حزب الله.. حزب أم عصابة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ما الفرق بين الحزب من جهة والعصابة من جهة أخرى؟؟
لعل أحداً لم يقارب مثل هذا الموضوع من قبل بصورة علمية وبتحديد قاطع. ربما كان السبب في ذلك هو أن ثمة مفهوماً عاماً مقبولاً على الجميع يقول أن الحزب يتكون عادة من أعضاء كثيرين نسبياً يعدون كان حزب الله يؤكد على الدوام أنه غير معني بالسياسات الداخلية في لبنان وأن هدفه الوحيد الأوحد مقاومة العدو الصهيوني. لكن مقاومة العدو الصهيوني رغبة تخالج كل نفس عربية دون أن تصل هذه الرغبة لأن تكون مادة التماسك القادرة على تكتيل أبناء العروبة في كتلة واحدة في مقاومة العدو الصهيوني بالآلاف ويغطون كل مساحة المجتمع، ومثل هذا المفهوم تسلل إلى قانون الأحزاب في العديد من دول العالم الثالث (المنحل) بينما العصابة لا تضم في صفوفها إلا عدداً قليلاً من الأشرار المعزولين إجتماعياً ولهم أهداف خاصة غير شرعية تتلخص في النهاية بالنهب والإثراء غير المشروع.
مثل هذا المفهوم حول الفرق بين الحزب من جهة والعصابة من جهة أخرى هو مفهوم خاطئ من شأنه أن يدفع بصاحبه إلى إتخاذ مواقف غير سليمة لا يقبل بها إذا ما أدرك حقيقتها ؛ والقاعدة العامة تقول بأن عامة الناس ترفض بالسليقة أعمال العصابات. ولعل بعض العصابات يتجاوز عديدها بعض الأحزاب ولديها خبرة واسعة بستر مراميها وإخفاء أهدافها البعيدة.
هناك فرق رئيسي واحد يميز الحزب عن العصابة وبمقدور أي إنسان أن يلحظه بنظرة سريعة وهو أن الحزب جماعة من الناس اتفقت على تحقيق برنامج سياسي يعبر عن مصالح طبقة بعينها من طبقات المجتمع الكلاسيكية أو الإنتاجية ؛ وتشكل مثل هذه السياسات المعلنة مادة التماسك التي تمسك مختلف كوادر الحزب في كتلة صلبة واحدة. أما العصابة فهي لا تمتلك ولا تستطيع أن تمتلك برنامجاً سياسياً ولذلك فإن مادة التماسك التي تكتل العصابة في كتلة واحدة هو المال الذي يأخذ في أحايين كثيرة شكل الخدمات حيث يتمتع أفراد العصابة بخدمات مجانية هم بحاجة إليها بدل المال. أما حجم العصابة فهو غالباً ما يعتمد على حجم الأموال التي باستطاعة العصابة أن تتصرف بها وتوزعها على أعضائها.
كان حزب الله يؤكد على الدوام أنه غير معني بالسياسات الداخلية في لبنان وأن هدفه الوحيد الأوحد مقاومة العدو الصهيوني. لكن مقاومة العدو الصهيوني رغبة تخالج كل نفس عربية دون أن تصل هذه الرغبة لأن تكون مادة التماسك القادرة على تكتيل أبناء العروبة في كتلة واحدة في مقاومة العدو الصهيوني. ورب أحدهم يقول أن العدو الصهيوني لا يحتل أجزاء من الأوطان العربية مثلما احتل جنوب لبنان! لهذا الأحد نقول أن الجنوب اللبناني يعود لكل اللبنانيين ومع ذلك فإن رغبتهم في مقاومة العدو الصهيوني لم تقو على تكتيلهم في كتلة موازية لكتلة حزب الله!!
ما ننتهي إليه هنا تحديداً هو أن المادة التي تمسك أعضاء وكوادر حزب الله في كتلة واحدة ليس هو الرغبة في مقاومة العدو الصهيوني كما يدعي قادتهم. ولسنا هنا لنذيع سرّاً إذ نقول أن المال والمال وحده هو مادة التماسك في كتلة حزب الله، وهذا ما لا ينكره قادة الحزب. إعتراف الحزب بأنه لا يمتلك برنامجاً سياسياً للداخل اللبناني يؤكد ما انتهينا إليه وهو أن المال والمال وحده هو ما يمسك حزب الله في كتلة واحدة. والمال هنا هو مال إيراني وليس مالاً لبنانياً وهو ما يغلق كل المخارج أمام حزب الله
إن حزب الله هو مجرد عصابة تقوم بتنفيذ سياسات ليست لبنانية مقابل أجور جزلة ربما تصل لمئات الملايين من الدولارات بالإضافة إلى الأسلحة الخفيفة والثقيلة على حد سواء. حزب الله مجرد عصابة بكل معنى الكلمة الأمر الذي يرتب على السلطات اللبنانية البدء بتنفيذ إجراءات تهدف إلى تفكيك هذه العصابة بصورة هادئة وسلمية.
عبد الغني مصطفى