حسن نصر الله قديس القديسين!؟؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد بشاعة ردود الغوغائية الإسلامية المسيرة من رجال الدين والمجموعات والأحزاب الإسلامية، نشاهد اليوم مهزلة مأساوية جديدة في لبنان. نرى حشد الجماهير الطائفية والمخدوعة في مظاهرات عاصفة وهجوم على مناطق المسيحيين. ولماذا يا ترى؟ بالنسبة للرسوم الكاريكاتورية الفاشلة عن الرسول الكريم يمكن أن تفهم سرعة حشد بسطاء المسلمين، الذين صوروا لهم أن الغرب والمسيحيين مسؤولون عن رسوم فاشلة أريد بها فضح استغلال الإرهابيين الإسلاميين لاسم الله واسم النبي. أما هذه المرة فالطامة أكبر من الكبيرة. إن الشارع الشيعي اللبناني يرد بالعنف والصخب الهائج على حلقة تلفزيونية لبنانية سخرت من نصر الله كما تسخر من سائر السياسيين اللبنانيين فهل نصر الله صار بمقام الأنبياء؟
لبنان قد عرف في تاريخه الحديث باحترام حرية الرأي والنشر والإبداع، ولم يحظر في لبنان حزب إسلامي متطرف حتى جاء خميني لخلق حزب الله بدعم سوري شامل. إن حزب الله ساهم في تخريب لبنان برغم دوره المبالغ فيه جدا في ما يسمى بمقاومة إسرائيل، ولم نر نصر الله يطلب يوما من السوريين تحرير الجولان برغم دعمه العلني للغزو السوري لبلاده، هذا الغزو المستمر عبر المخابرات السورية المنتشرة في أجهزة الدولة.
حزب الله يريد اغتيال كل حرية تعبير في لبنان بعد أن ملأ نصفه بسواد الحجاب. فهل يريد إقامة نظام إسلامي طائفي ملحق بإيران كما يفعل زملاؤه في العراق، الذين يحتلون البصرة ويدمرون نسيجها وينهبون نفط العراق عبر حزب الفضيلة والمجلس الأعلى والتنظيمات الطائفية الأخرى، التي تغتال مليشياتها الصحفيين والأساتذة وتغتال حريات الطلبة والمواطنين والموسيقى، وتفرض عليهم طرازا معينا من المأكل والمشرب والملبس، كما بفعل الزرقاويون الأوباش.
إن حزب الله اللبناني يقوم بلعبة خطرة تهدد بإشعال الحرب الأهلية مجددا في لبنان. كما يمكن فهم هذا الهيجان الغوغائي الطائش، كما ربما تكون محاولة من محاولات سوريا لصرف النظر عن مسؤولية اغتيال الحريري.
نصر الله رجل سياسية والسياسي كأي إنسان ليس بالمقدس حتى يسن شريعة تعتبر كل نقد له جريمة كبرى وكفرا بالله. يظهر أن لحزب الله وقادته رأيا آخر ما دام حزبه في الأصل قد وصف نفسه بكونه هو حزب لله!!
أجل، إن أكبر رجل سياسي وأكبر مرجع ديني غير مقدسين ولا يمكن لهما المطالبة باغتيال حرية الرأي والتعبير والإبداع. وإنها بالعكس لجريمة كبرى حين يراد نشر ظلام الغوغائية والتطرف وقتل الحريات. كما أن على المجلس الوطني اللبناني للإعلام عدم الانسياق وراء تطرف المتطرفين وتحريم نقد نصر الله، هو مباح تجاه جميع السياسيين الآخرين. إن خطوة هذا المجلس كانت رضوخا لغوغائية التطرف الإسلامي الذي صار يهدد الحضارة والمثل الديمقراطية في كل مكان. وأخيرا فإن على حزب الله أن لا ينسى أنه لولا سوريا وإيران لكان دوره أصغر من الصغير، بل من المرجح أن حزبا كهذا ما كان يولد في لبنان.