أصداء

هل هناك فرق بين الزرقاوي والظواهري والإخوان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يقول الاخوان في برنامجهم المعلن أنهم يسعون الي إقامة الدولة الاسلامية والوسيلة لإقامتها تتمثل في العمل المنسق الموحد منذ البداية، ومن ثم كانت الدعوة الواحدة والتنظيم الواحد والتخطيط المشترك والتربية الواحدة المنبثقة من كتاب الله وسنة نبيه؛ توحيدًا وتنظيمًا وترتيبًا للصفوف، وتنسيقًا بين الساحات، والتقاء على الهدف والغاية..

الدولة الإسلامية الواحدة

الهدف السادس وهو إقامة الدولة الإسلامية الواحدة.. أو دولة الولايات الإسلامية المتحدة، التي تضم أقطار المسلمين.. دولة واحدة تخضع لقيادة واحدة، تكون مهمتها التأكيد على التزام شرع الله والعمل به، والاضطلاع برسالته، وتعزيز الوجود الإسلامي على الساحة العالمية. والوسيلة إليها تتمثل في السير في المقدمات الصحيحة التي تفرز القواعد السليمة الصالحة، ومنها يكون الانطلاق الإسلامي في كل الأقطار لتصب في النهاية في تحقيق هذا الهدف الكبير.

الدولة الإسلامية العالمية

الهدف الاسمي يتمثل في السعي لإقامة الدولة الإسلامية العالمية....

كما هو واضح من برنامج الاخوان أن الكلمة المتكررة في برنامجهم ووسائلهم لتحقيق هذا البرنامج هي كلمة الواحد والواحدة.. الدعوة الواحدة والتنظيم الواحد والتربية الواحدة لإقامة الدولة الاسلامية الواحدة التي تخضع لقيادة واحدة.. هي طبعا قيادة التنظيم الواحد المسمي الاخوان.. للوصول الي الهدف الاسمي وهو الدولة الاسلامية العالمية....

أي أن البرنامج المعلن والذي يؤمن به الاخوان فعلا.. بصرف النظر عن تصريحات البعض هنا وهناك و التي يطلقونها في تقية سياسية تصل الي درجة الانتهازية.. هو برنامج لا يؤمن بأي نوع من التعددية السياسية ولا الدينية.. ليس فقط علي مستوي مصر.. بل علي مستوي العالم العربي والاسلامي وحتي علي مستوي العالم..

برنامج واضح لا يقبل التأويل يضع الجماعة أرادت أو لم ترد.. نفي بعض أقطابها أو لم ينفوا.. في عداء مع التعددية.. في عداء ليس مع النظام المحلي أو الاقليمي.. بل في عداء مع العالم كله..

برنامج واضح بفسر بوضوح زلات لسان مرشد الجماعة الذي لا يجبد التقية السياسية مثل بعض أقطاب الجماعة.. هو لا يؤمن مثل الجماعة بمصر كدولة مستقلة.. ولا يؤمن بباقي الدول العربية كدول مستقلة و هو بالتالي لا يؤمن بالجامعة العربية كنظام يجمع بين دولا مستقلة ذات سيادة.. ولا حتي بالدول الاسلامية والتجمعات الاقليمية ولا حتي بالنظام العالمي ممثلا في الأمم المتحدة التي هي عبارة عن تجمع دولي لدول مستقلة ذات سيادة..

في الحقيقة لا فرق إطلاقا بين ماتنادي به جماعة الإخوان وبين ماينادي به الزرقاوي والظواهري.. دولة واحدة تخضع لقيادة واحدة تحكم بالشريعة كما يفهمها الثلاثة..

الفرق فقط هو في الاسلوب.. الاخوان يدعون أنهم يتبعون الطريق السلمي في العلن ويؤيدون الظواهري والزرقاوي في السر.. ومن ارسل الظواهري الي أفغانستان هم جماعة الاخوان عبر المركز الطبي التابع لهم في السيدة زينب.. ورد فعل الاخوان علي قتل بطل الذبح والنحر الزرقاوي.. يتصف بالتبرير و الحزن المبطن بالإدانه الخجولة لما قام به الزرقاوي من قتل للأبرياء والمدنيين وتكفير الشيعة وتفجير مساجدهم.. حتي رد فعل الإخوان لقتل السفير المصري في بغداد اتسم بالتبرير... ندين قتل السفير ولكن ندين الحكومة التي بعثته..

إن الاخوان في مصر هم مثل حماس في فلسطين.. يشاركون في انتخابات تشريعية ديمقراطية كوسيلة وليس غاية.. الغاية هي واضحة الوثب علي الحكم والسيطرة عليه والتهديد العسكري لكل المعارضين.. حماس تعارض الاستفتاء علي وثيقة الوفاق الوطني وهو عمل ديمقراطي أصيل.. تماما مثل الظواهري والإخوان..

لقد جر الطواهري وبن لادن وتابعهم سابقا الأكثر عنفا وقسوة الزرقاوي المنطقة الي بحار من دماء الضحايا.. والاخوان يؤيدونهم سرا ويعارضونهم بخجل علنا.. القاعدة والاخوان وجهان لعملة واحدة.. عملة لا تؤمن بالتعددية ولا الديمقراطية.. يؤمنون بالتنظيم الواحد والخضوع لقيادة واحدة.. الظواهري والقاعدة هما الوجه الحقيقي.. والأخوان هم الوجه المبتسم وهو يحمل السيف كشعار لكل مخالف في الرأي.. إما أن تسكت أو تنضم لنا.. أو سيتولي الظواهري وجماعته تأديبك.. وسننكر علنا مشاركتنا له..

العنف في عالمنا تزامن مع عودة الإخوان الي العمل في الشارع والجامعات والنقابات علي يد السادات في السبعينات في محاولة لتحجيم شعبية اليسار والناصريين.. فكان هو اول من دفع ثمن هذا الغباء السياسي..

لقد تخلص الشعب العراقي بعد طول معاناة من الزرقاوي.. ولكن الفكر المغذي لكل الزرقاويين في عالمنا مازال يرتع حرا.. ويفرز العشرات مثل الزرقاوي..

أينما ذهب الإخوان تصاعد العنف.. ولنا في العربية السعودية خير مثال.. فتحت لهم أبوابها.. فكان رد الجميل تصاعد العمليات الارهابية هناك وتجنيد الانتحاريين.. تماما كما حدث للسادات وحدث في مصر..

إن الزرقاوي والظواهري والقاعدة عموما هم الوجه القبيح.. لجماعة تمارس التقية والانتهازية السياسية وتستغل معاناة الشعب الفلسطيني.. رغم أنها في الحقيقة لا تؤمن أن هناك دولة اسمها فلسطين.. مثلما لا تؤمن أن هناك دولة اسمها مصر.. جماعة لا تؤمن بالتعددية ورغم ذلك تشارك في انتخابات الأساس فيها هو التعددية.. ولست أنا من يقول ذلك ولكن برنامجهم الواضح تماما.. فهل هناك فرق بين الزرقاوي والظواهري والاخوان.. كلهم يقولون طز في مصر واي دولة عربية أخري.. وتنفرج اساريرهم سرا لكل الدماء البريئة التي سالت علي يد الزرقاوي وتسيل علي يد الظواهري.. فهي تقرب حلمهم.. حلم الدولة الواحد التي تخضع (ولابد أن نلاحظ كلمة تخضع ومدلولها) لقيادة واحدة.. هي قيادتهم طبعا.. الظواهري ما هو الا رأس الحربة التي تغرز في أحسادنا لتحقيق حلم الأخوان..

فليعني من يريد.. ولكن أتمني أن نفتح عيوننا لما يحاك لنا جميعا في مكتب ارشاد جماعة الاخوان.. كلما حقق الاخان خطوة.. كلما ابتعد حلم الديمقراطية في بلادنا سيئة الحظ..

لنا الله

عمرو اسماعيل

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف