حسابات ليست بالمؤجلة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إذا لم يكن ما يمكن تقديمه من افكار تساهم في تقديم حلٍ حتى لو كان بسيطاً في إنهاء المأزق او المأساة العراقية التي تفرعت كتفرع السرطان في جسم الانسان اقتداءا بالحديث النبوي الشريف" من راى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه،وإن لم يستطع فبقلبه و ذ لك اضعف الإيمان". صدق رسول الله، والا فالسكوت من ذهب.
إن استغلال الصحافة الألكترونية لنشر الافكار التي تزيد من حمامات الدم الطائفية وزيادة حفلات اللطم وإثارة النعرات التي نحن في غنى عنها من اجل اشباع النفس الطائفي المقيت الذي أدى إلى تلف التركيبة الأجتماعية العراقية الشهيرة بتعايشها الطائفي والمذهبي والعرقي والديني، نحن لسنا بحاجة للبكاء على ما حصل في زمن غابر من نقل الخلافة من مكة إلى الشام إ ذا فشلنا في نقل السلطة من فرد إلى فرد ومن حزب لمليشيات ومن منطقة في بغداد لمنطقة اخرى. نحن لسنا بحاجة لرش الغبار السام في النفوس التي هلكت من الموت ومن الدماء وكرهت اللون الاحمر واشمئزت من الاقلام التي ما زالت لم تُبرى كي تتخلص من النفس الطائفي اللعين.
لقد اثبتت جميع الجهات الأعلامية والسياسية إن من يُقبض عليه مجرم لانه شارك في حمل سلاح ضد شعب لا ذنب له سوى رغبته في العيش بأمان، ضد شعب لن يريد الرخاء فقط يطمح للسلام من اجل ارسال طفله لمدرسة تحميه من بيع السجاير في الشوارع ومسح الاحذية على ارصفة الطرقات لمن يريد ان يسير على هذه الأرصفة التي شبعت من دماء الابرياء. شعب يريد ان يخرج لشراء الخبز وليس لرفع صور تمَ استبدالها بصور أخرى، وجداريات بجدارية اخرى. إن المأساة تكمن في تفرعات كثيرة اساسها الأحتلال الدي جاء كما يتوهم ابطال الديمقراطية و الامل الذي يبحث عنه بوش في خطاباته المتكررة التي يناشد بها نفسه ولوحدهِ بإنه عازم على الانتصار في العراق، فهل يا ترى هل تمكن بوش من تحديد العدو الصحيح الذي يريد الانتصار عليه؟ لقد تغيرت اهدافه حسب معطيات الفشل الحاصل من استمرار المواجهة العنيفة التي يلاقيها جيشه في العراق وبحور الدماء التي يخوضها العراقيين دافعين الثمن الغالي لطيش قيادة لا تعرف ما هو الهدف وما هو الغرض المراد الوصول إليه؟ هل هو الانتقام من شعبهم ولأي غرض؟ نحن نعرف الصراع على السلطة ما زال مستمرا وبشكل علني يبتعد عن صفة المواطنة وحتى الحياء.
إن الاتجاه الجديد الذي صرح به بوش في خطابه لهو نكسة جديدة يضيفها للنكسات التي ابتلى بها الشعب الامريكي ودفع ثمنها الشعب العراقي والعراق برمته. فمن هو المستفيد هنا؟ هل هم المليشيات المملوءة حقدا وتعصباً طائفياً بشكل أعمى وتأليها لشخصيات تم الاستعاضة عنها وبشكل سافر وعلني مما أخد العراق الى ويلات ومقابر جماعية بالالوف التي ترعب الرأي العام العالمي؟ ام الاتجاه الجديد لدى بوش بالأمعان في تفتيت العراق وتسليمه لحفنة ازلام لا همَ لهم سوى نهب الاموال و القتل بشكل صبياني لا حدود له، اغراهم السلاح واللباس الاسود، المنادين باخذ ثأر من الشعب العراقي، مما يجعلني ان اتوجه بسؤالي كم شهيداَ عراقياً راح ضحية الطيش الانتقامي باسم ال البيت؟ لقد خسر العراق شبابه بدون سبب سوى الحقد الاعمى، ولنكف عن التباكي بالمقابر الجماعية، إن المقابر الجماعية الحديثة باتت حديث العالم وعمل الجهات التي لا عمل لها سوى احصاء القتلى العراقيين.
إن الديمقراطية التي ينادي بها بوش لهي اكفان وتوابيت وتهديم وتجويع لشعب يدفع ثمن الخيانات والعمالة بشكل لم يشهده العراق حتى في زمن التتار وهولاكو. نحن نعرف جميعاً الاشمئزاز العالمي لما تقوم به قوات المهدي او مليشيات المهدي من إبادة جماعية مما أدت إلى جعل النظام السابق يتغزل به الكثير من الناس رغم بطشه. وما تقدم له الحكومة العراقية الحالية من تسهيلات لجعل عمليات القتل اعراس كما شاهدنا في احد التقارير التي تم عرضها على قناة CNNالأخبارية اعراس يقشعر لها البدن .
إن اصرار بوش على "بلادنا تنتهج استراتيجية جديدة في العراق، وأرجو منكم تقديم فرصة عمل" لهي مهزلة لم يفهمها سوى المتضلعين بالعمالة والتي اعمت عيونهم وقلوبهم الاوراق الخضراء والمناطق الخضراء. ان ما ينادي به بوش بالاستراتيجية الجديدة ما هي إلا الإبادة التامة لشعب خسر على مر السنين من امنه وقوته وابناءه. ويستمربوش بكلامه حينما يؤكد وبكل بلاهة بعد ان تجاهل إرادة بلده ومطالب شعبه وفشله السياسي الشنيع بان يطلب ويكرر بشكل ببغائي بإن حربه في العراق قد تغيرت مع اندلاع الحرب الطائفية. وهل يمكنني التعليق هنا؟ ان الطائفية التي اثارها بوش وازلامه من المتضلعين بتفسير التاريخ المشوش بما يتعلق بالطائفية التي لم نشهدها ابدا في عراقنا. والتفسيرات والتحليلات البائسة وجعل قضية الحسين وسيلة انتقام همجية من الشعب العراقي الدي دفع اكثر من مليون حسين منذ اندلاع الحرب الحزبية والطائفية سوية. ان الغضب ال ذي يثيره بوش بغبائة، والانتقام ال ذي يسير عليه المنادين بالطائفية وتفيت هدا البلد العريق بتاريخه سوف يحكم عليهم التاريخ بالابادة الجماعية بنفس الطريقة التي يبيدون بها شعبنا.
ان الكسب الذ ي يتمناه بوش و ال ذ ي يحلم به هؤلاء القتلة لهو بعيد كبعد النظرية الحديثة التي أطلقها علماء البيئة مؤخراً " بان العالم سوف يكون ارضا واحدة بعد خمسين مليون سنة". ان مقدرة بوش بتحقيق نصره المزعوم لهو هراء مكلل بالفشل الواضح مهما كرر في خطاباته تحويل الأحداث إلى نصر، وإي نصر يتكلم عنه؟ سؤال ليس بالغريب أجاب عليه المشرعون في الكونجرس الامريكي عندما عارضوا مشاريع بوش الجنونية بزج المزيد من ابنائهم في المحرقة العراقية التي افشلت الاحتلال والتواجد الا مريكي على ارض العراق. هل يعرف بوش مايحصل في العراق من إبادة جماعية عندما يتكلم عن امن العراق؟ إنه لم يعرف لحد الان إ ذا كان الحكم في العراق بيد المتطرفين من ذ الانتخابات المزعومة حين يقول" إن امن العراق لن يكون في يد المتطرفين في كل جانب، وان تكون بيد شيعة متطرفة تدعمها ايران وسنة متطرفة تدعمها تنظيم القاعدة". لقد نطق بوش وكما يقول المثل العراقي بعد خراب البصرة. ان ما يعاني منه العراق التطرف العنيف والحكومة الضعيفة القابعة خلف اسوار عالية تحت حماية جيش أجنبي احتل العراق لحماية حفنة جعلت من نفسها حاكمة لمنطقة صغيرة مسورة وتركت العراق لجماعات متطرفة يبرر بها بوش فشلة. إن خوف بوش من انتشار العنف في منطقة الشرق الاوسط، لن ينتشر لو جرت الامور بشكل عادل بعيد عن يد المليشيات المسلحة التي جاءت تنتقم لمعركة حصلت قبل الف عام من شعب لا يد لهم فيها، إنه كابوس خلقه بوش وسوف يدفع ثمنه العصابات المسلحة عاجلا ام اجلا، ان الاخطاء التي قام بها بريمر والتي قبض ثمنها من قبض ودفع ضريبتها شعب اعزل لهو حساب ليس بالمؤجل سوف يقبضه الشعب الامريكي من بوش وعصابته، والشعب العراقي من العصابات المسلحة التي تنتقم منه لحسابات متعفنه متراكمة اكل الدهر عليها وشرب.
د. خولة الزبيدي