أصداء

هند الحناوى وبؤرة العفن

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لا أعرف ولا أظن أن أحدا يعرف إن كان آدم قد تزوج أمنا حواء أم لا، ولكن من المقطوع به أنه واقعها وعاشرها معاشرة الازواج. وإن لم يكن قد تزوجها -زواجا رسميا- وهو طبعا لم يفعل، فهل نحن جميعا ومن الأصل أولاد حرام! بؤرة العفن المقصودة فى الحكم الإستئئنافى - وعلى ما أظن أيضا فى الشعر المقتبس- ليس هو الشخص الصادر ضده الحكم إنما هو نحن، مجتمعنا بؤرة عفن! المجتمع الذى يتجاهل نداء الطبيعة بين شاب وفتاة هو بؤرة عفن، المجتمع الذى يدافع عن طرف علاقة ويشنع على طرفها الآخر هو بؤرة عفن. المجتمع الذى يفتى ويشذ ويجنح به عن الحكم العادل هو أشد البؤر عفنا.
ولكن فى خضم العفن والتعفن نبتت زهرة بل زهور! نبتت "لينا" الطفلة البريئة من طفرة عفن. تفتحت زهرة عدالة بأوراق خضراء من تربة العفن. خرست فتاوى التعفن وماتت أمام شعاع ضوء تسلل من قلم قاض عادل أفسح مجال بين العفن ليصيب الضوء أعماق بؤرة العفن الحقيقية . نبتت فكرة فى عقل إمرأة تبصق على عفونتنا ورجولتنا المدعاة وتهتف أن لى حقا ولن أتنازل عنه حتى أقتضيه. هى قيمنا العفنة وثوابتنا العفنة وإن كنا ألبسناها لباس الدين ونسبناها وزرا وبهتانا إلى الله.
بدون تحوير وتدوير فقهاء الكذب وعلماء التضليل يقول الشرع "الولد للفراش وللعاهر الحجر". ببساطة المتلقى الذى لم يرد له الله أن يتلقى الشرع وأحكامه من خلال أشخاص يستحوذون على ألقاب المفتين والمفسرين والدعاة، وببساطة الفتوى التى من المفروض أن يكون مصدرها الوحيد قلب الشخص "إستفت قلبك". وببساطة "إنا أنزلناه قرآنا عربيا مبينا" وليس هيروغليفيا غامضا نقول أن الفراش هو فراش المجامعة وهكذا ولد إسماعيل ولد هاجر من أبينا يعقوب، وهكذا ولد ابن الرسول الكريم من ماريا. وببساطة العقل والمنطق والحق والضمير نقول أن "لينا هند الحناوى هى إبنة ل "بؤرة العفن"!
نقول أيضا لمجتمعنا ودعاتنا ومفتونا أن الإيجاب والقبول ولو كانا بصيغة ضمنية بين فتى وفتاة هو عقد كامل الأركان حتى وإن لم يكن زواجا رسميا! نقول أيضا أن الرسمية والشهود هى فقط لإثبات وجود العقد، الذى يصح إثباته بأى طريق آخر ولو كان "الدى إن إيه"، والإثبات وطريقه ليس شرطا لوجود العقد ذاته. ونقول أن هند الحناوى ليست عاهر ومن يقول عنها ذلك ولا يأت بدليل شرعى فقد وجب عليه حد القذف الإفتراء. نسترسل ونقول أيضا أن هند الحناوى إنما فضحت عهر بعض الدعاة وبعض المفتين الذين يأكلون بأثداءهم حتى وهم غير جوعى. نسترسل ونقول أن هند الحناوى فضحت مجتمعنا وإعلاميينا ممن أدلوا برأى ذى هوى وغرض سواء كان دفاعا عن داعية زميل أو فنان صديق!
وألى كل من يفكر بغير هذا سواء كان رجلا أو إمرأة إنما نردد عليه قول المسيح عليه السلام" من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر". راجعوا ذاكرتكم وذكرياتكم جميعا، وإنفضوا عن أنفسكم بلاء التجاهل والتناسى والتظاهر الكاذب وقولوا قولة حق.

عادل حزين
نيويورك
adel.hazeen@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف