أصداء

اللغة الثانية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

(الجنس مكون لايقبل الجدل لمزاج الشعوب فاينما غاب الجنس حل العنف وباماكنكم المقارنة )_الكاتبة

وزيادة على مانحن فيه من بلوى فان لنا لغتان، لغة محكية ولغة مخفية والعادة يقال مكتوبة الا ان الامر لايخص اللغة نفسها بل مضمونها، لغة علنية ولغة سرية، لغة مهذبة مشذبة رقيقة عالية تنم عن رقي انساني مابعده رقي ولغة شوهاء صلعاء قرعاء هابطة فاحشة مغمسة بما يجرح الوجدان الاولى هي قناعنا اليومي لذي نلبسه في الصباح وننزعه في المساء والثانية وجهنا الحقيقي الذي نخفيه بالمساحيق والتجميل والخدع اللغوية والبصرية.

الاقنعة نطرحها وناخذ الوجوه، اللغة الاصل تفضح مكنوناتنا، تبوح برغباتنا، تعبر عن تكويننا النفسي، تعبر بصدق عن عوالمنا الداخلية النائمة تحت طبقات وطبقات من الاتربة، لقد دفنونا واخرجتنا اللغة،اخفونا فدلت علينا الكلمات، صبغونا فامطرت علينا دنيا الطرفة والنكتة والموقف الغاضب او فسحة الحرية نحصل عليها بصورة خاطفة من جلسة سمر او سفرة او ثقة بصديق نتكاشف معه.

لنا لغتان، لغة معترف بها ولغة غير رسمية الا انها اقوى من سابقتها واكثر حضورا حتى، الا اننا نعتبرها غير موجودة ومجرد الفاظ عابرة جاءت عرضا في الحديث فاما نعتذر عنها او ننكرها والاغلب اننا ننكرها لميلنا لنكران الذات وليس محاولة فهمها ونكران الذات بالمناسبة عندنا فضيلة الفضائل وان كانت تعني تقديم الغير على الذات فهي امر محمود اما ان كانت التحايل على الذات ونكران حقيقتنا فالامر غير.

لكل شعب شتيمته الجنسية ولكل شعب عباراته التي تكتب على جدران الحمامات ولكل شعب لغه ثانية يتعامل بها في حالات خاصة وقواميس الشعوب في هذا الصدد تتفاوت في الغنى والثراء ولو تتبعنا حجم قاموسنا لوجدناه يتفوق على غيره من قواميس الارض ولسان العرب في اللغة الاولى لايضاهي لسان العرب السري او لنقل غير المعترف به.
الطبيب يعرف وضع الجسد من خلال سوائله او الاشارات على الجلد اللغة سوائل الروح واشاراتها من اللغة الثانية الفاحشة الهابطة يمكننا ان نتعرف على مايعانيه المجتمع من امراض ولغتنا الثانية محملة باطنان من الاشارات والاستعارات والمصطلحات والجمل الجنسية ويكفي ان تمر باي سوق للخضار او أي موقف للسيارات او تدخل أي حمام لتعرف نوع مرضنا.

الباحث الحصيف والشاعر اللطيف والاستاذ الجامعي والمثقف الواعي كلهم من الممكن ان ينزعوا قناع اللغة الاولى لتظهر اللغة الثانية بوضوح جلي فننصعق لهول الصدمة وكنا لاول وهلة نظن ان هؤلاء ليس لديهم الا لغة واحدة مهذبة وجميلة ومنمقة فانا شخصيا لااستبعد ان يتحول النقاش مع أي من هؤلاء الى نهر جارف من العبارات الجارحة غير المعهودة والمرتبطة كلها بالجنس من قبيل الشتائم او الاوصاف.

ناهدة رمان

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف