أصداء

فداك أمى وأطفالى يا نصرالله

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


بماذا أدعو لك ياسيدى...؟
حسنا سيسعفنى ويضمد جراح قريحتى كنز بلاغتنا الذى لا يفنى.. كنز بلاغاتنا العامر بالسيوف والفتوحات والغزوات والغنائم والسبى ومعلقات العز والكرامة والفخر للأجداد الذين رضى الله عنهم وأرضا هم.


بماذا أدعو لك...؟
بالنصر لقد ضمنته لنا بوعدك الحق ومفاجآتك القادمة التى حيرت الأعداء وأدخلت الرعب فى محركات طائراتهم الـ F16 وهى تلقى بحممها الموجهة على رؤوس أطفالنا.. أدعو لك بسداد الرأى وقوة الحجة..؟ لقد رأيتها بأم عينى وأنت تقرر نيابة عنا حين جاءتك الرؤيا الحق وسمعت الصرخة : وأسيراه، فبادرت من فورك وأسرت من جيوش الأعداء إثنين. فبماذا أدعو..؟

قرة عينى يا نصر الله...
فداك أبى وأمى وكل العجائز الذين قضوا تحت الأنقاض.
فداك أطفالى ومائة طفل معهم أحرقوا فى حفل الباربيكيو الإسرائيلى للشواء..فداك أطفال أخرون يتحرقون شوقا للشهادة من أجل وعدك الحق.
فداك شوارعنا وكانت معبدة أمنة نزرع فيها خطواتنا الى العمل والمدرسة والحقل والمسجد والكنيسة والشاطىء.

فداك مطاراتنا وموانئنا وطرقنا وكنا منها نستقبل القمح والدواء وزيت مصابيحنا وألبان أطفالتا.
فداك عجائز أرحتهم ببعد نظرك ونفاذ بصيرتك من هم أمراض الشيخوخة وزهايمر النهاية وقدمت لهم الخلاص الدموى مصحوبا بالمؤثرات الصوتية والديكور من أحجار وحديد تسليح.فداك مزارعنا وكرومنا وزيتوننا..فداك الماء والكهرباء.. فداك السكن والوطن والخبز وفراش الأطفال.


قرة عينى يا أمير المؤمنين، ثكلتنى أمى إن أنا شققت عصا الطاعة وخرجت عن إجماع الجماهير المغيبة بقات الجهاد وأفيون المؤامرة، ثكلتنى أمى إن إنا كذبت الفضائيات المباركة التى باركت زحفك المقدس وهى تستنهض فينا صحوة الموت كى نموت ونحن فى كامل وعينا، ثكلتنى امى إن كذبت الإمام فى مسجد شارعنا وهو يقودنا بشكل جماعى كى نردد خلفة الدعاء لك ونكرر كما نكرر منذ ألف عام : اللهم إمحق الكفرة أعداء الدين.. اللهم فرق شملهم..وإهلك نسلهم وإحرق زرعهم اللهم رد كيدهم الى نحورهم.. اللهم.... اللهم....

ثكلتنى أمى إن أنا كذبت عينى وأنا أرى أهلى أشلاء متقطعة الأوصال وأرى بيتى حطاما تنبعث منه رائحة الموت وأرى وطنى خرائب يمرح فيها الهوس والمهاوييس.. حاشاى إن قلت أنك السبب.. هى إسرائيل وربى.. جنود إسرائيل.. طائرات إسرائيل.. قنابل إسرائيل.. نابلم إسرائيل تلك هى الحقيقة التى رأتها عينى الكليلة أما أم الحقائق فأنت رضى الله عنك وحدك تعرفها وبالطبع لن تطالها عقولنا المعطلة.

نموت نموت ويعيش أسرانا.. الموت لأطفالنا كى يعيش أسرانا..الخراب لديارنا كى يعيش أسرانا..الهلاك للوطن كى يعيش أسرانا. ربما لو سألنا أسرانا أتفضلون الأسر مع سلام الوطن أم الحرية مع أسر الوطن لقالوا نموت فى قيودنا وأصفادنا ولا يجرح طفل واحد.. لكنك يامولاى أحكم منا جميعا تعرف مالا نعرف وترى مالا نرى.. أنت أميرنا رغم أننا لم نبايعك لكن الفضائيات بايعت.. لم نقسم يمين الولاء والطاعة لكن المساجد فعلت.. لم ننتخبك فى إقتراع حر لكن شرعية المصحف والسيف فعلت.يوم صرخت فى الأعداء محذرا إياهم من الإقتراب من بيروت الجنوبية وإلا أصبحت حربا مفتوحة ذهبت بى الظنون وقلت لماذا يفرق مولاى بين جغرافيا الوطن ويمنح لبيروت الجنوبية مالا يمنح لشمالها وهل يمنح تصريحا مجانيا للعدو بإحراق باقى الوطن وهل لايتساوى ضحايا الوطن فى عينيك فيصبح قتيل جونيه أقل مرتبة من قتيل بيروت الجنوبية ؟ لكنك بادرت بعد ضرب جنوب بيروت وأعلنت أنه " أما وقد ضربت بيروت الجنوبية فإن لبنان كله أصبح تحت معيتك وأن حمايتك من الأن تشمل كل الوطن اللبنانى فشكرا لك.. لقد وصلت الرسالة الى كل الوطن ونالت كل بناية نصيبها من وعدك الحق.

قرة عينى يا نصر الله فداك أبى وأمى وأطفالى وبيتى وأمانى وخبزى.. فداك عقلى أغيبه مع الجموع وأنا أنتقل من جنازة الى أخرى رافعا راياتك صائحا بأناشيد إذاعتك.. مناديا بالدم مقابل الدم.. أصدقك القول والله لأنت عندى أغلى من غاندى الخانع ومانديلا المسالم وكل مناضل ضعيف القلب يلقى بالا لدماء عشيرته ويثمنها غاليا حين توضع فى كفة النضال.


من أجندة مجاهد يفكر
وأنا فى طريقى الى الجنة متمنطقا ببقايا حزامى الناسف حاضنا صديقى الكلاشينكوفداست قدمى على أشلاء كثيرة، ترى هل أتذكرها وأنا ألوك الأعناب والرمان فى فمى واتنقل بين الحور العين والولدان.. ترى هل أتذكر العدو فقط وأنسى تجار الدم الذين قدمونى قربانا سهلا على مائدته لحظة جوعه. هل أتذكر نبل قضيتى وأنسى خسة من تاجروا بها وأداروها بإملاءات من ذواتهم المتورمة.. وأنا فى طريقى الى الجنة تمنيت أن أعود الى الحياة الدنيا مرة أخرى كى أرى شجرة وطفلا يضحك....


أيــمــن الـسـمـيــرى

كاتب من مصر...

aymanalsimery@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف