أصداء

بركان في منطقة الدخان 1

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

هجوم على موقع اسرائيلي... اختطاف ثم تصعيد على الارض... لعبة اريد لها ان تطول ومفاتيح الصراع فقط على ارض المعركة فالدبلوماسيون حتى بعد مرور اكثر من ثلاثة اسابيع على بداية الحرب في اجازة تامة بعيدا عن وجع الصراع، والتصريحات جميعها تصب الزيت على النار، حتى من الاطراف المحايدة، اذن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ولغة النار لازالت حتى هذه اللحظة من يمثل البطولة بين اطراف الصراع.

هكذا كان الثاني عشر من تموز من عام 2006 شاهدا على انفجار احد البراكين التي تغلي في منطقة الشرق الاوسط وهي منطقة تحفل بمزيد من البراكين التي قد تنفجر في ايّة لحظة، اما عود الثقاب الذي اشعل برميل البارود فهو عملية حزب الله في قتل مجموعة من الجنود الاسرائيليين واسر اثنين في هجوم على دورية اسرائيلية قرب الخط الازرق.

عملية الاختطاف.. بين علامات الاستفهام

العملية الاخيرة لحزب الله اثارت ضجة كبيرة بعيدا عن التصعيد العسكري وما يعقبه من نتائج، وذلك لان تحديد اهداف العملية وتوقيتها اصبح مثار جدل وسبب لخلافات كبيرة بين المراقبين للشأن اللبناني، وكذلك بين جهات دبلوماسية لبنانية واقليمية ودولية، فهل كانت هي عملية بتحريك من طهران او دمشق ؟ وهل كانت هذه حرب الوكالات بين اسرائيل وحزب الله وكالة عن امريكا وايران ؟ ام ان العملية لم تكن الا لاهداف حددها حزب الله وادعى انها لبنانية وان نجاح العملية وتداعياتها او فشلها هو حسابات لحزب الله فقط وان دور الاخرين كان مجرد استثمار لحدث في منطقة هو فيها والاذكياء من يستثمرون الاحداث، لا بل هنالك من يذهب الى اكثر من ذلك ويعتبر اهداف العملية انما تنحصر في انقاذ مستقبل حزب الله قبل كل شئ لان هناك تسريبات تؤكد بان حزب الله سوف يتعرض في نهاية هذا الصيف لضربة عسكرية قوية من قبل قوى اقليمية ودولية، وان اسر الجنديين انما جاء في اطار الامساك بورقة مهمة في يد الحزب.

ما تقدم وغيره فرضيات وتحليلات كثيرة ومتفاوتة على هذا الصعيد من قبل اطراف مختلفة، كل طرف يسوق مجموعة من المؤشرات تأييدا لماذ يذهب اليه.

وبشكل عام اذاما استبعدنا الفرضية التي تقول بان حزب الله قام بالعملية من اجل مستقبل الحزب ليس الا، فان جميع الفرضيات الاخرى لو كانت صحيحة فهي تؤكد ان حزب الله اخطا في توقيت العملية، وكما يقال فان غلطة الشاطر بالف، وخطا قيادة الحزب ناتج من عدم التشخيص الدقيق للمتغيرات السياسية على الصعيد اللبناني والاقليمي والدولي... auml; ان اسرائيل تريد القضاء على اوراق حزب الله على طاولة الحوار داخل الساحة اللبنانية، تريد ان تعطي قوة اكبر ومشروعية وتاييد اكثر لقوى 14 اذار والاخرين على حساب حزب الله وحركة امل، وذلك من اجل ان يكون موقف الحزب اضعف بكثير من السابق، كما ان ذلك الرد جاء في مرحلة شهدت متغيرات كثيرة في توازنات القوة على الصعيد الاقليمي، بمعنى ان العديد من بلدان المنطقة التي لديها تصفية حسابات مع ايران على خلفية المسيرة النووية الايرانية تريد اضعاف وحرق احد الاوراق التي تلعب بها ايران والمقصود بها حزب الله لان تلك البلدان ( على الاقل من وجهة نظرها ) تعتبر ان حزب الله هو ورقة سورية ايرانية بالدرجة الاولى، وهذه المواقف عبر عنها العديد من الدول العربية وعلى راسها البلدان التي لديها عقدة حسابات مع ايران وهي مصر والاردن والسعودية، لقد اعتبروا تلك العملية مغامرة من قبل حزب الله وبالتالي فهو من يتحمل مسؤولية ما يجري، اي ان تلك المواقف التي ادانت حزب الله سوف تدينه سواء اكان يستحق الادانة ام لا وسواء اكانت التحركات الميدانية لمقاتلي حزب الله مغامرات محسوبة ام لا فان الادانة على طريقة ( انما نقاتلك بغضا لابيك ).

هذا على الصعيد الاقليمي اما على الصعيد الدولي فان وجع الارهاب ومتغيرات السياسة تجعل الكبار في هذا العالم لا يميلون في غالب الاحيان الى دعم الحركات او التيارات المسلحة حتى لو كانت مشروعة، وتاخذ الحالة وضعا خاصا جدا لو كان احد اطراف المواجهة هو اسرائيل التي لها قيمة دولية خاصة.

اذم جميع تلك الاجواء والظروف المحيطة بالعملية قد تجعل المراقب يميل الى الاعتقاد بان قيادة حزب الله اخطأت في التوقيت على الاقل حتى لو كان مبدأ اسر الجنود بغية الدخول في مفاوضات من اجل تبادل الاسرى هو مبدأ منطقي وسليم.

ايران على الخط

ان تحديد اهداف وغايات قيادة حزب الله من وراء العملية التي قامت اثرها باسر الجنود الاسرائيليين اصبح مثار جدل بين القيادات السياسية وبين المراقبين في نفس الوقت، لكن ما لفت النظر هو ارتفاع اصوات كثيرة تحمل ايران مسؤولية ما يجري وان حزب الله مقاتل بالوكالة لاهداف سياسية وعسكرية ايرانية وسورية، وفي هذا السياق هناك نقطة مهمة يجب الاشارة اليها انه بغظ النظر عن صحة الخطاب التخويني الذي يذهب اصحاب تلك النظرية وبغظ النظر عن الاجندة التي يتحرك على اساسها القياديون في حزب الله فان على اصحاب هذا التوجه الاجابة على تساؤل غاية في الاهمية:

ان الطرف الايراني اذا كان هو الذي يدفع باتجاه هذه المعركة، وان ما يحدث بتخطيط ايراني لجر الاطراف الدولية لمعركة لا يريدها الطرف الاخر من اجل اجندة ايرانية... فهل انطوت تلك اللعبة الدبلوماسية الايرانية الذكية على اصحاب القرار الدولي والتاريخ الطويل من الدبلوماسية والنضج السياسي ؟ وهل الدبلوماسية الايرانية على هذه الدرجة العالية من الذكاء بحيث اوقعت الجميع في الفخ ؟ !!!

ان لم تكن هذه الرؤية خاطئة فهي على درجة عالية من المبالغة على الاقل... والقصة اكبر من ذلك بكثير

يتبع

جمال الخرسان

كاتب عراقي

mosawi_gamal@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف