أصداء

هكذا يحول السذج الطغاة ابطالا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يبدو ان على الكاتب اي كاتب يتناول اعدام صدام عليه مسبقا ان يثبت بالحرف والكلمة انه ضد الطاغية والطغاة ومع ذلك تبقى مجالات الشك والاتهام في نواياه قائمة لدى من انحشر في الادلجة المخالفة ومن حبس نفسه ووعيه ان بقي منهما شئ في سايكولوجيا الضحية الباحثة عن الثأر والانتقام.

لسيادة رئيس الوزراء المالكي اقول لقد ارتكبتم خطأ لا يرتكبه المبتدئون في العلم السياسي حينما سمحتم لطاغية كنا ننتظر جميعا ان يظهر بغير ما ظهر عليه، ولو كنت مكانك لعاقبت من حضر اعدام الطاغية على غبائهم وسذاجتهم وانفلاتهم العاطفي اللامبرر الذي جعل من صدام بطلا يواجه موته بكل شجاعة امام صفاقة المتشفين بموته وشعاراتهم الفجة والبليدةولهذا لن استبعد ان تكال لي الاتهامات الجاهزة من بعض الذين لايفقهون الا الحماقة، غير اني في الوقت ذاته اجدني مجبرا على ان اثبت بالكلمة وللتاريخ اولا وللحمقى ثانيا وثالثا واخيرا اني ضد طغاة العالم اجمع ومع تخليص البشرية منهم بما يستحقونه. و اضع يستحقونه بين اقواس شتى.

بدءا اقول ان السؤال حول العجلة في اعدام صدام والذي طرحه مثقفون وسياسيون كثر هو سؤال يجمل قدرا كبيرا من السذاجة بل ولا اتطرف ان قلت انه سؤال لا ينبغي طرحه باي حال والاجدى استبداله بالسؤال لماذا تأخر اعدام صدام الى هذا الحد؟

ولن اجيب على هذا التساؤل في سطوري هذه غير اني ساقرأ اعدام صدام من منظور اخر ربما سيثير ضدي حماقات كثيرة.

ارى بلا شك ان طريقة اعدام صدام وتوقيتها وتسريباتها الاعلاموية ومن يقف وراءها تدل بما لا يقبل الشك على بلادة صاحب القرار فيها ايا كان اما كيف فهذا ما ساحاول توضيحه.

اولا : بعيدا عن التشكيك في التوقيت الذي اختارته محكمة التمييز لتثبيت حكم الاعدام وفيما لو كان لها ان تعلنه قبل اسبوع او بعد تاريخ الاعلان باسبوع وهي تساؤلات تطرح ولا من مجيب طبعا، اقول بعيدا عن التشكيك ارى ان هناك الكثير من الاحداث التي حدثت بعيد تثبيت الحكم تثير اكثر من علامة استفهام حول طريقة وقرار تعامل الحكومة العراقية مع القضية وتوقيتاتها والتي للاسف الشديد اقول انها فشلت فشلا ذريعا كعادتها في معالجة هذه المسألة على الصعيد الداخلي والخارجي!! لقد منحت حكومة المالكي بسذاجة لا تحسد عليها مناوئيها فرصة ذهبية لتحويل الطاغية "الذي وجد ذليلا في حفيرة يأبى الجرذ سكناها" الى بطل شجاع واجه لحظاته الاخيرة بالسخرية من ثلة من السذج حضروا ساعة موته ليرددوا شعارات التشفي القبلي ويتماثلوا مع رجال امن الطاغية.

والا بم يمكن ان يفسر لنا المالكي الذي وقع على اعدام صدام بالسماح لمن حضر لحظات الاعدام بالتصرف الرقيع هذا او لماذا سمح اصلا بحضورهم، اما كان من الاجدى للمالكي ان يختار بدقة رجلا ممثلا من كل كتلة برلمانية مشاركة في العملية السياسية لحضور اعدام الطاغية مع اشتراط ان لا يطلق اي من الحضور هتافات بدائية تذكر بهتافات ازلام البعث البائد عندما كانوا ينتقمون من مخالفيهم.

والادهى من ذلك كيف يسمح المالكي بان يسرب هذا الفلم الذي اصبح على ما يبدو اللقطات الاخيرة التي توثق نهاية صدام والتي تلاقفها الاعلام، اقول كيف يسمح المالكي وحكومته بمثل هذا الاجراء الذي يدل بوضوح لا يحتاج الى تأويل ان الحكومة " لا اتحل ولا تربط " على حد القول العراقي المشهور والذي يستعمل للدلالة على ضعف ووهن صاحب المسؤولية. كيف يريد لنا المالكي ان نصدق انه سيقود البلاد الى مصالحة توقف نزيف الدم وهو عاجز عن ايقاف تسريب لقطات لاعدام طاغية ينبغي ان تكون الحكومة وحدها هي المسؤولة في الافراج عن اللحظات الحقيقية التي واجه بها صدام اعدامه؟ الا يرى المالكي ان تصرف الحضور وتسريب الفلم عن طريقهم انما يدل ببساطة على سيطرة الدهماء على خطاب حكومته التي يفترض انها تمثل العراقيين جميعا؟

ثانيا : سارسم سيناريو اتمنى ان يدحضه احد ممن ينتمي للحكومة وينضوي تحت لوائها. السيناريو يقول ببساطة ان الذين سعوا الى اعدام صدام في هذا التوقيت وبهذه الطريقة هما حزب الدعوة والتيار الصدري، اجل ان الحليفين اللذين يشكلان الجناح الاخر للائتلاف العراقي الموحد كانا وراء اعدام صدام بالشكل الذي صور و شوهد من قبل الملايين. الدلالات الصورية واللفظية التي تؤكد انتماء هذا السيناريو الى الواقعية الفجة هي

أ - تصريحات للمنتمين الى التيار الصدري بعد تثبيت الاعدام من قبل محكمة التمييز مباشرة تتمنى ان يعدم صدام في ليلة العيد، والكثير يعرف ماذا تعني امنيات التيار الصدري هذه الايام.

باء - الاخبار التي سربها اعضاء صدريون من ان التيار سيعود للحكومة والبرلمان ويرفع قرار تعليقه المشاركة فيهما بعد اعدام صدام وهذا يحيل الى صفقة جرت داخل الائتلاف نفسه خوفا من الانقسام الذي اصاب جسده والذي ظهرت تباشيره في الايام التي سبقت تثبيت حكم الاعدام على صدام حسين. خصوصا بعد تاكيدات انضمام المجلس الاعلى الى الكتلة السياسية الجديدة المزمع تأسيسها مع الاكراد والحزب الاسلامي، ومعلوم ان حزب الدعوة والتيار الصدري يقفان بالضد من اطلاق هذا التكتل الجديد.

جيم _ رفض الاكراد المبدئي لاعدام صدام حسين قبل الانتهاء من محكمة الانفال وبهذا ينأى الاكراد بانفسهم تماما عن التوقيت الذي اختاره المالكي وحليفه الصدري ولا استبعد ان يكون الدعوة والتيار الصدري لعبا بذكاء امام تحفظات الاكراد والتي تجد قبولا لها من قبل المجلس الاعلى حتما، فلو اصر الاكراد على تأجيل االاعدام فان طرفي الدعوة والصدري لن يتوانيا عن اظهار الاكراد بمظهر عدم الراغب في اعدام صدام وسيحاولان الضغط عليهم بالتمسك بتوقيع الرئاسة لقرار الاعدام وكما هو معلوم فان الطالباني نأى بنفسه عن هذه القضية وهنا سيحول التوقيع الى نائبي الرئيس، والهاشمي لا اظنه سيوقع، وان وقع عبد المهدي على القرار فان توقيعه لن يكون كافيا، بهذا توضع رئاسة الجمهورية سياسيا واعلاميا في مآزق حقيقي امام العراقيين، هذه الفرضية الواقعية جدا منحت الدعوة والتيار الصدري فرصة الاستفراد بتنفيذ الحكم ضد صدام.

دال- الاستفراد الدعوي الصدروي باعدام صدام سيحقق ايضا مكاسبا سياسية لهما داخل الائتلاف نفسه لان الطريقة القصدية التي اريد ايصالها للناس في اعدام الطاغية ستجعل الائتلاف الذي يمثل سياسيا وحكوميا الشيعة في العراق يتماسك رغم الاختلافات الكبيرة بين اطرافه فردود الافعال التي ظهرت على توقيت الاعدام وطريقته من قبل الدول الاقليمية المجاورة للعراق تشير الى ضرورة التخندق المذهبي من اجل المواجهة القادمة وبهذا يضرب الدعوة والتيار الصدري عصافير بحجر واحد،

الاول : احتواء الاختلافات داخل الائتلاف وتطويقها.

الثاني: تأجيل احتمالات تأسيس التكتل الجديد الى اشعار آخر لان مواجهة من نوع جديد يتحتم على الشيعة المؤتلفين خوضها والتعامل معها وهي مواجهة ربما ستأخذ ابعادا اقليمية ان تطورت.

الثالث : التخلص من صدام واسطورته بطريقة بدت انتقامية لارسال خطاب متحد للطرف المذهبي الاخر سواء من اعوانه او من الداخلين في العملية السياسية مع دعوات مستترة بمفاهيم التقية التي يجيدون لعبها بمهارة خطابية.

هاء - مكان اعدام صدام حسين والفلم الذي سرب والمجموعة التي حضرت الاعدام تظهر بوضوح كبير ان المتصدين لعملية اعدام صدام بهذه الطريقة وبالتوقيت المختار هما الدعوة والتيار الصدري دون غيرهما، فالمكان هو مبنى الاستخبارات العسكرية الذي ضم اعدادا كبيرة من ضحايا الدعوة والتيار الصدري تحديدا والحضور بهتافاتهم التي سمعها العالم تؤكد صحة ما نذهب اليه في هذا السيناريو.

ثالثا : يبدو ان حكومة المالكي ستظل اسيرة لاجندات ايديولوجية او انها رغم ادعاءات صاحبها بالانفتاح على الاطراف الاخرى فانه لم ينجح في الخروح من منطق التحالفات المذهبوية والاصطفافات الطائفية وبودي لو توجهت بسؤال لسيادة رئيس الوزراء ولأني اعرف انشغالاته فساقبل بمستشاره للشؤون السياسية الذي ظهر على شاشة العربية لساعات وهو يرتكب مجازر معرفية ولغوية تثير الشك في قدرة المالكي نفسه في اختيار مستشاريه، اقول اسأل ألا يثير توقيت اعدام صدام وبالطريقة التي اعلنت وصورت وبحضور من حضر الشك بانه محاولة لايقاف المطالبات الداخلية والخارجية بضرورة حل المليشيات التي اصبحت سلطتها اقوى من سلطة الدولة ذاتها وهذا ليس كلام الكاتب بل اعتراف واضح من رئيس مجلس النواب العراقي، ففي الوقت الذي تطالب فيه اصوات من داخل الادراة الاميركية ذاتها بحل وتحييد جيش المهدي بالاسم مثلا ياتي توقيت اعدام الطاغية صدام حسين من قبل الطرفيين السياسيين المشار اليهم اعلاه لكي يحول ضرورة حل المليشيات الداخلية الى ضرورة الابقاء عليها في الوقت الحاضر من اجل المواجهة المحتملة التي سيثيرها اعدام الطاغية وبهذا ستنجح نصيحة احد اعضاء المجلس السياسي للامن الوطني لسيادة رئيس الوزراء بضرورة الاحتفاظ بالمليشيات لانها حزام ظهره على حد قوله؟

اخيرا : لسيادة رئيس الوزراء المالكي اقول لقد ارتكبتم خطأ لا يرتكبه المبتدئون في العلم السياسي حينما سمحتم لطاغية كنا ننتظر جميعا ان يظهر بغير ما ظهر عليه، ولو كنت مكانك لعاقبت من حضر اعدام الطاغية على غبائهم وسذاجتهم وانفلاتهم العاطفي اللامبرر الذي جعل من صدام بطلا يواجه موته بكل شجاعة امام صفاقة المتشفين بموته وشعاراتهم الفجة والبليدة، وليت شعري بم سيواجه موفق الربيعي نفسه وهو الذي ينط على الفضائيات نطا حينما ذكر في احداها ان صدام بدا خائفا ومرتعبا ومرتبكا ولكن صور الفلم الذي سربه ربما الربيعي نفسه دون ان يدري تثبت توهم وخطل ان لم نقل كذب مستشارنا الامني ومبالغاته التي تسئ للحكومة اولا واخيرا.

للحديث بقية

سنان عبد الناصر

Senan68@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف