار موجة العنف أو المواجهات، فهي مهيأة لذلك وهي مليئة بالمتفجرات والألغام التي زرعتها إسرائيل زمن الحرب وأصبحت من مخلفاتها، كما أن سيناء مليئة بالمحاجر التي تستخدم المتفجرات في تفجير الجبال للحصول على الأحجار.

وعلى الكاتب أن يكون غير منحاز لوجهة نظر بعينها ولهذا آثرنا أن نأخذ بروايات محللون إسرائيليون سواء كانوا عسكريين أم أمنيين والمعروفين بقربهم من أجهزة الأمن والإستخبارات الإسرائيلية وبعض رواياتهم إتهمت مصر بالفشل في محاربة تنظيم القاعدة أو أي تنظيمات تابعة له بعد التفجيرات التي إستهدفت منتجعات سياحية كان آخرها منتجع مدينة دهب.

وكتب المحلل العسكري في صحيفة هآرتس زئيف شيف أن "القاعدة هي الجهة التي تقف وراء الهجوم الإرهابي الذي وقع في دهب". ورأى زئيف أنه "على الرغم من جهود مصر لإيقاف نشاط القاعدة في شبه جزيرة سيناء فإنه من الواضح أن التنظيم الإرهابي يواصل نشاطه قرب الحدود مع إسرائيل"، أما البعض الآخر أمثال يوسي ميلمان فقد رأى " أن هناك ثغرة أمنية في سيناء خصوصاً في منطقة خليج العقبة وأن إستهداف جماعات "الجهاد العالمي" لمنتجعات الساحل الشرقي في سيناء يعود إلى "سهولة تهريب المواد المتفجرة "إليه وقربه من مقرات القاعدة في اليمن والسعودية والأردن والعراق "والثغرات في الحدود بين قطاع غزة وسيناء ".


إن منفذي العملية قد يكونوا متأثيرين ومتفاعلين مع القضية الفلسطينية لذا لن يكفوا عن محاولاتهم للإنتقام من الإسرائليين والسخط على سياسات الحكومة المصرية التي وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل وترجمت ذلك عملياً عندما فتحت بوابة التطبيع مع إسرائيل ورعاياها من خلال السياحة.

إن معظم الضحايا هم من المصريين وهذا يعطي إشارات واضحة تؤكد ضلوع إسرائيل وإن كان منفذوا تلك التفجيرات هم من أبناء بدو سيناء، لأن هناك إمكانية كبيرة للموساد لتجنيد عملاء لهم من بعض ضعاف النفوس أو الذين لهم أهداف تتقاطع مع أهداف إسرائيل وخصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار المساحة الشاسعة لشبه جزيرة سيناء والتي يصعب السيطرة عليها لوجود قيود إسرائيلية على نشر القوات المصرية بحكم بنود معاهدة كامب ديفيد، مما يسهل عمليات التهريب ومنها المتفجرات، فضلا عن حركة السياح الإسرائيليين التي قد تتيح للاستخبارات الإسرائيلية حرية أكبر وإمكانية زرع العملاء وترتيب مثل تلك العمليات الإرهابية ومتابعتها بشكل دقيق ومحكم.

الأمر الذي يجعلنا بحاجة الى المزيد من القراءة والتحليل لندرك الإجابة على سؤال: هو مازال ماثل أمامنا: الإرهاب في سيناء هل هو بداية أم نهاية؟

الحلقة 13

مصطفى الغريب

شيكاغو

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف