أصداء

مع ظاهرة التجنيس من جديد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

جنّس كل شئ فلماذا لا يجنس السياسيون؟!

جاء كاس الخليج ومن قبله كانت الالعاب الاسيوية وجاءت برفقة ذلك ملفات طغت على الاعلام الرياضي بشكل خاص والاعلام بشكل عام اكثر مما سبق.. فليست الملفات الرياضية وحدها تسيّد السيطرة في وسائل الاعلام بل لفت الانتباه من خلال التغطية الاعلامية لاحداث كرة القدم بشكل خاص ظاهرة اخرى طغت واستفحلت فاستدعت حضورا مميزا في اروقة المناسبات الرياضية، لا نقصد بذلك سوى ظاهرة التجنيس التي اصبحت شغلا شاغلا في المنطقة العربية والتي تشاهد بشكل ملحوظ في العديد من المنتخبات الخليجية كالمنتخب القطري الذي يضم في تشكيلته الاساسية اكثر من ثمانية لاعبين من اصول غير قطرية حتى اصبح البعض يطلق عليه اسم ( منتخب الامم المتحدة او المنتخب المتعدد الجنسيات ).

كُتب كثير من الكلام حول ذلك بين مؤيد ومعارض خصوصا من ذلك البعض الذي يدعم الظاهرة ويقف معها والذي يتذرع دائما وابدا بتكرار ظاهرة التجنيس في مختلف بلدان العالم بما في ذلك العالم الاول، لكن وعلى اعتبار ان ظاهرة التجنيس ليست شانا رياضيا بحتا بل يمكن ان تشمل مجالات كثيرة من الحياة ربما لا تسلط عليها وسائل الاعلام بناءا على ذلك اخذت هذه القصة ابعادا اخرى لم تعد محصورة فقط في النطاق الرياضي، وفي هذا السياق اود ان اسجل في هذه الوقفة ملاحظتين:

ـ ان تلك الظاهرة اصبحت طاغية بشكل قد يعطل الانتاج المحلي على صعيد التنمية البشرية التي تشكل الثروة الاهم في العالم وهذا ما يجعل المجتمعات استهلاكية غير قادرة على الانتاج في اغلب الاحيان، وهذه الاشكالية لا تخص مجالات الرياضة فحسب بل تتعداها الى الاختصاصات الاخرى.

ـ اما الملاحظة الثانية فهي عبارة عن تساؤل مشروع مفاده ان هذا الدفاع المستميت عن التجنيس هل يبقى كذلك لو رفعت لافتات تدعو لتجنيس اصحاب القرار في بلدان الشرق الاوسط (المتقدمة جدا)؟! خصوصا بعدما طال التجنيس كل شئ... فالبعض الذي يطبل لتجنيس هذا اللاعب او ذاك نتمنى لو انه اكمل الجميل وساهم بتجديد الخطوط الاولى من صف القيادات (الحكيمة جدا) التي لا تعرف كللا ولا مللا حينما تتمسك بالكراسي، علما ان تلك الاخيرة اصبحت رهينة يتحجزها الحاكم ( الاله ) وهنا اتذكر بيتا جميلا للشاعر جوزيف الهاشم وزير الثقافية اللبناني السابق يقول فيه:

إن الكراسي كالجياد شواردٌ ان لم يكن فرسانها الحكامُ

فهل يا ترى سوف تتحول ظاهرة التجنيس الى نظرية جديدة للمؤامرة تشكل خطورة على القيادات العربية؟!

وربما يحصل ذلك ونفاجئ بصدور مرسوم جمهوري يقضي بمنع تلك الظاهرة على اعتبار انها تهدد الامن القومي للدولة!

كل شئ جائز ولكن الذي لايجوز بكل تاكيد هو المساس بسيادة السيد عربي.

جمال الخرسان

كاتب عراقي

mosawi_gamal@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف