أصداء

أخيراً.. أحدهم قد خجل..!!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نعم، أستطيع أن أعلن هذا الأمر. لكن، وقبل التعريف بهذا الـ(أحدهم) وفحوى خجله، دعوني أقول من هم هؤلاء الذين قد خرج عليهم أحدهم وتمرد. هؤلاء يا سادتي هم القسم الناطق من أمة لا إله إلا الله،. الأمة الممددة كأسماك السردين، في زنازين متحادة ومحروسة بالجيوش وبرعاية الله وملائكته. قيل الكثير عن زمن تعليبها، لكن المؤكد أنها معلبة منذ زمن بعيد ولم تعد صالحة لشيء.


ومنذ ذلك الزمن البعيد وإلى يومنا هذا، انقسمت هذه الأسماك إلى قسمين؛ أحدهما ناطق والثاني صامت. الناطقون يهتفون على الدوام باسم ثوابت الزنزانة وقيم الزنزانة ومصلحة الزنزانة ومستقبل الزنزانة والصامتون صامتون لا أحد يدري لهم طعماً أو رائحة. ومن دون الدخول في نسب وإحصائيات غير مؤكدة، حول كم هي نسبة الناطقين إلى الصامتين، أقول أن النواطق كانوا هم القادة. وهذا أمر طبيعي ومنطقي، لأن الصامت هو صامت. ومن هنا، أعلن اختلافي المبدئي الشديد مع ذلك المفكر الذي صرح بأن أمة لا إله إلا الله هي ظاهرة صوتية. بينما الحقيقة الواضحة تقول، أن الظاهرة الصوتية تعود على القسم الناطق منها وليس على كل الأمة.


وحسب التعريف المحلي لـ(القائد)؛ أن القائد هو من يكون قادراً على التحكم بحياة وممات رعيته. انقسم القادة بدورهم إلى قسمين كذلك، أحدهما حاكم والثاني معارض. الحاكم يحكم ويتحكم بالناطقين والصامتين من الرعية، إلى أن يأذن الله لأحد ملائكته ليأخذ روحه إلى أقرب مزبلة تاريخ. والمعارض هو مشروع أما لحاكم مقبل برسم الانتظار لا يحيد قيد أنملة عن سلفه أو لشهيد عند ربه يرزق. الاثنان تشاركا بقيادة العديد الصامت من الرعية من أنوفهم إلى حتوفهم والحتوف كثيرة ومتنوعة. كذلك هما تشاركا بتقاسم كعكة الدين وثوابت الزنزانة. وهذا ما يربك كل مراقب حريف، لأن الاثنان يعلنان أنهما ينطلقان من ذات الثوابت وذات الدين.


والآن، لأعود إلى حكاية هذا الـ(أحدهم) مع خجله. كما قلت في البدء هو (منتمي) إلى القسم الناطق، بل إلى القسم الأكثر نطقاً إلى حد الصراخ في هذه الزنزانة. هذا السيد هو () رئيس تحرير جريدة ناطقة باسم الثوابت، كيف لا واسمها مقدس، عدا هذا له مهام وأعمال أخرى منها ما هو أرضي ومنها ما هو فضائي.


اشتهر هذا السيد فضائياً أولاً، رغم أنه كان ومنذ زمن بعيد يعمل على الأرض في رئاسة تحرير جريدة أرضية. وكانت سبب شهرته هي قوة أوتار حنجرته في الردح على أنغام ثوابت الأمة ومصلحة الأمة ومستقبل الأمة وقيم الأمة..إلخ إلخ وحسب قاموسي الشخصي الذي أسميته بـ(صحيح العراقي)، أن المفردة المرادفة بشكل واقعي لمفردة (الأمة) هي مفردة (زنزانة). كثيراً ما يحلو لي ولكي يستقيم لي النص وأقرأه بسهولة، أن استبدل مفردة ما بأخرى من (بنات) أفكاري. ولمن يطالبني من باب الجدل أو الـ(دهرة) أن أثبت له وجود الزنزانة سأطالبه أولاً أن يريني (الأمة).. أين هي الأمة.. لونها.. طعمها.. رائحتها. إذن هذا السيد كان من جوقة المنافحين عن ثوابت وقيم ومصلحة ومستقبل الزنزانة.
أما حكاية خجله فهي التالية: أن هذا السيد ومنذ أيام التحشيد والتحضير لاحتلال الزنزانة العراقية، كان أعلى الرادحين كعباً، في الدفاع عن حاكم الزنزانة العراقية وعن ثوابته.. وبعد أن كُسرت أقفال الزنزانة وخرجت الأسماك المعلبة منذ دهور سحيقة لا تدري ماذا تفعل بحريتها أو ماذا تفعل مع الهواء الطلق والفضاء المفتوح، كان هذا السيد كذلك من أكثر الشامتين بحيرة وقلة حيلة من خرجوا تواً من الزنزانة. كان يتصيد الهفوات وما أكثرها.


لكن، وما أن ظهر كائن مشوه هو مزيج من أسماك الزنزانة المحتلة الناطق منها على الأخص مع نواطق الزنازين العربية الأخرى غير المحتلة بعد، تحت مسمى (المقاومة العراقية)، حتى جن جنون هذا السيد وتقطعت أوصال حنجرته وهو يدعو حكام الأمة وقادة الأمة ومفكري الأمة وإعلاميي الأمة إلى أن يخجلوا ويدعموا هذا الكائن المشوه..!! لكن، ومن دون الدخول في التي واللتيا أو هل رد الحكام والمحكومين عليه وخجلوا أم لا، دعونا نتذكر فقط ماذا فعل هذا المسخ الذي أسموه (المقاومة العراقية).. أنه ببساطة اتخذ لنفسه هدفاً وحيداً لم يحد عنه، هو قتل العراقيين أينما كانوا، وكأنهم يعاقبون هؤلاء على خروجهم من الزنزانة أو لعلها استراتيجية كذلك جديدة، هي إجبار المحتل على ترك الزنزانة لأنه سيعجز عن حماية كل مواطن سواء كان في بيته أم في الشارع..!! لذلك اتخذت المقاومة لنفسها وسيلة السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والاستشهاديين المفخخين من قمة الرأس إلى أخمص القدم. ولعل من آخر ما حصدته هذه المقاومة (الباسلة) من انتصارات على المحتل، هو عملية الجامعة المستنصرية. أطلقوا إلى هناك عبوتين بشريتين مجاهدتين، فجرت إحداها نفسها في المدخل الرئيسي للجامعة والثانية لحقت على الهاربين من الموت الأول وفجرت نفسها في تجمعهم الكائن خلف الجامعة..!! وكانت الحصيلة عشرات الطلبة منهم من قضى نحبه ومنهم من تعوق. وهذه لعمري هي سابقة في التاريخ، حين يتحول المواطن أي مواطن إلى هدف عسكري ولتشمل قائمة الأهداف العسكرية كل ما يدخل في بند الخدمات التي يحتاجها هذا المواطن من كهرباء ووقود ومستشفيات ومدارس وجوامع وتجمعات عمال..إلخ


ورغم أن هذه الأعمال التي اجترحتها عصابات البعثيين مع المجاهدين المسلمين السلفي مهم وغير السلفي، هي أعمال يندى لها جبين حتى الوحوش في أوكارها خجلاً.. لكنها لم تدفع هذا السيد الـ إلى إعلان خجله..!! هو خجل فقط وأعلن خجله على الملأ بسبب ما قامت به حركتان تنتميان إلى ذات المعسكر -معسكر المدافعين عن ثوابت الزنزانة- لما فعلاه بنفسيهما وبشعبهما من قتل وتفخيخ وخطف وتلطيخ.. خجل هذا السيد من (فتح وحماس) وأعلن في مقال طويل عريض كان عنوانه عن الخجل..!!


رغم أن، والحق يقال، ما قام به هؤلاء الأشاوس لم يصل إلى الدرك الذي وصلته أعمال المقاومة البعثية-السلفية في العراق.. والتي ما زال ينافح عنها..!!

كريم كطافة

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف