أصداء

الأقباط فى الأمثال الشعبية 2

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

"يا كنيسة الرب اللي فى القلب فى القلب"
"قالوا يا كنيسة أسلمى قالت اللى فى القلب فى القلب"
"اللى فى القلب فى القلب يا كنيسة"

أورد العلامة المحقق ( أحمد تيمور باشا ) تلك الأمثال فى كتابه ( الأمثال الشعبية - مشروحة ومرتبة حسب الحرف الأول مع كشاف موضوعي - ) وقد أوردها كما أوضحنا فى ثلاثة صيغ حرف الألف ( 323 ) / حرف القاف ( 2204) / حرف الياء ( 3093 ) وقال فى شرحه للمثل.. " اى أنه إن سكتنا عنك يا كنيسة ولم نظهر لك البغضاء فان ما فى القلب لم يزل فيه والعبرة بما هو كامن لا بما هو ظاهر..
ويضربه بعضهم لمن يظهرالأسلام ويبطن خلافه فمعناه عنده أننا إن تظاهرنا بالدخول إلى الإسلام فإن فى القلب لكى يا كنيسة مازال على حاله لم نتحول عنه.


كما سبق وقلنا ان الأمثال الشعبية هى عبارة عن شواهد ثقافية على القيم السائدة كالعادات والتقاليد والأعراف وتقوم بدور الموجه العام للسلوك وهى دستور للعلاقات بين الأنساق الثلاثة للمجتمع وهى الفرد والجماعات كوحدات والمجتمع ككل. وهذه النصوص تعبر عن نوعية الثقافة الشعبية المازجة بين كل الطوائف، وهى تعبر عن فلسفة المجتمع بشكل صريح وتلقائى وتحمل خبرات ثقافية اختزنها اللاشعور عن طريق المعاشرة والسمع وتطفو على السطح عند الحاجة. وبأختصار هى المدخل الحقيقى لدراسة الشخصية المصرية ولدينا هنا قيمة سائدة وعرف قائم ونص صادق وتلقائى يعبر عن علاقة قائمة وثقافة شعبية مازجة - ومفرقة فى ذات الوقت - بين الطوائف قد نُسهب ونستطرد كثيراً دون ان نوفى للمثل حق قدره لذلك فلنبدأ فى الحديث وسريعاً عن المثل بشقيه كما فسر اياهم العلامة المحقق ( أحمد تيمور باشا )

اولاً.. إن سكتنا عنك يا كنيسة ولم نظهر لك البغضاء فان ما فى القلب لم يزل فيه والعبرة بما هو كامن لا بما هو ظاهر..

لماذا تحول مجتمعنا إلى هذا المجتمع الطائفى الكاره والكريه؟
لماذا أصبح اللى فى القلب فى القلب ياكنيسة؟
دعونى اترك القلم هنا للأستاذ ( ابراهيم عيسى ) الذى طرح هذا السؤال فى مقاله المعنون بـ (وطن مختل ) والذى نشر بجريدة الدستور بتاريخ 18/4/2006 وقدم عنه اجابة شمولية وافية حلل فيها الدوافع والأسباب معبراً عن حالة المجتمع الذى صار طائفياً كارهاً وكريه فى عبارة بليغة جداً
"تلاقى مواطنا مسلما عاطلا مش لاقى يأكل وبدلا من أن يواجه دولة تحرمه من حقوقه وبدلا من مجابهة حكومة فاشلة وظالمة تنهبه وتسرقه يركز كل كراهيته وعدوانه على جاره المسيحي أو الواد فلتس ابن القسيس اللى على أول الشارع.... "
لنقرأ معاً إذن لماذا أصبح اللى فى القلب فى القلب ياكنيسة؟ بحسب التحليل الدقيق للأستاذ ( ابراهيم عيسى).

1- أظن أن هناك حالة من الهزيمة العامة والشخصية تملأ نفوس المصريين، مجتمع مهزوم أمام العالم الغربى الذى يبدو متفوقا فى كل شيئ ومالكا لكل شيئ، فكيف يشعر المجتمع المصرى انه أحسن وأجدع، إزاى ومن منين وعلى مين؟ تماما كما هزيمة المواطن فى وجه الحكومة التى تسلبه كل شيئ وتقمعه و تفلسه وهو لا يقدر عليها ولا على مقاومتها فيستسلم لهزيمته المادية والحضارية لكن لابد له من الشعور بالكرامة والتفوق، وكما يحدث حين يهزأ المدير الموظف عنده ويطلع عينه فيذهب الموظف ويطلع عين مراته ويضربها حتى يشعر بقوته فما يكون من الزوجة إلا تقطيع العيال ضربا حتى تشعر هى الأخرى بتفوقها وقوتها فضلا عن إنزال العقاب بأحد احتجاجا على وضعها وضعفها، بنفس الدائرة الجهنمية تلك يقوم المجتمع المصرى المهزوم بتطليع روح الأقباط عدوانا وكراهية حتى يشعر أنه أفضل من آخرين، فإذا كنا مذلولين ولا قيمة لنا فعلى الأقل نحن أحسن من الأقباط اللى فيهم وفيهم، وبدلا من مواجهة واقعى وضعفى استقوى على الضعيف و افترى عليه وعلى اللى خلفوه بحثا عن نصر وتفوق يعيد لى بعض الكبرياء..

2-أظن أن سيادة نمط من التدين المغشوش والمنقوص فى الروح المصرية مسئول هو الآخر عن بث الكراهية والعدوان بين المسلمين والأقباط فالتدين السائد تدين لا يأخذ من الدين سوى الشكليات والقشور من المصحف الذهبى فى السلسلة على الصدر إلى الصليب فى ذات السلسلة، الدين لدى قطاع مذهل فى ضخامته فى مصر هو مجرد طقوس وشكليات وتمائم وتمتمات ومن ثم يعتمد التدين الشكلى على إظهار التدين وليس ممارسته فليس مهما الخشوع فى الصلاة بقدر زبيبة الصلاة وليس مهما الصوم عن الفسوق والمنكرات بقدر الصوم يومى الاثنين والخميس وليس ضروريا العمل بالقيم النبوية بقدر إدعاء محبة النبى بالصلاة عليه بين كل جملة وجملة، التدين المنقوص، تدين الشكل يستهدف دائما مواجهة الشكل المنافس والمضاد، ومن ثم يحتم التدين القشرى على المتدين أن يكره رؤية الصليب، أن ينزعج من ملابس قسيس، أن يرفض بناء كنيسة فى الحى أو الشارع بتاعه أو يجمعوا مئات الألوف من الجنيهات لبناء جامع فى مواجهة مبنى كنيسة قديم! مبنى أمام مبنى، شكل أمام شكل!

3-أظن ( لا أنا متأكد من هذه!) أن النفاق العام فى مصر واحد من ثوابت المناخ الطائفى ومسبب هائل من مسببات ومفجرات الفتنة الطائفية، والنفاق فى صورته الجلية أن يكون الشخص فاسدا ومرتشيا ولكى يغطى فساده يبالغ فى إظهار تقواه وإيمانه ولكى يعوض موبقات النهب والرشوة والسرقة فهو يفرط فى الزكاة والتصدق أو التشدد والمغالاة فى إظهار التدين ومنه النقمة على المسيحيين والطعن فى الأقباط، وقد علمتنا التجارب أن أكثر المتحدثين عن الشرف هم اللصوص وأكثر المسبحين والمصلين إظهارا لصلاتهم وتسبيحهم هم النصابون وأكثر الناس تصدقا معلنا هم تجار المخدرات والراقصات وأكثر المساجين فى تهم الرشاوى والنهب يحملون لقب الحاج فلان! النفاق بالتدين الظاهر المتحمس ضد المسيحيين يغطى أخطاء وجرائم وقد يجزى الله عنه ما يعوض ويمسح ذنوبى، فتجد كثيرين مستعدين للتبرع بشقة من أجل بنت مسيحية أسلمت وفجأة يجد عاطل مسيحى وظيفة محترمة حين يعلن إسلامه! وهكذا.

4- أظن أن الجهل يلعب دورا تأسيسيا فى ظاهرة الفتنة الطائفية فأغلب الناس فى مصر تأخذ ثقافتها الدينية عن طرق الأنف والأذن والحنجرة وليس عن طريقة القراءة والبحث، سمعيا وصوتيا عن طريق وعاظ وخطباء الجمعة وأغلبهم جهلة فى الحقيقة، أو عن طريق برامج متناثرة فى تليفزيون أو إذاعة وشرائط، أو ثقافة متداولة شفويا بدس الأنف فى موضوعات دينية غير دقيقة تنتقل من شخص للتانى على طريقة سمعت ومرة قال شيخ وقالوا لى ومثل هذه الأفكار السماعية التى لا تستند على علم ولا فقه وتاريخ، فيفتقد الناس الأصول من المراجع والكتب ويصبحون عبيدا لفكرة واحدة ونص مبتسر مبسط حتى التسطح ولا يبذل الكثيرون من أبناء هذا الوطن عموما أى جهد فى المعرفة والتثقيف الدينى الحقيقى وهم أسرى ما يسمعون وما يحبون أن يسمعون ويفهمون ومن السهل بالجهل أن تصبح متطرفا ومهووسا!

5- أظن أن الفراغ السياسى الذى يعيشه المصريون واحد من أعمدة الخيبة الطائفية التى نتعايش معها تلك الأيام، فلا توجد حياة سياسية فى مصر وغير مسموح للناس بممارسة السياسة وحكمنا فرعونى طاغوتى طغيانى وحكومتنا قامعة قاهرة فاسدة وأحزابنا تافهة فارغة مسنة عجوز ومخرفة و الجامعة محرمة على نشاط الطلبة السياسى والشباب ممنوع من انتخابات حرة شريفة فى المدراس أو الجامعات وكل شيئ فى مصر محتكر للرئيس أو إبن الرئيس أو حزب الرئيس وإبنه، والانتخابات السياسية مزورة ومزيفة ولا أمل فى التغيير، فيلجأ الناس الى الجامع والكنيسة، وينتقلون هنا من الكلام فى السياسة وهى شيئ نسبى دنيوى مسموح فيه بل واجب الخلاف والجدل إلى الكلام عن الدين وهو الثابت المقدس، ومن منافسة بين حزب وفكرة سياسية إلى منافسة بين دين وأخر، من هو الأحسن والأجدع ومن فينا سيفوز ويدخل الجنة ومن يخسر ويدخل النار؟، يدخل الناس الجوامع والكنائس من باب البحث عن الشبع الروحى والامتلاء النفسى ثم تتطور الأمور أو تتدهور من التماسك النفسى إلى التمسك المتعصب الى التشدد إلى التطرف إلى الكراهية والعدوان.

6- أظن أن الإعلام فى مصر طائفى والتعليم متطرف لا يتسم بسماحة ولا انفتاح أفق وأجهزة الأمن فى مصر متعصبة ومهووسة ومن ثم تسود فى مصر ثقافة كراهية ضد الآخر المختلف عنا سواء الغرب الخارجى أو المصرى على غير ديانتها أو المسلم على غير مذهبنا، فكل الناس كفرة وكلاب ما عدانا نحن، الأقباط المصريين والأمريكان الصليبيين والأوربيين المنحلين والشيعة المارقين والسعوديين الوهابيين والخلايجة البدو والفلسطينيين اللى باعوا أرضهم واللبنانيين العلوج والهنود بتوع البقر واليابانيين بتوع بوذا وكله على كله مفيش أحسن منا ولا أشرف منا ولا أجدع منا ولا ح يدخل الجنة غيرنا.


ثانياً... ويضربه بعضهم لمن يظهرالأسلام ويبطن خلافه فمعناه عنده أننا إن تظاهرنا بالدخول إلى الإسلام فإن فى القلب لكي يا كنيسة مازال على حاله لم نتحول عنه.

نستطيع ان نوجز هذه الحالة فيما يحدث الأن بشأن مباشرة دعاوى الحسبة فى مسائل الأحوال الشخصية فكما لابد وان نعرف ان ثمة 122 دعوى قضائية لتغيير خانة الديانة لأقباط أسلموا ثم عادوا للمسيحية أمام المحكمة الدستورية الأن والمنطقى فى دولة تقول بحرية وحق الأنسان فى أختيار معتقده وعقيدته وفى دين يقولون أن لا أكراه فيه.. وأن الدين لله والوطن للجميع المنطقى أن يترك هولاء وشأنهم لكن أن يرفع أحدهما - و أحدهما هذا هو المحامى عبد اللطيف العنانى - دعوة قضائية أمام المحكمة الدستورية يطالب فيها بأصدر حكم بعدم دستورية مادتين رقم 3 و 3 مكرر من القانون 13 لسنة 1986 بشأن مباشرة دعوى الحسبة فى مسائل الأحوال الشخصية لمخالفتها لمبادىء الشريعة الأسلامية أذ أن دين الدولة هو الأسلام والشريعة الأسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع والرائع فى الأمر أن وزارة الداخلية ومصلحة الأحوال المدنية - كما أفادت بذلك جريدة الدستور فى عددها الصادر بتاريخ 15/2/2006 - أعتبرت عودة هولاء إلى المسيحية ردة وليست هذه هى السابقة الأولى ولن تكون بألتأكيد هى الأخيرة ففى 15 يوليو 1971 نشرت جريدة الأهرام أن مجلس الدولة أحال إلى وزارة العدل المشروع الخاص بأقامة حد الردة ( والذى ينص على أن يكون كل بالغ عمره 18 سنة مسلماً أو مسلمة رجع عمداً عن دين الأسلام ويعاقب بالأعدام ويشترط العقاب المرتد أن يستتاب المرتد لمدة ثلاثون يوماً " أرشاد ونصح دينى يعنى " ويصر على ردته )

لكن بالبحث عن اصول المثل سنجد بالتأكيد ان اصوله تعود إلى قديم الأزمان وتحديداً إلى ايام دخول العرب وما تعرض له المسيحيين من إضطهاد شنيع يلخصه المقريزى فى حديثه المؤلم عن فترة حكم الحاكم بأمر الله.

يقول المقريزى واصفاً قساوة الحاكم وتجبره"وتشدد على النصارى والزمهم بلبس ثياب الغيار وشد الزنار فى اوساطهم ومنعهم من عمل الشعانين وعيد الصليب والتظاهر بما كانت عاداتهم فعله فى اعيادهم من الأجتماع واللهو وقبض على جميع ما هو محبس على الكنائس والديارات وادخله فى الديوان وكتب فى اعماله كلها بذلك واحرق عدة صلبان كثيرة ومنع النصارى من شراء العبيد والأماء وهدم الكنائس التى بخط راشده ظاهر مدينة مصر واخرب كنائس المقس خارج القاهرة واباح ما فيها للناس فانتبهوا منها ما يحل وصفه وهدم دير القصير وانهب العامة ما فيه ومنع النصارى من عمل الغطاس على شاطىء النيل بمصر وابطل ما كان يعمل فيه من الأجتماع للهو والزم النصارى بتعليق الصلبان الخشب التى زنة كل صليب منها خمسة ارطال فى اعناقهم ومنعهم من ركوب الخيل وجعل لهم ان يركبوا البغال والحمير بسروج ولجم غير محلاه بالذهب والفضة بل تكون من جلود سود وضرب بالحرس فى القاهرة ومصر وامر ان لا يركب احد من المكارية ذمياً ولا يحمل نوتى منهم احدا من اهل الذمة وان تكون ثياب النصارى وعمائمهم شديدة السواد وركب سروجهم من خشب الجميز وان يعلق اليهود فى اعناقهم خشباً مدوراً زنة الخشبة منها خمسة ارطال وهى ظاهرة فوق ثيابهم واخذ فى هدم الكنائس كلها واباح ما فيها وما هو محبس عليها للناس نهباً واقطاعاً فهدمت بأسرها ونهب جميع امتعتها واقطع احباسها وبنى فى مواضعها المساجد واذان بالصلاه فى كنيسة شنودة بمصر واحاط بكنيسة المعلقة فى قصر الشمع واكثر الناس فى رفع القصص بطلب كنائس اعمال مصر ودياراتها فلم يرد قصة منها الا وقد وقع عليها بأجابة رافعها لم سأل فأخذوا امتعة الكنائس والديارات وباعوا بأسواق مصر ما وجدوا فيها من اوانى الذهب والفضة وغير ذلك وتصرفوا فى احباسها ووجد بكنيسة شنودة مال جليل ووجد فى المعلقة من المصاغ وثياب الديباج امر كثير جداً إلى الغاية وكتب إلى ولاه الأعمال بتمكين المسلمين من هدم الكنائس والديارات فعم الهدم فيها من سنة خمس واربعمائة بمصر والشام واعمالها من الهياكل التى بناها الروم نيف وثلاثون الف بيعة ونهب ما فيها من الات الذهب والفضة وقبض على اوقافها وكانت اوقافا جليلة على مبان عجيبة والزم النصارى ان تكون الصلبان فى اعناقهم إذا دخلوا إلى الحمام والزم اليهود ان يكون فى اعناقهم الأجراس ثم الزم اليهود والنصارى بخروجهم كلهم من ارض مصر إلى بلاد الروم فأجتمعوا بأسرهم تحت القصر من القاهرة واستغاثوا ولاذوا بعو امير المؤمنين حتى اعفو من النفى وفى هذه الحوادث اسلم كثير من النصارى"ويقول القمص منسى يوحنا عن تلك الحقب المتوالية " وهكذا كثر الذين اعتنقوا الأسلام اما تخلصاً من اضطهاد شنيع او بأغراء الولاه الذين وعدوهم بالعفو إذا نطقوا بالشهادة فقط ويلبثون مسيحيين فعلاً ومسلمين اسماً
ولكن النتيجة كانت سيئة فى الحالتين لأن اولاد هولاء المساكين صاروا مسلمين فعلاً لا اسماً... "

وعن فترة حكم الحكم بأمر الله يروى لنا هذه القصة " استمر الحاكم يفتك بالأقباط فتكاً ذريعاً حتى اتاح لهم الحظ براهي يدعى بيمن كان قد اسلم فراى ان كثيرين قد صرح لهم بالرجوع إلى دينهم فوقف فى طريق الحاكم هو وجماعة ممن اسلموا معه ولما مروا بهم صرخوا قائلين " ايها الملك مُرنا ان نعود إلى ديننا او اذبحنا فاننا لا نطيق ان نبقى مسلمين "او ما معناه ضمنياًأننا إن تظاهرنا بالدخول إلى الإسلام فإن فى القلب لكي يا كنيسة مازال على حاله لم نتحول عنه

لا انا بل نعمة الله التى معى


جورج شكري


George02002@gmail.com
LG1712006LG@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف