أصداء

النفوذ السوري في تركيا وألمانيا؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إن التسريبات التي تناقلتها وكالات الأنباء عن المفاوضات السورية الإسرائيلية والتي تمت كما أشارت المصادر برعاية ألمانية تركية ولم تكن سويسرا بعيدة عن الموضوع، والتي لم ينفها السيد لارس كونخل المتحدث باسم الخارجية السويسرية بل ترك الباب مفتوحا على مصراعيه أمام ما تناقلته وسائل الإعلام حول دور سويسرا في البدء في هذه المفاوضات التي لم تسفر عن اتفاق علني، ولا عن توقيع معاهدة سلام أو تسوية! ولا أظن أن سويسرا في هذه القضية غافلة عن نتائج قيامها بهذه الخطوة ولكنها ربما تأثرها بحياديتها التاريخية والمزمنة، ووجود أكثرية يمينية حاكمة في مقابل تواجد يهودي سويسري قوي اقتصاديا وإعلاميا #1. وربما كي نكمل المشهد بتفسير عربي! وجود أموال الكثير من رجالات السلطة السورية في البنوك السويسرية التي جنوها من تعبهم وكد يمينهم ولو أننا لا نميل كثيرا لهذا التفسير ولكنه ربما يكون عاملا مساعدا وثانويا! رغم كل هذا المشهد تبقى سويسرا من الدول الأكثر حرصا على السلام العالمي. أما الأهم من كل هذا هو الرعاية التركية ـ الألمانية والتي تمت في عهد السيد شرودر أساسا المستشار الألماني السابق والذي كان في دمشق قبل أسبوعين في زيارة خاصة. ويبدو من المشهد أيضا طرفة لابد لنا من المرور عليها. وهي أن كثير من مسؤولي الغرب بعد أن يتركوا السلطة في بلدانهم يتحولون إلى دعاة سلام في منطقة الشرق الأوسط ولم يكن الرئيس الأمريكي جيمي كارتر أولهم أو وزير خارجية أمريكا الأسبق جميس بيكر في عهد بوش الأب، ويبدو أن السيد توني بلير رئيس الوزراء البريطاني سيلحق بهم مع المستشار الألماني شرودر. والأغرب أنهم بعد تركهم السلطة يصبحون أكثر تفهما للقضية الفلسطينية ومطالب الشعب الفلسطيني العادلة. وربما يلحق بهم السيد كريستوف بلوخر رجل اليمين القوي في سويسرا في حال لم تعده الانتخابات السويسرية هذا العام 2007 إلى كاتب الدولة لشؤون العدل والشرطة وهو الموقع الأهم الآن في برنامج اليمين السويسري.


وكما هو معروفا فإن المستشار الألماني قد لعب دورا مهما في إعطاء العلاقات السورية الألمانية دفعة مهمة سواء عبر المشهد السياسي في العلاقات بين البلدين أو عبر تدفق الاستثمارات الألمانية إلى سورية في عهد شرودر. وهنالك من المراقبين من يتحدث عن مصلحة شخصية للسيد شرودر في علاقاته برجالات السلطة في سورية، ولكن لم يتسنى لنا التحقق من هذا الأمر!


ولو أن زيارته الأخيرة لدمشق تثير بعض الأسئلة. لماذا في هذا الوقت بالذات وبعد الموقف الواضح للمسشارة الألمانية السيدة ميركل ووزير خارجيتها من السلطة السورية بأنها سلطة غير متعاونة ولا يثق بكلامها. كما أنا يجب ألا ننسى أن الألمان لازالوا يعيشون عقدة الذنب تجاه الشعب اليهودي جراء المحرقة الهتلرية. ولازال المواطن الألماني يدفع ضريبة لتصل إلى إسرائيل على شكل مساعدات وتعويضات..الخ كل هذا ربما يدفع الألمان لكي يحاولوا إيجاد حلا للقضية الفلسطينية ربما يخلصهم من عبئ هذه العقدة. حتى لو تابعنا الحركة السياسية للمستشارة الألمانية لم نجد على أجندتها الخارجية أولوية سوى تحريك المسار الإسرائيلي الفلسطيني ولكونها تسلمت مع مطلع هذا العام رئاسة الاتحاد الأوروبي.


أما تركيا ومنذ مجيء حزب العدالة والتنمية إلى السلطة ونحن نرى تحسنا مطردا في العلاقات السورية التركية، والأتراك بالطبع وخصوصا الحزب الحاكم لاتهمهم كثيرا قضايا حقوق الإنسان وخلافه. مما يمكن أن يكون في آخر الأجندة الأوروبية مع النظام السوري لكنها موجودة في الأجندة الأوروبية! بينما تركيا لاوجود لها أصلا! إضافة إلى دور تركي يهيئ لدخول تركيا للاتحاد الأوروبي، والقضية الكردية وتوافق الأجندات السورية التركية تكتيكيا على الأقل في هذه المرحلة. بالطبع إذا أضفنا أن سورية تحولت إلى سوق مستوردة ومهمة للبضاعة التركية. والنظام السوري يدير هذه القضية حتى الآن ووفقا لأجندته، بشكل تجعله دوما يركض خلف الرجل المريض. وهذا لايختلف بالطبع كثيرا من هذه الزاوية عن تحالفه مع السلطة في إيران. كما أن النظام السوري لم يعد قادرا الآن على ابتزاز تركيا عبر حزب العمال الكردستاني كما كان عليه الحال في أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد وقبل أن تحسم تركيا الأمر عبر تهديدها العسكري باجتياح شمال سورية. كما أن تركيا لديها مشاكل في شمال العراق تجد نفسها تصطدم مع مايمكن أن نسميهم حلفاء أمريكا هناك وهذا يقربها من سلطة دمشق.


ويبقى السؤال : أين هو النفوذ السوري في هذه الدول؟
#1 كنت هذا المقال قبل أن تعلن الرئيسية السويسرية بعد تسلمها هذا المنصب في مؤتمر أمام الصحافة الدولية في جنيف عن قيام سويسرا بهذه الوساطة وعندما هي كانت تتسلم حقيبة الخارجية السويسرية والسيدة راي مرشحة اليسار السويسري. كما أكدت أن الوسيط السويسري والذي لم تسمه موجود حاليا في دمشق.ويمكن العودة لتصريحات السيدة راي على موقع سويس إنفو:
http://www.swissinfo.org/ara/front/detail.html?siteSect=105amp;sid=7454597amp;cKey=1169486231000


غسان المفلح

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف