العناد الكردي في موقفه الاخير على المحك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
-رغم تباين المواقف فأن الزعيم برزاني اصر وهدد ووعد بالانفصال.
-اقترحنا حلاً وسطاً يسبر منع شرعية قرار رفع العلم العراقي في سماء كردستان.
-القابضون... المنافقون... المسيرون بالدولار الشمالي بدءوا بالتشنج.
الان...
أين هم !!!
واين نحن!!!
وما هو موقف البرزاني بعد ان زئر اسد واشنطن (بنتاغون والرئاسة) زئيراً غاضباً محتجين على هذا القرار واعتبروه غير مدروس وليس في الوقت المناسب.
قرارات الرجال وخاصة الزعماء السياسيين تتارجح بعضاً بين الصواب والخطل ويتوقف هذا الفيصل بين الصواب والخطا على محيط الزعيم وقابلية مستشاريه ورهافة الاحساس بالواقع وما يجب ان يقرر هكذا احتار البرزاني في موقفه بعد التصريح ونقل هذه الحيرة الى ختيارية الكرد المعتدلين المواكبين لوالده ملا مصطفى البرزاني والذي كان ابعد الناس من اي تصرف يمس بالعراق كوطن ولا يقدم عليه الا ويتلمس ان هناك تجاوب في الصوب الاخر.
سيرة ملا مصطفى العقلانية الذي واكبها جيلنا كانت تضع بين عينيها مصلحة الكرد المستقبلية وتفضلها على المكاسب الانية يوم القرار، هذا الداهية لم يتصرف باي شكل يمس مشاعر العرب انه ارتبط فيهم بحبه للقران ولان الصلاة توحده مع الشعب العربي وان يوم الحج الى مكة يسلكون طريقاً واحداً كل هذه كان الملا مصطفى البرزاني يضعها امام عينه قبل ان يبدي بتصريح اننا باليقين المطلق نستطيع ان نقول ان هذا الزعيم كان عميقاً في مشاعره طيباً في قلبه حريصاً على وحدة العراق وعلى خدمة المنطقة الكردية من خلال ديمقراطية العراق كاملاً، الجميع يذكر عند رجوع الزعيم الملا الى بغداد من الاتحاد السوفيتي بدعوة من الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم فرح به الديمقراطيون العراقيون واحتضنه اليسار الواسع الانتشار انذاك واقيم له حفلاً خطابياً كبيراً تقديراً لنضاله وتقديراً لتعاطفه مع القوى الديمقراطية اليسارية سواء ان كانت عربية او كردية تحمس الناس في هذا الحفل واطلق احد زعاطيط السياسة هتافاً يمجد البرزاني كزعيم للنضال اليساري العراقي.
غضب البرزاني اشد الغضب وردد قائلاً ( ماكو زعيم الا كريم) وهكذا وكنت قريباً من هذا التصريح ارتاح ضميري ان القيادة الكردية بيد ناضجة مجربة حكيمة. ثم الكل يعرف ان الملا مصطفى البرزاني له مواقف حدية مع مصلحة العراق كدولة وكوطن الملا رفض استعداء ايران بل ورفض القتال معها بانصاره ضد الجيش العراقي رغم ان الجيش العراقي كان آلةً بيد الحكومة المركزية في ضرب المناطق الكردية وهي بزعامة البرزاني مصطفى البرزاني يعتقد ان العراق للعرب والكرد وان التفاني الكردي من اجل العرب وتفاني العرب من اجل الكرد في بقاء وحدة الوطن والمحافظه على استقلاله هو هدف كل الوطنيين الغيارى ذوي الهاجس المخلص. وهناك ملاحظة ان الملا مصطفى رغم حاجته بعضاً الى مساعدات لوجستية من هذا وذاك الا ان هذا لم يدفعه ان يطلب بوجود علاقات مع اسرائيل كما فعل مسعود فهو يعلم ويشعر بعمق الالام التي عاناها الشعب الفلسطيني وكم هي تضحياته نتيجة الاحتلال الاسرائيلي نحن لا نستطيع بهذه العجالة ان نقارن بين الاب والابن ولكن نحن امام ابن هذا الملا الزعيم مسعود البرزاني ومع ايماننا وصحة القول ان جيل ابنائنا يختلف عنا نحن الاباء ولكن على هذا الجيل دراسة تصرفاتنا كاباء وكاخوة كبار وعليه ان يعي ليصل الى نضوج ينتقي النقاط الصالحة والاعمال الجديرة باحتذاء بها وهي خلاصة تجارب سياسية حرك الزمان بها هذا الجيل واعطاه خبرة المفروض ان ندرسها.
الجيل القديم كان يضع شعاراته في مكانها ولكنه كان يهيأ الرأى العام لمثل هذه الشعارات ومن منطلق مصلحة العرب والكرد ومن احتكامنا الى تجربة الملا مصطفى القائد التاريخي للشعب الكردي والقضية الكردية علينا " ان نهمس باذن الزعيم المعاصر مسعود البرزاني ونقول هامسين..
اولاً: على مسعود البرزاني ان يذكر الله في تصرفاته ويؤمن ان المسلم للمسلم كاجزاء البدن والدين لا يفرق بين عريي وكردي الا بالتقوى والكرد اشهر العراقيين بالتقوى.
ثانياً: على مسعود البرزاني ان لا يضع جميع شعارات الحركة الكردية في سلة واحدة هناك سلال متعددة مؤثرة تتداخل وتتقاطع في مصالحها في بلورة طموحات الزعامة الكردية.
هناك دول الاقليم ايران، تركيا.
هناك دول عربية مثل السعودية، مصر،لبنان، سوريا وغيرها.
هناك شعب عربي كبير الموج هذا الموج الذي يحمل بطياته على مدى التاريخ والاجيال كل حب وكل تقدير وكم من المناضلين العرب دخلوا السجن وقضوا فيها ايام قاسية من اجل طموحات اشقائنا الاكراد (وانا منهم ).
نعم ان هناك سلة مهمة هي السلة الامريكية هذه السلة التي لها مصالح عميقة ومتعددة سواء في العراق او في الشرق الاوسط وتريد ان تحقق اهدافها في الثروة النفطية والمعدنية والاستراتيجية لتغير خارطة الشرق الاوسط ان علينا ان نذكر ان هذه السلة ومن يقودها هي التي من التزمت صدام حسين واستغلته كَماشة لضرب الشعب الايراني الجار وهي التي ساعدت نظام صدام على ضرب القضية الكردية على مدى طول بقاء نظامه السابق ان الشعب الكردي قد عان الكثير من سياسة امريكا المصلحية كما ان نفس السلة الامريكية هي التي رتبت امور المصالحة بين شاه ايران وبين النظام العراقي برئاسة صدام حسين في مؤتمر الجزائر وحصل ان بيعت الشعب الكردي والقضية الكردية بكاملها وكان من جملة الصفقة المتفق عليها باشراف امريكي ان يهرب ملا مصطفى البرزاني والالاف معه الى خارج حدود الوطن، الوطن الذي احبه، الوطن الذي ناضل من اجله، الوطن الذي فيه عرب وكرد اراد الملا ان يركز الحياة الديمقراطية الاصيلة في ربوعه.
نحن العراقيين عرب واكراد متألمين جداً ان يشذ بوش عن مواقف التأييد للبرزاني وهو الذي هيأ خط السلام (سيف هيفن) المرقمة 38 وبوش نفسه الذي سمح للاكراد ان يرتبوا امورهم في مؤتمر لندن مع قائمة الائتلاف وانصار عبد العزيز الحكيم ومؤيدي ايران كلها تمت باشراف الولايات المتحدة الامريكية وبتوجيه من رامسفيلد ودكشيني وكانت الاجتماعات متوالية لا تعقد الا بحضور ممثل (السي. أ. أي الامريكية) وكان رموز الحضور من ايادها واحمدها وعزيزها وغيرهم مرتاحين لحضور (السي. أ. أي ) ولا تعقد بهم جلسة الا ان تكون بدعوة من (السي. ا. اي) وبحضورها وهكذا رسمت معالم المحاصصة والطائفية والعنصرية بشكل واضح ومركز. للاسف ان يرد في كتاب بول بريمر مايسيئ الى الزعامات العراقية ومنها الزعامة الكردية ويتمنى الشعب العراقي ونخبته ان يسمع جواباً لهذه الاتهامات.
انا كعراقي ديمقراطي يساري مستقل في حيرة ان كان بامكان الزعامة الكردية ان تحافظ على مكاسبها العنصرية هذه الزعامة حققت حضوراً سياسياً قوياً جداً على الساحة العراقية حصلت على اقليم شبه مستقل بموارده وبالاضافة الى مورد اضافي 17% من عائدات النفطية وبالاضافة الى تملكها كل الثروة المعدنية المدفونة في باطن اراضيها والمعلن عنها في اراضي كردستان ومكسب عميق اخر ان وصل زعيم ومؤسس الحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني الى رئاسة الجمهورية العراقية واصبحت الخارجية شبه مغلقة للاقليم الكردستاني واخذوا يتمتعون بتمثيل سياسي خارجي كاقليم له شخصية قانونية هذه مكاسب لا بد ان نحافظ عليها ويمكن المحافظة عليها لو جاءت هذه المكاسب عن طريق الديمقراطية والاستفتاء ولا تاتي عن طريق فرضها بالقوة تحت شعار سياسة الامر الواقع ان عمل استفزازي(برأى) غير مدروس اقدمت عليه زعامة رئيس اقليم كردستان هيج مكامن الالم وعدم الرضا لدى الاكثرية الساحقة العرب نحن نتمنى والكل يتمنى وخاصة الديمقراطيين ان تاتي الديمقراطية من شمال العراق ولكنها تاتي لا من قوة الدعم الامريكي ولا باستعراضات البيشمركة ولكنها تاتي عن طبيق حوار وطني ديمقراطي سليم يستمع الى الكل ويتفاهم الكل مع الكل نحن دخلنا في دهليز ونفق مظلم لاعادة دراسة كل ترسبات الواقع الجديد للمنطقة الكردستانية بعد خط 38 وحتى تاريخه خاصة اذا وجد هذا النفق مكائن امريكة تفتح له اساليب اعادة النظر لما حصل.
لا ندري والشعب ايضاً لايدري مدى قناعة القوى السياسية المهمشة والمبعدة عن البرلمان في ضل انتخابات اقل مايقال فيها انها كانت تحت صرير الدبابات الامريكية وتاثير العمائم الدينية ايكون هذا التصويت على علم جديد ونشيد جديد كما جاء بتصريح السيد الاستاذ الطالباني ممثل للناس وماجدوى قرارات مثل هذا اذا لم تكن قرارات الديمقراطية تقتنع بها الجماهير وتؤمن انها قرارات لا تمثل المصلحة الكردية فقط والمصلحة العربية فقط بل انها تؤمن مصلحة كل اطراف الشعب العراقي.
نحن لا نتمنى للبرزاني اي موقف احراج في مسيرته النضالية بل نتمى له الصبر الطيب والدخول في معترك الامور بقناعات لا تتصادم مع الغير وبهذا الشكل وبهذا الوقت، نحن لا نريد ان نضع البرزاني تحت خيارين الخيار الاول هو الاعتذار عن تصرفه والرجوع عنه وعدم الرجوع الى الفراغ السياسي ووضوح الدستور العراقي في الاصرار على منع العلم العراقي من الرفرة على الجبال الشمالية والسهول الجنوبية فان في هذا لن يكون هناك قناعة شعبية قد تكون هناك قناعة واعاض السلاطين والجالسين على الكراسي والمنتفعين بالاموال البرزانية ونحن لا نريد ان يعتذر ايضا لانه في الاعتذار سيفقد مصداقيته كزعيم لدى بسطاء الناس من الشعب الكردي نريده ان يلتجأ لحل ونحن مخلصين في قولنا مؤمنين بفدرالية ديمقراطية مع الاكراد طالبين المزيد من التلاحم والتعاطف والمصاهرة بين الشعبين العظيمين نريد منه ان يعيد العلم الى مكانه ويطلب استفتاء رسمي على سؤال واحد.. ايجب ان يغير هذا العلم بجديد ام لا !!! هذا هو الحل الحكيم الذي سيريحه رمز الديمقراطية ورمز النضال الكردستاني الزعيم ملا مصطفى البرزاني.
الزعيم القديم ملا مصطفى البرزاني والد الزعيم المعاصر مسعود مصطفى البرزاني.