حول كلام للشهيد فرج فوده
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مناقشة حول كلام قاله شهيد الكلمة "فرج فودة
السائرون خلفا، الحاملون سيفا، المتكبرون صلفا، المتحدثون خرفا، القارئون حرفا، التاركون حرفا، المتسربلون بجلد الشياه، الأسود إن غاب الرعاة. الساعون إن أزفت الآزفة للنجاة، الهائمون في كل واد، المقتحمون في مواجهة الارتداد، المنكسرون المرتكسون في ظل الاستبداد، الخارجون عن القوانين المرعية، لا يردعهم إلا توعية الرعية، ولا يعيدهم إلى مكانهم إلا سيف الشرعية، ولا يحمينا منهم إلا حزم السلطة وسلطة الحزم، ولا يغني عن ذلك حوار أو كلام... (فرج فودة)
أزعم أن هذه الجملة من أبرع ما قرأته في الوصف و السرد بإستخدام أدق الألفاظ.. فلا توجد كلمة غير ذات معني أو موضوعة لملئ فراغ.حين فكرت في إسترجاع الجملة.. وهي من مقدمة أحد كتب الشهيدـ رأيت فيها أحوال مصر، رأيت الكثير من "السائرون خلفا" دون فهم، دون وعي.. ذاهبون إلي حيث لا يدرون.. في الحقيقة هؤلاء "السائرون خلفا" يتبعون من يتصرفون و كأنهم أعظم منهم قدرا.. أي "الحاملون سيفا" فهم يقودون الجهلة من الشعب كشاه مساق.. تأتي عبقرية "فودة" حيث يصف هؤلاء في جملة بانورامية و كونية شديدة الدقة فيأتي في مقدمة الوصف"المتكبرون صلفا" وما أدقه وصف.. فهم قوم لا يعترفون بخطأ.. إذا أنهم يتحدثون بلسان الأله و إن كانت الحقيقة أنهم "المتحدثون خرفا" فهم يختبأون وراء قدسية المقدس، و خلف رياء "السائرون خلفا" يتباهون بعلما منقوص فهم "القارئون حرفا و التاركون حرفا" لا يروا في المجتمع إلا السلطة، و في الوطن يسعون للمصالح. يأتون كـ "متسربلون بجلد الشياه" بلباس الورع و التقوي.. بصورة المؤمن الذي يعطي نصيحة مسمومة مغلفة بدموع الأخوة في الدين، و محشوة بمصالح شخصية طامعة في السلطة و تريد "شبق الأستبداد"، فهم "الأسود إن غاب الرعاة".. فإذا أنشغل الرعاة عن رعيتهم إستبدوا هم كفأر يلعب في غياب قط. وإن غرقت المركب بمن فيها يهرولون هربا علي طريقة "الساعون إن أزفت الآزفة للنجاة" تاركين الجمل بمن حمل. أنتشروا في كل مكان ليروجوا نصائح الدين المستهلكة "هائمون في كل واد" فلا حدود لهم ولا رادع.. يدعون أنهم جاءوا لخير الأمة و حقيقتهم أنهم الخراب بعينه و يتركون أرض محروقة بزرعها.. "المقتحمون في مواجهة الارتداد" دون وجه حق فلغتهم القوة و السيف جهلة بما يرددون تساعدهم رعية المساكين.. صورتهم الحقة كـ "المنكسرون المرتكسون في ظل الاستبداد" فإنهم و بكل أسف نتيجة لإستبداد الرعاة.. أبناءا لشعب لم يجد راعي له.. فإنكسروا أمام الراعي و سيرتكسون أمام شعبه يوما.. فهم "الخارجون عن القوانين المرعية" مطاردين حتي جحورهم كفئران تصارع الخوف.. ما يخيفهم هو أن تفهم الرعية.. "لا يردعهم إلا توعية الرعية" و لنتخلص من سرطانهم يجب أن "لا يعيدهم إلى مكانهم إلا سيف الشرعية" فهو السيف الذي سيبتر أوصالهم و يخلصنا من همهم.. و أخيرا فكله في يد الراعي إن تفرغ لرعيته و تأمل أحوالها.. حينها سيعرف أن الحل هو "حزم السلطة وسلطة الحزم، ولا يغني عن ذلك حوار أو كلام".أحد تأملاتي في ما كتب أستاذي أو من تمنيت أن يكون أستاذي.. شهيد الكلمة.."فرج فودة"
نبيل شكري