بوش والمخاض الجديد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمر الساسة والمرأة في حالة خاصة متشابهة وهي حالة المخاص، ولكن مخاض المرأة ينتج اروع خلق الله، لكن مخاص الساسة ينتح عنه تفاهات وترهلات دهنية لا يمكن جني حتى بعوضة منها. تنجب المرأة عنصرأ بناءاً وينتح القادة الكوارث، ولن اخص بهم قادتنا هدة المرة لان ليس لهم ما يريدون المخاض من اجله. ولكن ما تمخض به بوش لهو المخاض الدي نتكلم عنه والدي انجب به فأراً، بل لعبة يرقص بها على اوتارنا المرهفة من الشاعرية والتصوف الدي وصل إلية الانسان العراقي بعد كل المأسي التي لن نجد لها مثيلا حتى في كتب ارسون لوبين او اجاثا كريستي او كل من كتب عن التدمير البشري والاجتماعي والاقتصادي على مدى العصور مند اختراع الكتابة ايام اجدادنا رحمهم الله.
بوش اعلن وبكل الفشل السياسي والحربي الدي يعاني منه بانه مصرً على ارسال المزيد من الشباب الامريكي للمحرقة العراقية لتحقيق النصر الدي لا هوية له ولا هدفا. ضاع بوش واضاع معه الشباب الامريكي و6 تريلون دولار لو صرفها في القضاء على مرض الايدز ونشر التعليم ووضع انابيت الماء الصحي في كل مئة متر من المساحة، وجلب الاطباء من اقطاب الكرة الاضية لانتعشت افريقيا
بكاملها وترك العراق للعراقين ولهم رب يحميه، لما اصبحت العراق خربة تنعق بها الغربان القاتلة، ولما غابت عن الرعية حكومة لا تعرف كم عدد ارصفة بغداد التي ما زالت صالحة للسير عليها. لو صرف بوش ربع ميزانية حربه على العراق لانعاش الاقتصاد المصري لما زادت نسبة البطالة ولما زادت الوفيات عند الاطفال الرضع، ولما ازداد مرض السرطان ولما احتاج الفرد المصري ان يقلق على مايحصل له يوم غد، ولما حصل قصور في توفير المدارس التي عليها استيعاب الطلبة دون استنزاف ما يحصل عليه اهلهم من الرواتبالقليلة ولما اكتظت الجامعات المصرية بطلبتها الدين لم يمتلكوا عملا عند تخرجهم. لو صرف بوش عشر ميزانية حربه لاصلاح ما تبقى من الوجع الفلسطيني الدي لم ولن ينتهي ما دامت اسرائيل هي الاقوى والاكثر تعجرفا ورفضا للنقاش وحل المشاكل بالحضارة التي تدعي بها، ولو صرفو رواتب العوائل الفلطسنينة التي اصبحت ثلاجات طعامهم الخاوية طلقات للرفض ومطالبة بحقهم المشروع في الحياة والعيش على ارضهم التي وهبهم الله إياها.
لو صرف بوش جزاءا من ميزانية حربه على اشباع وتعمير ما هدمه في افغانستان وتوفير الطمانينة لهم لما حصلت الكوارث في باكستان التي تكاد نتفجر من اللاجئين الافغانيين وما لديهم من مشاكل معقدة نتيجة الحروب الامريكية والكوارث البشرية والمجاعة المفروضة عليهم لانهائهم المتعمد.
لو فكر بوش بابناء الشعب الامريكي ناهيك عن الشعب العراقي لما تجرأ بارسال المزيد منهم للمحرقة التي تعمد ويصر على اشعالها من اجل عدم الاعتراف بفشله الدريع في العراق. لو فكر بوش بما قاله ""الوضع في العراق غير مقبول للشعب الاميركي وغير مقبول لي. وحيثما وقعت أخطاء فان التبعة تقع على كاهلي."
من الذي وضع كل هده الهموم على كاهل بوش الغريب عن العراق؟ ومن طالبه بجر هده الجيوش الجرارة من الشعب الامريكي المجند في تحطيم بنية مجتمع له تاريخ طويل بعمق 7 الاف سنة حتى احال بلاد الرافدين الى خربة يقشعر لها البدن؟ ومن الدي طالب بوش بجلب هده الحكومة المعتصمة في داخل اسوار المدينة الخضراء ويتكلم باسمائهم التي لا حول لهم ولا قوة في معرفة الشارع العراقي وما يطلبه، واشباع عطشهم لاستبباب الامن وتنوير لياليهم المظلمة وتدفئة اجسامهم التي ترتعش من البرد؟ فهل يا ترى يعتبر هدا الجزء القليل من الماسي عبئاً على كاهل بوش، فمادا سيقول يا ترى لو تحلو لي الكتابة واستمر في تسطير كل ما قام به من انهاء العرق كوطن وشعب واقتصاد وتعليم وصحة وشوارع وبيوت ونظام الصرف الصحي واسواقنا الشعبية وحوارينا التاريخية وحضارتنا التي تضرب في عمق التاريخ حتى تصافح بداية البشرية، لان الحضارة والبشرية نشأت من العراق.
ويستمر بوش في إيجاد الدرائع التي يصعب على الجميع فهمها، فلو كنت اما امريكية لخرجب بتظاهرة حتى لو نزلت جميع الثلوج على رأسي رافضة ارسال المزيد من اولادنا وازواجنا واحبتنا واباء احفادنا واحفادنا الى محرقة خلقها بنفسه ليحرق الشعب العراقي والامريكي سوية من اجل تحقيق اوهام وضعها جوارح البيت الابيض الدين مازالوا يكدبون على الشعب الامريكي والعالم من اجل ليتر نفط.
لقد هدد بوش بمحاسبة تلامدته في الحكومة العراقية "اذا لم تنفذ الحكومة العراقية وعودها فسوف تخسر تأييد الشعب الاميركي وستخسر تأييد الشعب العراقي."، لكن يا ترى الم يستطع بوش ومن صفق له الرجوع الى الوراء والاعتراف بالخطا الفادح في حل الجيش العراقي؟؟ كيف يمكن لحكومة وهمية ضبط الامن وامنها متكون من عصابات وفيالق ومليشيات وفرق موت تلبس الزي الرسمي وتختطف وتقتل وتسبي وتنهب الرجال على الهوية والاسم، فكيف يستتب الامن ادا كانت هده العصابات رجال تغتال البشر باموال تغدق عليها من كل جانب ( التايم/النسخة الكندية 18 ديسمبر 2006).
سؤال وجيه لبوش وليس للحكومة العراقيه " هل يا ترى تستطع كل هدة القوات الوهمية السيطرة على الامن بحلول نوفمبر والتي لم تستطع ضبظ محافظة واحدة بشكل مثالي مند ان ترجلت عن الدبابات؟" لكننا لم نفهم وبشكل صريح ما هي الاستراتيجية الجديدة التي في نيته تطبيقها رغم اعترافه بالفشل في العراق ورغم ترديده لمقولة النصر التي اصبحت نكتة الاحتلال بين الشعب الامريكي.
سؤال اخر اود طرحه على بوش كسياسي" كيف يمكن لحكومة وطنية كما تدعي ان تدير امور شعبها تحت غطاء امريكي يوفر لها الحماية الفردية لكل أقطابها؟" فهل يا سيادة الرئيس بوش بان خوفك من الانهيار الدي تتوقعه بعد فوات الاوان خوفا على الشعب المدبوح او الحكومة التي تعيش تحت حمايتكم لا حول لها ولاقوة؟
صدق المثل القائل بعد ان سمعت وقرات ما طرحت علينا من افكار اغرب من سابقتها " تمخض الجبل فولد فأرا".
ربما اكون مخطئة في تصوري ان بوش جبلا!! والله اعلم.
الدكتورة خولة الزبيدي