أصداء

في الحرب القادمة نهاية إسرائيل!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


اللهجة الاعلامية الاکثر من حادة و المتسمة بعمق"عاطفي"محض تکاد تکون مقطوعة عن العقل، هي لهجة العديد من القنوات و أجهزة الاعلام العربية مضافة إليها الايرانية التي باتت تسابق الاعلام العربي في لغته و طرحه التحريضي.
الاعلام العربي الذي يکتفي بنقل صورة المأساة و قساوة العدو و صبر و جلادة المتصدين"الاباة"، يشيح بوجهه جانبا عن ذکر لغة الارقام في الحصيلة النهائية من تلک الحرب التي أشعلتها إيران و سوريا عن طريق حزب الله اللبناني هربا من المسائلة الدولية لهما، کما و لايتجشم عناء إماطة اللثام عن الهدف أو الاهداف التي حققها حزب الله للبنان و شعب لبنان من فجره الذي لم يکن صادقا وإنما کان نذير للدمار و الخراب و ويلات ليس من السهل نسيان تداعياتها السلبية مستقبليا.
الاعلام العربي ولاسيما ذلک الذي يبعث إرساله من"لندن"، صور حزب الله وکأنه حقق معجزة عجزت عن تحقيقها الانظمة العربية في حروبها مع إسرائيل، متناسين من أن المواجهة عملية تشمل أبعادا کثيرة تبدأ من الداخل و من الواقع الذي يکاد يکون متخما بآلاف المشاکل و العقد التي تحتاج الى حلول ليس في المستقبل البعيد حتى أي أمل بمعالجتها سيما وأن ذلک المذيع المتوشح تارة بعباءة و أخرى بلباس الافندية يلقي المواعظ و الحکم التي لاتزيد الطين إلا بلة و يتناسى أن المشکلة أساسا في تلک الکلمة التي سموا قناتهم التلفزيونية بها وهي تدعو لخلافه أو حتى مايضده بالمرة.
إسرائيل في کل حرب تقوم بإعداد العدة اللازمة لذلک وحتى في تلک التي يباغتونها بها، وهي تقوم بحشد کل الامکانيات التي بوسعها بتلک الصورة التي يجب أن تکون، إما الطرف الاخر فهو يکتفي بحشد الطاقات العاطفية من أناشيد و خطب و مقالات بليغة رنانة کتلک التي يتمايل مذيعي"الجزيرة"القطرية على وقع سنابکها، إنهم يدعون الى إستمرار المواجهة و إستمرار إستنزاف إسرائيل لکن الذي يجري على أرض الواقع هو إستنزاف لبنان و شعب لبنان إنهم يقتلون شعبا تحت برقع إعلامي أجوف ليس في إمکانه أبدا أن يکون في مستوى الحدث بل هو مجرد تابع له کما هو حالهم وهم يلهثون خلف سراب حزب الله الذي يظنونه ماءا.
الحق أن حکاية فجر حزب الله الصادق مع إسرائيل مضافة إليها حکاية الاعلام العربي مع کل مواجهة مع إسرائيل، تذکرني کثيرا بحکاية رجل من مدينة السليمانية وکان کلما يأکل"علقة ساخنة"جدا على يد من هو أقوى و أشد بأسا منه وينقذه الناس من يده بکل صعوبة، ينهض لينفض التراب عن ملابسه و يمسح الدم المراق من على وجهه و يديه ليقول و برباطة جأش:
المرة القادمة سوف تکون نهايتک ولن يستطيع أحد أن ينجيک من يدي!

نزار جاف

nezarjaff@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف