أصداء

لكي نفهم البابا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

البابا حين تحدث في محاضرته، تحدث بلغة مفهومة للجميع، مع كونها لغة قديمة لا نريد له إلا الاعتذار عن استعمالها، و لكي نفهم البابا بندكتوس بطريقة سليمة، آمل أن يجيبنا هو أو من يدافعون عن حسن نيته و طيب مقصده على هذه التساؤلات التي قد تحل الإجابة عنها عوائق اللغة و ما تحمله الكلمات من آلام تاريخية.

لماذا تتسامح الكنيسة الكاثوليكية مع اليهود في أهم عقائدها الدينية، و تبرئهم من دم المسيح، و يعتذر الفاتيكان من اليهود عن الفترة النازية، بل و يفتح أرشيفه للدراسات النقدية الصهيونية المعادية للكنيسة، فيما تتم الإساءة للمسلمين و سنام دينهم؟

لماذا لا يعتذر البابا عن محاكم التفتيش التي طالت المسلمين و اليهود على السواء، و عن الحروب الصليبية التي دعا لها سلفه أوربان و طالت حتى مسيحيي الشرق؟
ما سر المصادفة الغريبة في ذم الإسلام من قبل البابا في محاضرة بجامعة ألمانية، مع تنصيب ثلاث حاخامات يهود في جامعة ألمانية أخرى و لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية؟
لماذا القي بنديكيتوس هذه القنبلة؟ ما الداعي لها؟ هل أملاها البابا بنفسه ؟ إن كان بنديكيتوس يعيب على المسلمين عدم استعمال العقل، فمن العار عليه أن يقتبس آراء أناس حاكموا الحيوانات، و اشتهروا بعقيم الجدل!
ما سر توقيت التصريحات مع ذكرى تدمير برجي التجارة و قصف البنتاغون! و تصريحات بوش عن الفاشية الإسلامية؟
ما علاقة هذه التصريحات بتأسيس لوبي صهيوني في أوروبا عقب شجب بعض الدول الأوروبية لجرائم الكيان الصهيوني في لبنان؟

هل من باب المصادفة "البريئة" أن يكون الاقتباس من نص لكاتب مسيحي لبناني!، يسرد حكاية فيها البيزنطي ملكا، و الفارسي جليسه؟
ما معنى تكرار بندكتوس للنص المشبوه، دونما انتقاد؟!
لماذا يصعب عليه مناقشة كتابات المرحوم ديدات، و يتهرب من المناظرة المباشرة مع علماء المسلمين؟

ابن جلدتنا المقدسي يخرج عن انتمائه لامته، و يعيب علينا سوء فهمنا بترتيله لدفاعات الفاتيكان الاتهامية من الدرجة الثانية، و يندد بالصحافة التي نقلت و ترجمت و نشرت الموضوع! فهل السرية هي المتبعة في كيل مثل هذه التهم؟ و هل يتطاول الانتماء الديني عن الانتماء الوطني؟
عذر أقبح من ذنب ذاك الذي قدمه التوضيح الرسمي للفاتيكان، فحجتهم التبريرية لتصريحات بنديكيتوس، عللت بكونه يريد "تنمية شعور الاحترام والحوار حيال الديانات والثقافات الأخرى وبطبيعة الحال الإسلام" فهل هذا اتهام أم احترام!.

و يزيد نفسه قبحا بتأسفه عن سوء فهم أكثر من ثلث المسكونة و تحريف الكلم عن مواضعه! لنجد من يصعرون وجوههم يقبلون البصق فيها اعتذارا!
ما هو المعنى الصحيح الذي أخطأه العالم من هذه التصريحات و فهمه أغبى زعماء العالم ؟
هل هناك في الحقيقة حوار أديان و تسامح من قبل الفاتيكان أم اتهام و تهكم و فرض شروط، و لماذا حوار الأديان من أصله؟
هل تنذر تصريحاته بعودة الحكومات الثيوقراطية إلى سدة الحكم عن طريق تسعير الأصولية المسيحية؟
ألا تشكل هذه التصريحات خطرا على استقرار الكنيسة الكاثوليكية و زعامتها الدينية بين أتباعها؟
ألا تهدد هذه التصريحات العلمانية في الغرب؟
ألا تندرج هذه التصريحات مع معاداة الإسلام، و الحملة التنصيرية التي أثارها الأفغاني المرتد الذي طبل و زمر له البابا! لتؤكد الصحف الغربية بأن المرتد لا يتمتع بقواه العقلية؟
إذا كان الغرب ينتقد فتاوى المغفلين الداعين إلى الاحتراب على أساس ديني، فلماذا يسلم البابا من الانتقاد الغربي، و يحظى بالدفاع عن تحريضاته و فتاواه؟

و ما أثر هذه التصريحات على صعيد تضييق الوجود العربي و المسلم في أوروبا حفاظا على الأرضية المسيحية المزعومة! سيما و أن المسلمين مثلهم مثل بقية أتباع الديانات حيثما كانوا يستفزهم استهداف عقيدتهم بالإساءة ؟.
ألا تبارك هذه التصريحات كل الفظائع الأمريكية في الحروب الأمريكية على الشعوب المسلمة بحجة الإرهاب، في أفغانستان و العراق، و الصومال و وضع حماس و حزب الله و جماعة الإخوان المسلمين على قوائم الإرهاب؟ ثم ألا تمثل صك غفران لاجتراح المزيد من المجازر ضد العرب و المسلمين و بينهم !
ما علاقة هذه التصريحات في محاصرة المسلمين و العرب و الإمعان في أهانتهم وتقييد حرياتهم المدنية تحت مسميات قوانين الإرهاب ؟
ألا تندرج هذه التصريحات في إطار حملة الرسومات المسيئة للرسول الكريم و التي صورته على انه إرهابي!
هل يقبل إخوتنا المسيحيين تصريحات هذا البابا!

محمد ملكاوي
http://sadoog.maktoobblog.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف