أصداء

قوات دولية الى اقليم كردستان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد أن تمكنت الولايات المتحدة الاميركية في عام 2003 و بمساعدة بعض قوى المعارضة العراقية الفاعلة من اسقاط النظام العراقي السابق وتحرير العراق من نظام اتوقراطي انفردت الادارة الاميركية بإتخاذ قرارات كبيرة ومصيرية والتي قد كانت تحتاج لإجماع وطني عراقي حولها بدرجة اساس لخطورتها على أمن العراق على المدى الاستراتيجي وعلى علاقات العراق بجيرانه وبالأسرة الدولي، منها كمثال ترك الحدود العراقية التركية الاردنية الايرانية السورية الخليجية بلا ضوابط في الفترات الاولى من عملية تحرير العراق، ترتب على هذا أن أصبح العراق بلداً بلا أسوار منيعة ومركزاً لمعارضين مطاردين من قبل حكوماتهم ودولهم ومتهمين ايضا من قوى دولية بأن لهم صلات بالارهاب الدولي , وفي العراق في يومنا قوات تحالف دولية متعددة ،أكثر من ثلاثة أضعاف القوات البريطانية التي كانت موجودة في العراق في الحقبة الملكية وتساوي في العدد القوات الاميركية التي توزعت في اوربا الغربية ابان حقبة الحرب الباردة وفيه بعثات دولية و ممثلي الامانة العامة للجامعة العربية وشكلت بمساعدتها وجهودها حكومة عراقية اتحادية دستورية بالاضافة الى سلطة حكومة اقليم كردستان الفدرالية والتي تتمتع بإمتيازات وسلطات واسعة ولها علاقات اقتصادية وسياسية قوية الان مع الدول الغربية. في الفترة الاخيرة وفي حديث صحفي لرئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان مع الاعلامين في لبنان ذكر أكد أردوغان على اهتمام تركيا بالوضع في العراق بسبب تأزم الوضع الأمني وانعكاساته على تركيا ودول المنطقة. وقال" أن أنقرة ستواصل حوارها مع دول الجوار لمواجهة المرحلة المقبلة في العراق، مشيرا الى وجود نحو خمسة آلاف عنصر من عناصر "حزب العمال الكردستاني التركي" في شمال العراق. واتهم الولايات المتحدة والعراق بعدم التنسيق والتعاون مع أنقرة في هذا الموضوع على حد زعمه. وأكد" أن كل المعلومات عن مكاتب الحزب ومعسكراته ومواقعه متوافرة، ومع ذلك لا أحد يريد التحرك في مجال وقف نشاط الحزب ضد تركيا، قائلا: "إننا نساعد الولايات المتحدة في مجال مكافحة الارهاب، ونقدم لها الدعم في هذا المجال، وننتظر منها أن تتصرف بالمثل" و لمساعدة الجارة تركيا نقول بان الأمم المتحدة تقوم فعلياً بالأنشطة الانسانية والفنية في العراق وتتولى حسب الاتفاقات الدولية الجانب الأمني في البعثة الاممية المشتركة لعملية حفظ الحدود مع الجارة الكويت في حين سيواصل الولايات المتحدة الاميركية الإضطلاع بالمسؤولية السياسية بما في ذلك عملية المصالحة والعفو عن الجماعات المسلحة ، الرئيس الامريكي بوش اكد وفي مناسبات عديدة أن عمليات دعم للحكومة العراقية سواء أكانت في موضوع المصالحة او بناء القوات المسلحة العراقية أو في أي مظهر سيادي اخر تقوم على أساس انتقالها في نهاية المطاف إلى العراقيين انفسهم وبمساعدة الأمم المتحدة لانهاء حالة تواجد قوات المتعددة الجنسيات في العراق. وذلك لأن مجلس الأمن هو المسؤول الأول عن حفظ السلم والأمن الدوليين, ولأن الأمم المتحدة تتمتع بالخبرة والموارد والقدرات الكفيلة بإنجاز مثل هذه العمليات ، فلا مفر اذا من حدوث عملية انتشار جنود بشمركا الكرد والموجودين حاليا بشكل منظم كقوات حرس الحدود و قوات طوارئ دولية تابعة للامم المتحدة على الشريط الحدودي على المدى البعيد لسبب بسيط وهو أنه ستكون هناك عملية موحدة أكثر فعالية لدعم امن داخلي يشمل شمال العراق ككل.. وإن عملية بناء قوة حدودية قوية قوامها 7000 ألف جندي وهو ممكن العدد الذي تحتاجه الأمم المتحدة على الشريط الحدودي الواقع بين تركيا والعراق والسؤال المهم طرحه هنا.. هل معنى ذلك أن الأوضاع المتوترة في المثلث الحدودي المتاخي لاقليم كردستان العراق المزدهرة ستستمر على ما هي عليه الآن لمدة اخرى ،اسئلة تبحث عن اجابات أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باسره سيكونان أمام إلتزام أخلاقي وسياسي للإستجابة لمطالبة تركيا بانتقال مهمة حفظ الحدود مع العراق اسوة بالكويت إلى قوات الأمم المتحدة في حال اذا تمت اصدار قراراممي جامع بذلك من قبل اطراف مجلس الامن الدولي او اذا انسحبت القوات الامريكية من العراق، أن اقليم كردستان يحتاج إلى مراقبين من جميع أنحاء العالم بجانب أفراد فنيين من دول لها إمكانيات فنية عالية لمنع اي هجمات محتملة من افراد مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي التي تستهدف الجنود الاتراك على شريطها الحدوي المتاخي مع تركيا، هذه العملية ـ في نظري ـ يتطلب توفير معدات وتكنولوجيا متقدمة لا تتوفر عند الجيش العراقي الحديث او قوات حرس الحدود التركي او العراقي .. من الضروري انشاء آلية عملية يمنع الخروقات ويساهم في تسوية النزاعات في المنطقة بطريقة اكثر ديناميكية ، ومن المحتمل في عملية تنفيذ هذا المشروع ان تتخوف بعض الدول في المنطقة من أن تتحول آلية منع وإدارة النزاعات في الشرق الاوسط إلى أداة للتدخل في الشأن الداخلي للدول المنطقة او تستعمل لاغراض الطوق او الخنق الاستراتيجي، لكن يمكن للدول الاقليمية المجاورة لبعضها البعض ان يتفقوا على مبادىء يسترشدون به عند الازمات وهي كالاتي:-

اولا/ المساواة في السيادة بين جميع الدول المنطقة

ثانيا/ عدم التدخل في الشئون الداخلية لهذه الدول
.
ثالثا/ احترام سيادة كل دولة وسيادة اراضيها
رابعا/ عدم انتهاك الحدود الموروثة
وعند الحديث عن فكرة نشر قوات دولية بين العراق وتركيا نرى ان الكثير من دول المنطقة عندهم مساهمات وخاصة في مجال ارسال قوات دولية لحماية الامن والسلم العالميين مثلا في مناطق عدة من العالم على واذا نضرب مثلا قريبا فنرى تركيا نفسها تساهم بقواتها مع دول اخرى في المنطقة في لبنان وافغانستان و اقليم كوسوفو لكنها لم تتحرك لتشكل قوة دفع قوية للنظام الاقليمي الشرق الاوسط كي يتحرك في إتجاه إيجاد حلول سلمية ايضا للنزاعات في منطقة الشرق الاوسط ومنها موضوع العراق على سبيل المثال ,والجانب السلبي باعتقادي في الامرهو أن الشرق الاوسط كنظام اقليمي غير قادر على إيجاد حلول مقبولة لأزماتها , فللدول المنطقة علاقات غير متكافئة مع الغير , وتتكون من فاعلين غير متساوين لا مع بعضهم ولا مع الغير . وينقصهم الاستقلال الذاتي الحقيقي حتى يستطيعوا تقرير مستقبلهم السياسي والاقتصادي . واذا رجعنا الى الواقع الحالي في العراق فان قوات التحالف الدولي تساهم في عملية زيادة عدد قوات شرطة حرس الحدود كي تقوم بالدفاع عن حدود العراق , ومنع عبور المقاتلين الأجانب إلى العراق. ولدى العراق في الوقت الحاضر حوالي 18 ألف رجل شرطة حرس حدود يقومون بعملهم في مواقعهم على معابر البلد البرية والبحرية والمطارات الجوية وفي جميع أنحاء البلد وبما فيها اقليم كردستان العراق الفدرالي ، وذكر الرئيس الاميركي حول هذا الموضوع في احدى تصريحاته وقال" بان هدفنا النهائي هو رفع عددهم بحلول نهاية العام 2006 إلى 28 ألف شرطي حدود مدرب ومجهز. ولتدريب قوات حرس الحدود بشكل أفضل فان الولايات المتحدة الاميركية وزعت فرق تدريبية خاصة والتابعة لوزارة الامن الاميركي لمساعدة وحدات حرس الحدود العراقية في تدريباتها وتحسين امكانيتها ومهاراتها التقنية. نشر قوات دولية على طول الشريط الحدودي لحماية الحدود التركية-العراقية افضل طريقة لمنع تكرار ازمات وحروب المنطقة بسبب امن الحدود خاصة اذا توفرت لتركيا الرغبة الحقيقية لذلك فعلى تركيا ان تسعى لبناء افق للتعايش السلمي في المنطقة وانشاء قاعدة جديدة من العلاقات والمصالح للمنفعة المشتركة مع العراق واقليمه الفدرالي في كردستان. . .

راوند رسول

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف