أصداء

امريكا.. والحلم الضائع

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ما الاسباب الرئيسية في عدم استفادة شعوب المنطقة من رياح التغيير التي هبت على العالم وبالذات الشرق الاوسط بعد كارثة 11 سبتمبر الشهيرة لكي تنشأ دولا ديمقراطية عادلة كما تحلم؟


بلاشك ان ثقافة شعوب المنطقة... لها دور كبير في عدم استغلال اجواء ما بعد حادثة 11 سبتمبر بشكل صحيح...، بالاضافة الى عوامل اخرى ساهمت في فشل الحلم العربي ببناء انظمة ديمقراطية نموذجية حديثة في المنطقة، وادت الى تراجع مستوى التفاؤل لدى شعوبها وتبخر آمالها وتطلعاتها، والى تصاعد الأزمات، وتنامي الفتنة الطائفية الى مستوى مخيف ينذر بالانفجار في العالم العربي... واهم تلك العوامل تعود إلى طريقة واسلوب من تبنى نشر ثقافة التغيير وارساء الديمقراطية والحرية في المنطقة"امريكا".

حيث تعاملت امريكا مع ابناء المنطقة بفوقية وبغرور وغطرسة إلى درجة التجرأ والإعلان بان تواجدها في العراق احتلال وليس مساعدة للتخلص من الدكتاتورية وبناء عراق ديمقراطي قائم على التعددية...، بالإضافة للأخطاء الفادحة في التعامل مع الملفات العراقية الأمنية والاقتصادية....، وسوء الإدارة التي أدت إلى انتشار الفوضى ونهب الوزارات وحرق الممتلكات التي هي ملك الشعب العراقي وليس النظام السابق، وفقدان الامن والامان، والاسوء من ذلك ارتكاب القوات المحتلة الأمريكية جرائم حرب واعتداء على الحقوق الإنسانية كفضيحة سجن ابو غريب وغيرها... وقيامها باعمال لا تقل سوءا عما تقوم به الانظمة الحاكمة في المنطقة، هذه العقلية ادت الى ردة فعل داخل وخارج العراق تم استغلالها من قبل اعداء امريكا واعداء الحرية والديمقراطية، وسببت حرجا كبيرا لكل من دعم وساند الخطاب الامريكي ومن تطلع للاعتماد عليها في نشر الديمقراطية وبناء دول على النمط الغربي، وازعجت كل من كان يرى في امريكا عامل مؤثر وداعم قوي لبناء العراق الجديد الديمقراطي وحصول شعوب المنطقة على الحرية والديمقراطية وتحقيق الحلم العربي.

وكشفت الولايات المتحدة الامريكية عن وجهها الحقيقي في ما يتعلق بارساء ثقافة الديمقراطية وحق شعوب المنطقة بتحديد مصيرها ونظامها وحكومتها عبر ممارسة العملية الديمقراطية بحرية وشفافية ونزاهة كاملة... حيث وقفت امريكا ضد ارادة الشعب الفلسطيني الذي اختار حركة حماس ممثلة شرعية له عبر صناديق الانتخاب. واعلنت محاربتها لحكومة فلسطين سياسيا واقتصاديا، وعاقبت جميع الشعب الفلسطيني على اختياره... حيث ادت تلك المحاربة والعقوبات في النهاية الى دخول الشعب الفلسطيني وعبر فصائله في مواجهة مسلحة... مهددة باندلاع حرب اهلية.

بالاضافة الى استمرار امريكا في ممارسة دورها كوسيط غير عادل من خلال تفضيلها ودعمها غير المحدود للكيان الإسرائيلي أمام الحق العربي، ومشاركتها ودعمها بجميع الامكانات السياسية والعسكرية للقوات الاسرائيلية... كما حدث اثناء حرب الاعتداء الاسرائيلي على لبنان في تموز عام 2006. لكي تفرض بالقوة مشروع الشرق الاوسط الجديد على المنطقة حسب المزاج والتفصيل الامريكي.

مما اصبح الحلم العربي ببناء دول قائمة على اسس ديمقراطية: الحرية والعدالة والشفافية والمساواة... ابعد من اي وقت.

علي ال غراش

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف