المفهوم الخاطيء للشخصية القوية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ما أكثر المفاهيم الخاطئة في الثقافة العربية التي لاتجيد غير إنتاج الافكار والايديولوجيات المغلوطة العدوانية وصولاً الى إنتاج الارهاب والقتل وقطع الرؤوس، ومفهوم ما يسمى بالشخصية القوية هو واحد من عشوائيات الثقافة العربية الذي يدلل على حجم تعاملها الاعتباطي مع المعرفة والعلم.
بداية الشخصية هي تكامل الصفات والسمات الجسدية والنفسية والعقلية والشعور واللاشعور.
ويوجد لكل انسان ثلاث شخصيات :
الشخصية الاجتماعية او القناع الذي يرتديه الانسان ويظهر به أمام الاخرين.
الشخصية التي يعرفهاصاحبها ويدرك طبيعتها وأبعادها ولايظهرها للاخرين.
الشخصية المكبوتة في منطقة اللاشعور ولايعرفها صاحبها وهذه هي الشخصية الحقيقية الأصيلة التي تمثل جوهر الفرد ولا يستطيع التعرف عليها الا عن طريق اجراء عملية التحليل النفسي لدى المحلل النفسي وليس الطبيب النفسي.
وفق علم النفس والتحليل النفسي والطب النفسي، لايوجد شيء يدعى شخصية قوية من الناحية العلمية، فالعلم يعترف فقط بشيء أسمه الشخصية المتوازنة والشخصية الغير متوازنة.
فلاوجود لمفهوم الشخصية القوية والضعيفة، وانما هناك انسان يتمتع بشخصية متوازنة نفسيا خالية من الامراض العقلية والنفسية والجسدية، وشخص غير متوازن نفسيا مضطرب الشخصية.
والمفهوم السائد في الثقافة العربية هو ان كل شخص عدواني لايحترم حق الاختلاف عندما يطرح الاخرون أفكارهم ومشاعرهم وسلوكهم ولايجيدآداب الاصغاء في الحوار ولايؤمن بالمساواة بين البشر ويتعامل بوحشية مع الاخرين ويفرض أفكاره وارادته على الاخرين هو صاحب شخصية قوية، والحقيقة ان هذا الشخص الذي يحمل هذه الصفات أو بعضها هو انسان مريض نفسياً وبحاجة للعلاج النفسي بدلا من أعجاب المجتمع به.
وعلى العكس من هذا النمط نجد ان الثقافة العربية تنظر الى كل انسان رقيق شفاف ورومانسي يعشق الهدوء والسلام ويعبر عن احزانهويبكي علنا ويكره المواجهات والتصادم مع المجتمع.. ينظر الى هذا النمط على انه شخص ضعيف الشخصية، بينما علميا ان هذا النمط من الشخصيات يمثل أرقى أنواع الانسان المعافى السليم والمتوازن نفسيا.
ولعل شغف الثقافة العربية بمفهوم الشخصية القوية والضعيفة يعود الى أن المجتمعات العربية مسكونة بعشق البطل الفارس، وكذلك الى غياب القانون والنظام والمؤسسات أي غياب فاعلية العقل الجماعي في تنظيم وادارة شؤون الحياة مما أوجد حالة السلوك الافتراسي الذي يحتاج الى الشخصية العدوانية الدكتاتورية لأخذ حقوق القبيلة والطائفة والقومية والشعب.
وفي الختام.. تحية الى كل رجل يمتلك التوازن النفسي ويعبر عن مشاعره علنا ويجهش في البكاء فوق صدر حبيبته.
خضير طاهر
Kta19612@comcast.net