أصداء

المواطن العربي بين الانتماء والأهواء

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في فجر عيد الأضحى تم إعدام رئيس "عربي" سابق...أعلنت دولة "عربيه" الحداد.أقامت دولة "عربيه" الأفراح والليالي الملاح..دولة "عربيه" تستهجن.. دولة "عربيه" تؤيد... دولة "عربيه" بعيدا عن العاطفة بمؤثراتها وتأثيراتها هل للعقل أن يتكلم وينطق ليتساءل ويسأل الذين فرحوا وهللوا بإعدام صدام هل كان وجوده يقلقهم؟!!!! وللذين حزنوا وغضبوا هل كان وجوده ينفعهم أو يفيدهم؟!!! هل للعقل أن يسأل الذين فرحوا هل وجوده أسيرا ذليلا يضركم لتفرحوا بإعدامه؟! و للذين حزنوا هل وجوده سجينا ينفعكم فتغضبوا لقتله؟!تستنكر في خجل... دولة "عربيه" تفرح في صمت...دولة "عربيه" تذيع الخبر كبيان عاجل... دولة "عربيه" تذيعه كخبر هامشي في نهاية الأخبار... دولة "عربيه" لا تعلق وكأن الأمر لا يعنيها..... ما هذا يا امة العرب ما هذا يا حكام العرب... هل أنتم جميعا على قلب رجل واحد؟! ما هذا يا قادة العرب هل تنبذون الفتنة أم تطلبونها؟! ما هذا يا رؤساء العرب هل تسعون للاتحاد والاتفاق أم للفرقة والاختلاف؟؟!!!


لا أحسب أن هناك مواطن عربي واحد من ال300 مليون يلعن حظه كما يلعنه السيد عمرو موسى ولا أعتقد أن هناك مواطن عربي واحد يتمنى أن يكون مكانه وهو المطلوب منه أن يعبر عن وجهة النظر العربية والرأي العربي فعن أي وجهة نظر يعبر؟؟ وعن أي رأي يدافع؟عن الذي فرح أم الذي حزن؟؟عن الذي هلل وكبر أم الذي أعلن الحداد وأقام المأتم؟؟


أية دولة عربية يمكن أن يمثلها الأمين العام؟ وأي تضامن عربي يمكن أن يعبر عنه؟ بل أية عروبة وأي انتماء ذلك الذي تطالبون به المواطن العربي!!! كيف يمكن للمواطن العربي أن يعبر عن انتمائه ويتمسك به وهو يرى الأهواء والميول تفرق بين حكام العرب وقادته بين دوله وحكوماته ولأي فريق تطلبون من المواطن العربي أن ينتمي... هل ينتمي لفريق الشماتة والفرح أم لفريق الحزن والأسى أم يظل تائها بين الاثنين...!!! لم يتبق -للأسف- إلا أن يعلن الحكام العرب بلادهم جزرا معزولة لا رابط بينها ولا سياسة تجمعهم أو اتحاد يربطهم بعد أن فرقت بينهم الأهواء والميول الشخصية والمصالح الذاتية...
قد يرى البعض أن التضامن العربي انتهى منذ زمن طويل... منذ رحلة القدس وكامب ديفيد أو منذ غزو الكويت أو انفاقية أوسلو أو.... أو.... أو.... وقد يكون كل ذلك صحيح جزئيا أو كليا ولكن كان هناك بصيص أمل وقبس من نور في ليل العرب المظلم يراه المواطن العربي أو يتمناه في أن يعيد الحكام العرب حساباتهم ويعودوا مرة أخرى للتضامن الضائع بينهم ولكن الآن - وبعد أن أصبحت العاطفة هي المتحكمة- هل يبقى من أمل لدى المواطن العربي في حكامه وقادته...


وبعيدا عن العاطفة بمؤثراتها وتأثيراتها هل للعقل أن يتكلم وينطق ليتساءل ويسأل الذين فرحوا وهللوا بإعدام صدام هل كان وجوده يقلقهم؟!!!! وللذين حزنوا وغضبوا هل كان وجوده ينفعهم أو يفيدهم؟!!! هل للعقل أن يسأل الذين فرحوا هل وجوده أسيرا ذليلا يضركم لتفرحوا بإعدامه؟! و للذين حزنوا هل وجوده سجينا ينفعكم فتغضبوا لقتله؟!


كما نعلم جميعا لم يكن لصدام منذ الغزو الأمريكي أى دور أو تأثير على الساحة العربية أو الاقليمية -وأزعم الساحة العراقية أيضا- فأي فرح لإعدامه أو حزن على رحيله!!


في الحقيقة لا يوجد سبب واقعي واحد -بعيدا عن العاطفة- يبرر فرح الفرحون أو حزن الآسفون ومن العجيب أن من فرح لموته هم من ناصروه طوال حكمه قبل 1990 ومن حزن لإعدامه هم من خذلوه وتخلوا عنه وتسببوا في سقوطه فأي فرح أو حزن يمكن للمواطن العربي أن يشعر به
فليشعر الحكام بما يشاءون وليفرحوا أو يحزنوا كما يريدون ولتدعي الحكومات ما تشاء وتعلن ما تريد من حداد أو أفراح أما أنت أيها المواطن العربي فبعد أن تأكدت من انعدام الأمل في تضامن قادتك وحكامك..... ماذا أنت فاعل؟؟


د. محمد لطفي

كاتب وطبيب مصري
mmlotfy56@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف