وفي الأخير: حقوق الإنسان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
[وأخيرا طالب لانتوس بعدم توقع الكثير فيما يختص بقضية حقوق الإنسان، ورغم تكراره أن هذه القضية تمثل أحد مبادئ أهداف السياسة الخارجية الأمريكية، ولا يجب أن تحيد أمريكا عنها مما حدث. ] توم لانتوس العضو الديمقراطي في الكونغرس الأمريكي يصرح في مؤتمر حول التطورات الأخير للعلاقات الليبية الأمريكية ـ نقلا عن تقرير واشنطن للصحفي محمد المنشاوي.
هذاالتصريح نقلناه حرفيا ليس لنقول أن السياسية الأمريكية آخر ما يهمها هو قضية حقوق الإنسان..! فهذه أعتقد أنها محسومة عند غالبية الساسة والمثقفين ربما ليس في الشرق الأوسط وحسب بل في العالم. لهذا عبرنا عن تخوفاتنا من احتمال صفقة أمريكية مع أي نظام ليس في الشرق الأوسط وحسب بل في العالم مهما كانت يداه موغلة في دم شعبه ! وأكدنا أن هذه الصفقات في المنطقة تريح كل التيارات السياسية العربية ـ قوميا وإسلاميا ـ التي ترى في هذه النظم نظم ممانعة للسياسة الأمريكية. وتغضب أيضا كل التيارات الليبرالية الجديد منها والقديم وكل الذين يراهنون على وجود عالم غربي متحضر من السذج أمثالي ! ولكن هذا الغضب يجب ألا يجعلنا نتعامل مع الأمر بطريقة النعامة وندفن رأسنا في رمال هذه السياسة المتحركة للإدارات الأمريكية المتعاقبة. لهذا علينا دوما ترك مسافة للخطأ في تحليلنا للواقع السياسي الدولي عموما والشرق أوسطي خصوصا. وإذا علمنا أيضا أن محاولات تدور تحت الطاولات وفوقها حول صفقة أمريكية ـ إيرانية. وضمن الجعبة صفقة مع سوريا وبعدها لا أحد عليه أن يتوقع الكثير بقضية حقوق الإنسان التي يتحدث عنها السيد لانتوس. ما يهمنا إذن من إيراد هذا التصريح هو التأكيد على نقطتين:
الأولى هو مدى الترابط الذي بات في العالم بين كل أجزاءه وعناصره دولا وشعوبا. ونشكر السيد لانتوس على صراحته. بمعنى أننا لم نعد قادرون على رؤية منطقتنا بمعزل عما يدور في هذا العالم أو أن نتعامل معها من أجل عزلها ـ بحجة الأنا / الآخر التي كرستها في وعينا أنثروبولوجيا بنيوية تجعل من مقولة مركزية العقل الغربي مكوسة عندنا لتأخذ مركزية الاستبداد العربي وما يتبعها من مقلات مثل الغزو الثقافي..فنحن لم نعد أساطير للإكتشاف ولسنا أيقونات للزينة.. ولم نعد نحن / وبقية العالم آخر.. ولم تعد مقولة الغزو الصقافي مقولة يمكن لنا أن نعتمدها لا مفاهيميا و إجرائيا من أجل قراءة علاقتنا بهذا العالم الذي نحن فيه. والدليل الآخر أننا نحن أيضا لم نعد كذلك لأن بات فينا كل ماهو موجود في هذا العالم من تيارات ثقافية وسياسية وخلافه ما عدا اللهم قضية نوعية السلطات العربية فهي الوحيدة التي لازالت تعتبر أن هنالك نحن وآخر..ومعها تيارات إسلاموية وقومية كلها فشلت في انتاج ثقافة متلاقحة مع هذا العالم وتريد تأبيد أنساقها الفكرية والسياسية. ثم أننا أمام وضع الشرق الأوسط الكبير بكل ترابطاته وعلى كافة الصعد فلولا الصعوبات الأمريكية في العراق ومسألة الصراع العربي الإسرائيلي والتدخل الإيراني في المنطقة عموما من خلال عدة أدوات...الخ هل كنا سنجد هذا الخيار ـ الصفقاتي ـ؟
أما النقطة الثانية فهي تتعلق بسياسات المعارضات العربية عموما والسورية خصوصا..في أسئلة حارقة ونحن لن نتكلم عن البلدان العربية الأخرى فقط عن سوريا بما يخص هذه النقطة:
في حال تمت صفقة سورية أمريكية؟ ماهو العمل؟! ومن سيحمي الشعب السوري ونشطائه؟ هنالك تيارات سياسية تتمنى بل وتعمل من خلال ما تطرحه صراحة أو مواربة من أجل إنجاح هكذا صفقة..! هنالك تيارات بحاضنها الأيديولوجي المتكلس استطاعت أن تبعد المعارضة السورية عن التعاطي السياسي مع الفضاء الدولي بحجج شتى لسنا الآن بوارد التفصيل فيها سؤال بعد عقد صفقة كيف سيتم التغيير السلمي الديمقراطي في سوريا؟...هذا السؤال هو ما يقلقنا منذ زمن ولم نجد إجابة شافية عليه ونحن نرى الوضع السوري بكل تعقيداته الداخلية والخارجية وشروط المجتمع السوري المنهك بلقمة عيشه وانقساماته وجهوياته الثقافية والسياسية..الخ والبعيد عن هموم العمل الديمقراطي. ونقول في ختام سؤالنا هذا:إذا لم يكن هنالك صفقة والنشطاء في السجون ومقطوعة سبل العيش أمامهم فماذا سيكون عليه الوضع إذن بعد أن يتشرف عضو كونغرس آخر ويقول:[ لا تتوقعوا الكثير في قضية حقوق الإنسان في سوريا ]..
غسان المفلح