الاقتران بين الوطنية والدين المُسيس محال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
من العسير على السُنّي أو الشيعي المُسيس أن يؤمن بوطن وحدود وطن وكرامة وطن ومستقبل وسلامة وطن.
الأخوة المتأسلمون لا وطن لهم ولا يمكن أن يكونوا أهل وطن واتباع وطن وعشاق وطن.
الأخوة المتأسلمون وطنهم هو وطن مرجعياتهم السيا-دينية ( بالنسبة للأخوة الشيعة )، وهو الوطن الذي تصل إليه حوافر خيول ارهابييهم وعُصيّ دُعاتهم ( بالنسبة للأخوة السنّة )، وهو في الحالين الوطن المؤقت غير الواقعي ولا الواعد.
المؤقت حتى ظهور المهدي ليُطهّر الأرض بقتل ما لا يقل عن 90% من قاطنيها الكفرة ( حسب فهم وأساطير أخوتنا الشيعة )، أو الموت والرحيل إلى الجنة حيث الخلود وحور العين والخمر الحلال والجنس الحلال والعضو الذي لا ينثني ابدا ( حسب اساطير أخوتنا السنّة ).
وطن الإسلامويين هو الجنة لا الأرض...!
وطنهم الأبدي الحبيب الجميل الخالد ليس في ارضنا هذه... ليس بيننا ابدا ابدا...!
لأجل هذا لا تتوقع من رجل دين مُسيس ولاءً لوطن سقط فيه رأسه ورأس ابيه وجدّه وزوجته وأطفاله.
رجل الدين الروحاني الحرّ يمكن أن يحب وطنه وربما يقاتل في سبيله كما فعل العظام الكبار جميعا وعبر كل العصور وفي كل الأديان.
أما رجل الدين المُسيس المشغول بالثأر من الماضي، فلا تتوقعَنَ منه ذلك ابدا...!
لهذا لم اندهش للبشاعات التي سمعتها من الشيخ المهري ( المفروض أنه كويتي وليس إيراني )....!
لم أندهش ولا اظنكم ستندهشون فقد سبق لنا أن سمعنا نصر الله وفضل الله ونعيم قاسم وعاكف والقرضاوي وأشياخ الأردن وبن لادن والظواهري والحكيم والزرقاوي والصدر وووو، سمعنا مثل هذا ولا زلنا نسمع كل يوم...!!
هؤلاء أناس لا وطن لهم ولا تنتظروا منهم ولاءً لوطن أو حاكم أو شعب...!
هؤلاء أناس ليسوا اهل حياة ودنيا، ولهذا لا تتوقعوا منهم شفقةٌ على رضيعٍ أو عجوز أو مريضٍ، أو شعب مبتلى بالأمية والتخلف والبطالة والعنوسة والفقر وفقدان الضمانات المعيشية والمشاركة السياسية في الحكم والسلطة والثروة...!
وإن كانوا اهل دنيا فإنها دنياهم التي يريدون لا دنيا الآخرين....!
دنيا تكون لهم الوصاية فيها على الناس، فيكفّرون من يريدون ويياركون من يشاؤون على هوى اساطيرهم وقناعاتهم وولاءاتهم وزعاماتهم...!
دنيا يكون لهم وحدهم فيها، النصيب الأوفر من الثروة والسلطة والقوة وخيارات الموت والحياة لأتباعهم ومن يقع في فخ ولايتهم وسلطتهم وإمتداد ذراعهم.
انا موجوع والله وحزين على الشعب الكويتي الذي جُرح أيما جُرح على يد المهري ليلة البارحة.
حقيقة مؤسفٌ أن نسمع ما سمعنا من هذا الرجل تجاه قومه وشعبه ونظامه السياسي الذي لا نظن أنه كان ظالما باطشا بمواطنيه الشيعة، كما ظُلِم هؤلاء في العراق، وكما يُظلم أخوتهم السُنّة في إيران الإسلامية التي لا نشك في أن المهري يعشقها ايما عُشق...!
لقد تسرع الرجل وطاش سهمه أيما طيش.
لا نشك أن الرجل قال ما قال على خلفية توتر طائفيٍ واسع النطاق ينشب اليوم في كل المنطقة على هامش الغزو الكارثي الأمريكي للعراق وإبتداعه نظام المحاصصة التي صبت في خانة المصلحة الإيرانية وحدها.
وقال ما قال على خلفية الإحساس بالنصر الطائفي التاريخي الذي كان منتظرا منذ الف واربعمائة عام، وقد تحقق الآن في عاصمة الرشيد....!
وقال ما قال على خلفية وجود ظهير طائفي قويٍ إلى الشرق من ضاحية الجهراء، يمكن أن يُعتدّ به ويُعتمد عليه في مشوار الغزو الطائفي القادم قريبا من إيران ( التي تبدو منتصرة بعد أن اقتربت من الحدود الكويتية والسعودية )...!
لكن... مهلا يا رجُل فمفاتيح العراق لم تُسلم بعد وبالكامل لإيران، وأمريكا لم تخرُج بعد من هذا البلد والمعركة الكبرى لم تنشُب بعد، وإن نشبت فقد لا تكون في صالح ( إيرانكم ) ايها الطيب المُتسرع....!
يبدو أن الرجل الفاضل المهري قد نزع قناع التقية الذي ارتداه دهرا طويلا، نزعه كليا في خضم بركات عاشوراء وحماسة الثأر العاشورائي ( البائس )...!
لك جميل العزاء وطول البقاء بإستشهاد الحسين ( رض )، الذي قتل البارحة من عام 61 هجرية، الموافق 681 ميلادية....!
مع أمنياتي الحارة بالصبر والسلوان.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
كامل السعدون