أصداء

فنانو العراق وإنحيازهم للدم اللبناني الطاهر

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

فنانو العراق ومثقفوه وإنحيازهم للدم اللبناني الطاهر النبيل

بدءا حين يحتدم الصراع بين الموت والحياة... بين الخير والشر... بين الماضي والمستقبل، يفترض بداهة أن ينحاز الفنانون والشعار والأدباء والمثقفون، للحياة والخير والمستقبل.
غالبا ينحاز أهل الفتوى والتقوى والدين للموت والخراب والشرّ والوهم و.... الماضي الجميل ( حسب قناعاتهم واوراقهم الصفراء )، لأن تلك وظيفتهم وذلك هو إهتمامهم، والماضي كما المستقبل الغيبي هو ملعب السنتهم وافواههم واياديهم ... وقبضاتهم....!
غالبا ما ينحاز تجار الفضيلة والمتشدقون بالكرامة والشرف التليد والحقيقة الوحيدة ( التي يتوهمون أنهم يملكونها دون غيرهم )، ينحاوزون ( ويسعون لإستحواذنا معهم ) صوب جبهة الموت، لا جبهة الحياة، أما اهل الثقافة والعلم والفن ( بل وحتى الرياضة والصناعة والتجارة )، فإنهم من البديهي دعاة بناء وإعمار وحياة وحضارة.
ومثلهم حسب من يملك الحب الحق والحنان الصادق للأرض والطفل والمرأة والشيخ.
ومثلهم حسب من يعرف قيمة الأرض والوطن واللغة والثقافة والمستقبل.
ووحدهم من يملكون الفهم الحق للكرامة.
كرامة أن تعيش آمن قويا شريفا في بيتك ووطنك.
كرامة أن ترعى بنوك وتربيهم على هدي أخلاق أمتك ووطنك ودينك وقيمك، بمنتهى الحرية وبلا وصاية من الأشياخ من اهل البيت أو من الغرباء المقيمون في قطر أو طهران أو الأزهر.
كرامة أن تكون سبيلك للرب سالكةٌ آمنة، لا تنبث في طرقاتها الغام الكراهية والعنصرية ورفض الشقيق والجار والصديق المختلف.
احد الأخوة الطيبون من الكتاب يهاجم كاظم الساهر وفنانين عراقيين آخرين لأنهم وقفوا مع لبنان الشقيق.
وكثيرون يعتبون على الأقلام العراقية لإنها إنشغلت بالهم اللبناني وتركت هموم العراق الممزق المنهار المثخن بالجراح.
ونقول... لأن لبنان لم يسقط بعد بالكامل في حضن إيران كما العراق....!
ولا نريد له ولا نتمنى قطعا أن يسقط...!
لأن العراق بلغت فيه المحنة حدا من العبث أن تكتب او تغني أو تنشد له...!
لمن ينشد المنشد والعراق ما عاد عراقا واحدا ؟
ولمن يكتب الكاتب، وليس له من منفذ وليس لكلامه من سامع، إلا بأن يخوض في مستنقع الطوائف العفن القميء...!
العراق اليوم ممزق مهتريء مفكك غاية التفكيك.
بذرة الطائفية اللعينة بلغت فيه حد القتل على الهوية، فهل ينفع معه أن تكتب أو تغني أو تصلي أو حتى أن تحلم في أن تنام آمنا بين اطفالك...؟
العراق اليوم، يلاحق فيه العالم والمفكر والأديب والفنان... الأصابع الإيرانية بإمتداداتها البعثية ( تماما كما هو الحال في تحالف البعث السوري مع الإيرانيين ) تقتل بمنتهى الكفاءة والخفة والسرية...تارة في الشيعة وأخرى في اوساط السنة...!
وطورا في الصابئة وحينا وسط الكرد وأحيانا في جموع التركمان والمسيحيين والأيزديين.
العراق اليوم...لا مجال فيه لقلم أن يكتب أو لساق قدم أن تضرب كرة، وكلنا سمعنا بجريمة خطف لاعبي فريق التايكواندو، ثم خطف قيادات اللجنة الأولمبية العراقية...!
وقبلها، هربت ملكة جماله إلى الخارج...!
وقبلها، هرب جلّ فنانيه ورياضيه وعلماءه ممن افلتوا من مقصلة الجزار ( إيرانيا كان أو بعثيا ).
لأجل هذا فكاظم أو غير كاظم ينحازون للعراق الذي يعرفون لا عراق الطوائف، وهم كذلك ينحازون للبنان التي كان لها عليهم ( كما علينا جميعا كمثقفين ) فضلٌ تجل الكلمات والأموال والدموع عن إيفاءه حقه....!
معركتنا كمثقفين عامة هي الآن مع لبنان وفي سبيل إنقاذ لبنان من الدمار الحاصل والدمار المرعب الذي سيحصل مستقبلا لو إنتصر الفاشست الإيرانيون....!
معركتنا اليوم وغدا هي من اجل لبنان الجميل الصغير بأرضه وحجم شعبه، والكبير برحابة قلوب ابناءه وطيبتهم وعمق تقاليده الديموقراطية التي أرتشفت اجيالٌ وأجيالٌ من المثقفين المتنورين، من اثداء مطابعها وصحفها وإذاعاتها وقنواتها التلفازية ومنتدياتها الثقافية.
قلوب كل العرب اليوم، بل قلوب العالم كله مع لبنان الجميل الرؤوم.
افتستغرب أيها العزيز أن يقف عراقيٌ ببضعة ملايين أو بضعة دموع من اجل لبنان ؟
عجبي والله...!

كامل السعدون

أوسلو في آب 2006

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف