وجزروا الجزار فطهروه!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تعددت الاسباب و الموت واحد، ومهما حاول الانسان و سعى فإنه لامحال من أن يذوق من عسيلة الردى الذي يتربص به الدوائر، وفي کل الاحوال، فإن الموت أو البداية الحقيقية للحياة کما تسميها سائر الاديان هناك حالات موت ذکرها المؤرخون عبر المراحل التأريخية المختلفة، وجدت البعض منها صدى في عقول و ضمائر الکثير من الناس، منها على سبيل المثال، الحادثة المشهورة لإغتيال يوليوس قيصر في مجلس الشيوخ على أثر المؤامرة المشهورة التي إشترک فيها صديقه بروتس، ومنها أيضا، حادثة إنتحار"کليوباترا"بإستخدامها حيات سامةالسماوية، هو قدر الانسان الذي لم يتمکن لحد هذه اللحظة والى مستقبل قد يکون بعيدا نوعا ما، من فک طلاسمه و ألغازه المختلفة ولذلک تجده دوما يتوجس منه خيفة و ترتعد فرائصه منه کلما إشتد دنوا منه.
الموت، أو طي صفحة الحياة، يذکر المؤرخون الکثير عنه ولعل تشبثهم و تأکيدهم المستمر على موضوع الموت قد يکون في حد ذاته و في جانبه الحقيقي بمثابة تعلق منهم بالحياة، إذ ان الانسان حين ينقل نبأ وفاة فلان من الناس، فکإنه يريد أن يثبت"لذاته"بانه مازال حيا وإن الموت لم يختطفه و ينهي حياته بل لقد تعلق الامر بغيره وإنه حين يبکي عزيزا خطفه الموت منه على حين غرة فإن بکاءه على ذاته التي سوف تکون في يوما ما طعما و فريسة لاحول لها و لاقوة أمام"غول"الموت"کما يفلسف الامر من قبل أخواننا النطاسيين".
وهناک حالات موت ذکرها المؤرخون عبر المراحل التأريخية المختلفة، وجدت البعض منها صدى في عقول و ضمائر الکثير من الناس، منها على سبيل المثال، الحادثة المشهورة لإغتيال يوليوس قيصر في مجلس الشيوخ على أثر المؤامرة المشهورة التي إشترک فيها صديقه بروتس، ومنها أيضا، حادثة إنتحار"کليوباترا"بإستخدامها حيات سامة، أو إنتحار قائد قرطاجة"هنيبعل"بعدما رأى الهزيمة تخيم على جيشه، و حوادث أخرى کثيرة کلها تروي کيفية إنتهاء حياة هذا أو ذاک، سواءا کان الامر قتلا أم إنتحارا أم ميتة طبيعية، فکلها في النتيجة تفضي الى ذلک العالم المجهول الذي کان کهان العرب يقولون عنه"مالي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون؟ أرضوا بالمقام فاقاموا أم ترکوا هناک فناموا؟".
هذا الموت، يتجسد للعالم کله اليوم من خلال عمليات إعدام رموز الحکم السابق في العراق، والذي بات يثير عاصفة من الغضب و الرفض و الإستنکار على"هکذا طرق وحشية"يتم من خلالها "إغتيال"و"تصفية"ساسة سابقين لإعتبارات"ثأرية"في خطها العام، وتبدو الحکومة العراقية"أکثر دموية"و"وحشية"حين تصر على"شنق"أولئک الساسة الذين تقطعت بهم السبل و صاروا کقطيع من الشياه بقبضة جزار لا يتعامل بلغة أخرى سوى لغة السکاکين!
نعم يا سادة، حکومة السيد نوري المالکي هي حکومة تمتهن حرفة"الجزارة" بحق"جزارين سابقين" و في مثل هذه الحرف ليس هناک من مجال لکلمات مثل الرأفة أو الصفح أو"دعه لوجه الله"وإنما هناک المقصلة العطشى لرقاب قد"دنا أجل قطافها"من أجساد باتت تجدها ثقيلة عليها، وحکومة مجرمة تمتهن حرفة"القتل"في وسط حکومات وديعة مثل"..." و"..." و...وأي منها تجدها أفضل من أختها؟ کلها تمتهن حرفة"الجزارة" ولکن ليست بالصيغة البغدادية المقرفة حين يصيبون الناس"الابرياء"بالغثيان عندما يشنقون ثلة من الساسة"إبتغوا الصلاح فلم يصيبوا و أخطأوا وهم مأجورون على کل حال" تحت أنظار العالم کله وکأنهم لايملکون أقبية سرية و دهاليز مظلمة؟!!، الحکومات الاخرى تقوم لابنفس الشئ وإنما أسوأ منه بکثير ولکن بصيغة أکثر تطورا و عقلانية عندما يقومون بسلخ جلود"الشياه"البشرية من دون أن يدري أناس يقطنون في الغرفة المجاورة بل وحتى لايدري أحيانا الرمش شيئا عن الذي جرى للعين، وهذا قبس من علوم الجزارة التي تداولها الحکام بين بعضهم و نقلها الآباء للأبناء وهلم جرا!
وقد يکون الجزار الراحل صدام حسين، قد أمعن في تماديه بجزر الشياzwnj;ه البشرية حتى إنه لم يقم وزنا لأي شئ سببا في فنائه، کما يذکر لسان حال"نظرائه"في المهنة التي بالامکان أن نسميها من أقدم المهن وأکثرها أهمية في کل دواوين الحکم بالمنطقة ولها طرقها و فنونها و علومها الجمة التي تدرس في الاقبية المظلمة بعيدا عن وسائل الاعلام و أعين الناس بشکل عام، غير أن جزر الجزار بطريقة"جزارية"مثل أن يلتقي قطبان متشابهان فتکون النتيجة"صافية لبن"وبهذا فإن جزار العراق الراحل و حملة سکاکينه قد أصبحوا بحکم التائبين المتطهرين من کل ذنب ومن لايصدق فليستمع الى فتاوي"الفقهاء" و"العلماء"البارزين بشأن إعدام الثلاثي صدام و برزان و عواد و بعدها فليقرأ الفاتحة على روح کل طاغية!!
نزار جاف
nezarjaff@gmail.com