أصداء

القرار 1737

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إيران ماضية في برنامجها النووي
وسورية ماضية في برنامجها القمعي

يخطر في البال سؤال : هل من مصلحة روسيا أن تمتلك إيران سلاحا نوويا وهي على حدودها وهل من في الوقت الذي يواجه فيه الشعب السوري مصيرا مجهولا نتيجة لسياسات نظامه يقوم هذا النظام باعتقالات تعسفية بشكل يومي ونهب منظم بشكل لحظي حتى لم يعد هنالك قدرة للمجتمع السوري أن يلتقط أنفاسه. لهذا إيران ماضية في مشروعها النووي والنظام السوري ماض في قمع الناس وسرقة البلد بشكل علنيمصلحة الصين التي تحاول مشاركة إيران في آسيا والشرق الأوسط من جهة ومشاركة العرب من جهة أخرى؟ والسؤال تفرضه محاولة هاتان الدولتان التخفيف من القرار المذكور وتفاعلاته حتى الحدود الدنيا وهذا ما فرضته على العالم كله لأنه لادول المنطقة من مصلحتها قيام دولة نووية أضافية، ولا أوروبا ولا دول آسيا ألأخرى، فقط بشكل أساسي الصين وروسيا هما الدعامتان الأساسيتان للسياسة الإيرانية. وهاتان الدولتان عندما يكون من مصلحتهما أمرا فلا يعود العالم آحادي القطبية كما ننظر كثيرا نحن العرب عن العالم الأمريكي الآحادي القطبية وسيطرة الأمريكان على الأمم المتحدة. وقد سبق التصويت على القرار الذي تم بإجماع الدول الأعضاء الخمسة عشر واعتبر حلاً وسطاً، ومخففاً حيث بقيت الاتصالات جارية لأكثر من شهرين من أجل إصدار قرار وبقيت روسيا حتى اللحظة الأخيرة تعارض أي قرار مما استدعى اتصالا هاتفيا في اللحظة الأخيرة بين بوش وبوتين، وخلال جلسة قصيرة ترأسها المندوب القطري باعتبار أن بلاده ترأس مجلس الأمن للشهر الحالي، اتصالات مكثفة بين الدول الأعضاء، خصوصاً بعدما ترددت روسيا في البداية في دعم مشروع القرار 1737 والذي يدعو إيران الى ldquo;تعليق كافة نشاطاتها النووية الحساسة في مجال الانتشار النوويrdquo; بطريقة يمكن لوكالة الطاقة الذرية التحقق منها. كما قرر أن على كافة الدول ldquo;أن تمنع تسليم إيران أو بيعها أو تحويل إليها مباشرة أو بصورة غير مباشرة (...) أي معدات أو تجهيزات أو تكنولوجيا يمكن أن تسهم في نشاطات إيران في المجالين النووي والصاروخي. ويحدد القرار هذه الأنشطة حصراً بrdquo;تخصيب اليورانيوم وإعادة المعالجة، والمشاريع المرتبطة بالمحركات العاملة بالمياه الثقيلة وتطوير صواريخ معدة لحمل رؤوس نوويةrdquo;.

هذا الأمر تناقلته وكالات الأنباء بهذه الطريقة التي تبرهن على صعوبة السياسة الأمريكية تجاه إيران ويبدو أنها في مأزق جدي رغم أن في موازين القوى العسكرية يعتبر النووي الإيراني ـ خردة ـ حتى هذه اللحظة على الأقل بالنسبة للقوى الغربية. ولم يجد السفير الإيراني في الأمم المتحدة مبررا للدفاع عن موقف إيران سوى بالقول أن إسرائيل تمتلك هذا السلاح ولا أحد يقترب منها، وهي دوما من أكثر الدول رفضا لقرارات الأمم المتحدة وعدم الالتزام بها.


حتى إيران أصبحت دولة ممانعة في الصراع العربي الإسرائيلي. ومع ذلك تحدت إيران مجلس الأمن وقامت بتركيب 3000 ألآف جهاز طرد مركزي. وصرح الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بأن القرار لا يعدو أكثر من قطعة ورق. أين هو العمق الإيراني وبالتالي من أين لإيران هذا العمق من أجل أن تتحدى كل الإرادة الدولية؟ تماما كما فعل صدام من قبل وكما يفعل الرئيس السوري حاليا؟ من أين تأتي قوة هؤلاء الرؤساء؟ أمن وطنهم المفعم بالحرية والعدالة؟ أم من دول كبرى أخرى كما كان عليه الحال أيام السوفييت؟


إنهم يهددون العالم عبر تدمير المجتمعات بمافيها مجتمعاتهم هذا هو مصدر قوتهم الوحيد كما كان مصدر قوة صدام حسين. عبر سياسات تتيح ما أمكن لهم من جعل هذه المجتمعات ورقة ضغط في حياتها وأمنها ومستقبلها وتعايشها. الأمر لم يعد بحاجة إلى تنظيرات من أي نوع كان خصوصا بعد الذي نراه فهو أبلغ من أي تحليل كان.


في الوقت الذي يواجه فيه الشعب السوري مصيرا مجهولا نتيجة لسياسات نظامه يقوم هذا النظام باعتقالات تعسفية بشكل يومي ونهب منظم بشكل لحظي حتى لم يعد هنالك قدرة للمجتمع السوري أن يلتقط أنفاسه. لهذا إيران ماضية في مشروعها النووي والنظام السوري ماض في قمع الناس وسرقة البلد بشكل علني.
أما بعد هذا القرار هل يعتقد هؤلاء الساسة أن المجتمع الدولي سيعود لكي يجعل من إيران قوة عظمى و من النظام السوري قوة أقليمية؟


المشكل ليس في عدم وضوح السياسة الإيرانية بل المشكلة تكمن في عدم قدرة العرب والكرد والترك على أن يعطوا نموذجا مختلفا حضاريا وأرقى مما نحن فيه من قتل وتدمير ودم. بهذا فقط العرب والكرد والترك يستطيعون مواجهة الخطر الإيراني أو غيره بعد انضمامهم إلى هذا العالم بكل مافيه. خطوات بطيئة وإجبارية في الإصلاح والحرية مع نظم وضعت نصب أعينها عبارة واحدة لا غير وهي علي وعلى أعدائي وهذه هي النقلة التي أحدثتها إيران في المنطقة بروح تعتمد في الرد على الآخرين بتفجير الذات المجتمعية في وجه العالم.


ما الذي إذن عند النظام الإيراني غير هذا لو أن الغرب بقيادة الحلف الأطلسي قرر تدمير المفاعلات النووية الإيرانية من سيربح في إيران؟


وهل الملالي هم من سيدفعون الثمن أم أن كل الشعب الإيراني يدفع هذا الثمن وبدون فائدة ولن تستطيع إيران بناء سلاح نووي. ولو كانت إيران سلطة ديمقراطية طبيعية لكان العالم تفهم خطابها وحقها في امتلاك أنشطة نووية سلمية. ولكنها تصرح على لسان قادتها أنها تريد قيادة المنطقة كلها من البحر المتوسط وحتى حدود الصين. وأخذ العمولة عى النفط العربي أيضا والسيطرة على الملاحة في مياه الخليج. وإلا لماذا لايكون اليابان هو نموذجا لسلطة الملالي؟ هل إيران فعلا بحاجة لامتلاك سلاح نووي؟
هذا السؤال سنناقشه في مقالة أخرى نناقش فيها أيضا السلاح النووي الإسرائيلي.


ونحن ننتظر نتائج التحدي الإيراني للمجتمع الدولي، هذا التحدي المبني على نسق سياسي و قيمي متخلف واستعبادي.

غسان المفلح

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف