أصداء

العقل الامريکي و الحلاوة الکوردية!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

لست من الذين يصادرون الرأي الآخر في حقه عن التعبير أو إبداء رفضه لکل ما لايؤمن به أو يجده غير مساير أو متفق مع أفکاره، کما إنني لست مقتنعا بالمرة بمجتمع تسوده قيم أحادية الجانب و تکون الغلبة فيه دوما لرأي محدد يمثل حزب أو تيار سياسي أو فکري معين، بل لقد حلمت و لازلت أحلم بمجتمع تتجاذبه أطراف و أطياف سياسية فکرية و سياسية و ثقافية متباينة بطرق حضارية تتمثل روحها الاساسية في الديمقراطية"الحقة"وليست"أشباzwnj;ه"الديمقراطيات المصابة بالشلل أو"التشوه" الجزئي أو الکلي کما هو حال الکثير من الديمقراطيات السائدة في دول المنطقة سيما في تلک التي تعودنا بين کل حفنة أعوام و أخرى أن يطالعنا رؤسائها برغبتهم في التخلي عن الحکم لکنهم و نزولا عند"الالحاح"و "الإستجداء"الشعبي بهم لا يجدون مناصا من الإدثار بعباءة الحکم لبضعة أعوام أخرى"تتمدد"تلقائيا حتى يهل"عزرائيل"بطلعته البهية"إذا لم يکن هناک من إنقلاب عسکري"، فيقبض روح"الرئيس"القائد و الملهم و المجدد و المنظر و المفکر و "بتاع کله"فتبکيه شلة"أنسه"بدموع لا تجف إلا بعد الإطمئنان من أن خليفته يسير على نفس دربه"الخالد" في إفقار و تجويع شعبه.


صحيح جدا أن هناک العديد من المآخذ على التجربة السياسية في إقليم کوردستان و صحيح أيضا أن هناک الکثير من التقصير المتعمد أو غير المتعمد في العديد من المجالات، وإن هناک مشاکل و أزمات متباينة يعاني منها الشارع الشعبي الکوردستاني، لکن کل ذلک لايمنع من الإقرار بحقيقة أن التجربة الکوردستانية تسير في الطريق الصحيح و إنها قطعت أشواطا مهمة و حساسة من عمرها في فترة قد تکون قياسية بالمقارنة مع ما حققته من إنجازات على الارض.


إن الحديث عن قضية الفساد في کوردستان موضوع يرتبط بواقع المنطقة قبل أي شئ آخر، فکل الدول المحيطة بکوردستان خصوصا تلک التي تتعامل معها"تجاريا و سياسيا"تشرئب بالفساد من قمة رأسها الى أخمص قدميها، کما إن الامم الامتحدة ذاتها التي تعاملت و تتعامل مع الحکومة الاقليمية هي الاخرى"منبع"للفساد الاداري و المالي ولعل قصص فسادها التي باتت تتواتر أکثر من اللازم، کافية للإقرار بأن المنظمة الدولية قد تکون بمثابة"قدوة"في تلقين أسس و مبادئ علم"الفساد الاداري و المالي"بصورة قد لاتجد لها مثيلا في أکثر البلدان فسادا حتى في ترکيا ذاتها، وبهکذا طوق محيط بکوردستان، ناهيک عن ما أحيک و يحاک من دسائس وفتن و أحابيل"مخابراتية" مختلفة بالاضافة الى فواصل"الضغط"السياسي" و"الاقتصادي" و"العسکري"التي مورست و تمارس ضد هذه التجربة من قبل دول معينة، کل ذلک قد يعطي أرضية ملائمة و خصبة لشيوع و إنتشار الفساد في مفاصل الادارة الکوردية، ورغم إنني لست في صدد تبرير مايجري من فساد في کوردستان، لکنني لست أيضا في صدد طمس الحقائق الناصعة على الارض، فأولئک الذين يرفعون عقيرتهم من جراء"الغلاء"الفاحش أو الازمات المختلفة المتفاقمة في کوردستان، ليتکرموا بزيارة دولة مجاورة تنادي ليل نهار بدفاعها عن"المستضعفين" و"المحرومين"في حين أن الفقر المدقع يکاد يکون واقع حال غالبية الشعب المغلوب على أمره هناک والذي لسخرية القدر ينام على بحار من النفط و الغاز و خيرات أخرى کثيرة، ليزوروا ترکيا ويجدوا الفساد المستشري هناک والذي يضرب بأطنابه في کل زاوية و رکن ناهيک عن ظاهرة التضخم غير العادية و الحال المزرية لأوهن "ليرة"في العالم.


يتحدثون عن الکثير من الحالات السلبية في کوردستان، لکنهم ينأون بأنفسهم جانبا حين تتناقل وکالة أنباء مشهورة کرويترز نبأ توافد المسلمين و المسيحيين على کوردستان لکي ينعموا بحالة الطمأنينة و الإستقرار والتي قطعا لم تکن بسائدة لو لم تکن هناک أعين و عقول ساهرة و مثابرة على راحة و أمن المواطنين الکورد، مثلما أن هؤلاء يجدون أقلامهم تمتنع عن ذکر تلک الشرکات و المؤسسات العالمية التي باتت توافد على کوردستان لکي تسثمر أموالها هناک بعد أن تيقنت من أن الارض التي تقف عليها"الادارة الکوردية"صلبة.


بالامس القريب هاتفني أحد"أصدقائي"من الذين أختلف معهم في الکثير من الامور لکنني أتفق في الخط الانساني العام الذي ربطني و يربطني بهم، وقال لي وهو يريد إثارة حفيظتي: بحسب المعلومات"الموثوقة"التي وصلتني، فإن الجيش الترکي سوف يدک قلاع برلمانکم و حکومتکم الکوردية وسوف لاتجدون من جديد غير الجبال من صديق لکم، فضحکت من کل قلبي و قلت له بمنتهى الهدوء: حسنا إذا کان الامر کذلک فأرجو ان تتکرم بإخبار الجيش الامريکي کي لا يبني قاعدته العسکرية"الواسعة"في منطقة قرداغ قرب السليمانية، وقلت مستطردا"الظاهر أن الامريکان لا يعلمون شيئا عن الذي يجري في المنطقة و أن تلک التحذيرات التي أدلى بها أکثر من مسؤول أمريکي بخصوص مغبة التدخل الترکي في"شمال العراق"هو مجرد کلام للإستهلاک المحلي وأن دعائم النظام الدولي الجديد قد أرسي في أنقرة" وکل الذي قاله "صديقي" تجلى في کلمات محددة لکن لها مغزى و وقع خاص: غريب أما أمريکا غبية أو "الکاکات" قد(أشتروا بعقل أمريکا حلاوة)!

نزار جاف
nezarjaff@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف