لماذا لايصلح الشيعة للسلطة من منظور التحليل النفسي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دائما يفسر المتعصبون تناولنا بالنقد والتحليل للعقائد والممارسات السياسية للشيعة على انه أستهداف عدواني يصب لصالح ))الوهابية(( وغيرها، ودائما نكتب رأينا في الوهابية ونقول عنها انها فكر تكفيري أجرامي ليس له علاقة بالاسلام.
والسبب الذي يجعلني أركز على نقد شيعة العراق تحديداً.. هو لأنني شيعي، صحيح انا ضد كل اشكال الطائفية واعتبر كافة المذاهب الشيعية والسنية هي من صنع البشر وهي بعيدة عن الاسلام الحقيقي، ولكني في نفس الوقت من حيث الذاكرة والانتماء الاجتماعي انا شيعي بحكم الولادة والنشأة وكذلك هم أهلي وجزء من شعبي أشعر بالألم لحالة التخلف والخسائر التي يدفعونها بسبب طيبة قلوبهم وسذاجتهم وخداع اللوبي الايراني لهم، وهذا لايتناقض مع رفضي للطائفية وتوجهاتي العلمانية الليبرالية.
ما أقدمه هنا من تحليل يطرح لأول مرة في الثقافة الشيعية، من حيث تناول ( أسباب ) أزمة الشخصية الشيعية من منظور التحليل النفسي فيما يخص فشلها المزمن وعدم صلاحياتها لإستلام السلطة السياسية بسبب البنية السايكولوجية لشيعة العراق، على اعتبار ان الشيعة العقائديون بحق الذين ذابوا بعشق صوفي في فكر وروح التشيع هم العراقيون على حساب انتمائهم الوطني للعراق وقوميتهم العربية.
أما شيعة ايران ولبنان الذين استلموا السلطة السياسية.. فأن شيعة ايران انتمائهم القومي الفارسي يتقدم على انتمائهم للأسلام والطائفة لديهم، وبالتالي فهم يستعملون الاسلام والتشيع كمجرد طقوس وشعارات سطحية بعيدا عن الذوبان العقائدي، وبالنسبة لشيعة لبنان وتحديدا جماعة حزب الله فهم عبارة عن مشروع تجاري تم تجنيدهم لدى المخابرات الايرانية مقابل حصولهم على المال لاأكثر، فشيعة ايران ولبنان هم بالاسم فقط ينتمون للتشيع، وكلاهما شيعة ايران ولبنان فشلا بصورة مخزية عندما استلما السلطة.
الشخصية الشيعية العراقية هي نتاج التاريخ بإمتياز بمعنى إنها ليست شخصية عفوية، وإنما هي ترزح تحت إكراهات التاريخ والايديلوجيا وعملية ( التفريس ) التي مارسها اللوبي الايراني منذ أكثر من ألف عام لقولبة شيعة العراق، ونتيجة لعملية غسيل الدماغ الجماعي وإدخال أفكار وطقوس وممارسات بعيدة عن الفطرة الانسانية وطبيعتها العفوية.. ظهر مرض (( الماسوشية )) في المجتمع الشيعي العراقي على وجه الخصوص.
ومن أبرز أعراض مرض (( الماسوشية )) النفسية وليس الجسدية هو التواري خلف الصفوف الامامية وعدم الجرأة في أخذ زمام المبادرة والطليعية وإستمراء الخضوع للافكار والطقوس والاشخاص، وأخطر مافي هذا المرض هو التوجه بصورة لاشعورية الى إتخاذ مواقف وسلوكيات تؤدي الى الاخفاق من أجل الاستلذاذ بعذابات الفشل ونشير إننا لانعمم على جميع الشيعة وإنما نتحدث عن الغالبية العظمى.
العناصر المؤسسة لمرض (( الماسوشية )) لدى الشخصية الشيعية هي:
- المنبر الحسيني
- طقوس عاشوراء
- تقليد المراجع
بالنسبة للمنبر الحسيني فمنذ مئات السنين يقيم الشيعة مآتم الحزن والعزاء بصورة مستمرة سنوياً على ذكرى إستشهاد الامام الحسين بن على بن أبي طالب، ومن طبيعة عمل هذه المنابر هو القيام بضخ وتكريس مفاهيم تحقير الذات والشعور بالذنب والإضطهاد وعدم جدارتها بالحياة، وعادة ماتكون مصحوبة هذه المآتم بالعويل والبكاء، وتعتبر هذه الاجواء والممارسات بيئة مثالية لتحطيم الذات وقتل شعورها بالاعتداد وتشويه إحساسها بالحياة وجمالياتها.
أما طقوس عاشوراء فهي مناسبة تستمر لمدة أربعين يوماً لدى الشيعة وتعتبر تطبيقاً عملياً لمرض (الماسوشية) وتعذيب الذات جسدياً ونفسياً، فليس من الطبيعي وفق قوانين الصحة العقلية والنفسية قيام الشيعة بضرب أكتافهم وظهورهم بالسلاسل كل يوم وطوال العشرة الاولى من شهر محرم، ثم تأتي ذروة عملية تعذيب الذات في اليوم العاشر من محرم حينما تخرج المواكب لضرب الرؤوس بالسكاكين وإخراج الدماء بصورة مقززة تتعارض تماما مع تعاليم الاسلام التي تؤكد على أن النظافة من الايمان وتحريم إيذاء النفس.
طبعا ليس هذا فحسب، وانما يتخلل السنة العديد من مناسبات وفيات الائمة الاثنى عشر وتتم فيها ايضا طقوس اقامة المنبر الحسيني والعزاء والبكاء والعويل.
وبخصوص العنصر الاخير المسبب للمرض وهو تقليد المراجع الذي يتخذ شكل نمط علاقة (الراعي والقطيع) بصورة فيها إمتهان ومصادرة لآدمية وكرامة الانسان وحريته في التفكير والارادة، فكما هو معروف أن القرار الديني والسياسي لشيعة العراق يهيمن عليه اللوبي الايراني منذ اكثر من الف عام وينحصر دور الشيعة فقط في دفع أموال الزكاة والخمس وتقبيل أيادي رجال الدين الفرس الذين يضربون طوقاً حديدياً على المرجعية ويتصدون بشراسة الى كل عنصر عراقي عربي يحاول البروز وقيادة أبناء وطنه من داخل المؤسسة الدينية.
وواضح ان الهدف من آلية عمل تقليد المراجع هو إحداث (خصاء نفسي) جماعي وشل الارادة والعقل وقيادة الجموع بصورة عمياء وفق أهواء اللوبي الايراني.
لقد وصل تآمر المرجعية ورجال الدين الفرس على شيعة العراق الى درجة إصدار فتاوى في السابق منعتهم من الانخراط في وظائف الدولة ودخول المدارس الحكومية بغية تكريس المزيد من الجهل بينهم ومنع تنامي مشاعرهم الوطنية والمشاركة في بناء العراق.
وستبقى أزمة الهوية الوطنية لدى الطائفة الشيعية العراقية قائمة مالم يثوروا على هيمنة اللوبي الايراني على قرارهم السياسي والديني، فالمطلوب من شيعة العراق البرهنة على وطنيتهم العراقية بالثورة على كل ماهو ايراني قبيح سواء داخل المرجعية او احزابهم ومؤسساتهم، فمن العيب على شيعة العراق والعار انهم يدفعون الخسائر والتضحيات والمقابر الجماعية... ثم يأتي الايراني من خارج الحدود ويستلم أعلى المناصب الوزارية ويحتل مقاعد البرلمان ومن سراديب النجف يتم التحكم بمصيرهم السياسي والديني من قبل المرجعية الايرانية بينما شيعة العراق العرب مجرد عبيد وخدم ووقود للقتل والمقابر الجماعية وخيرات وطنهم يستولي عليها اللوبي الايراني!
وهذا التكوين الثقافي السايكولوجي الذي يتحكم ببنية شيعة العراق جعلهم على الدوام يذبون في طقوس وشعائر طائفية على طول السنة وينسون أولويات الحياة وواجباتهم الوطنية، وكذلك يرتبطون بعلاقة التبعية بمراجعهم.. مما حطم في نفوسهم مشاعر الانتماء الوطني الضرورية لإستلام السلطة وممارستها بنجاح وبناء الوطن - وانا هنا لاأعمم على كافة الشيعة وانما أتكلم عن الأكثرية - لقد فشلوا في ممارسة السلطة حتى على مستوى أدارة المدن الشيعية كما هو الحال في العراق في الوقت الحاضر حيث فشلت كافة الأدارات الشيعية في تسيير شؤون مدنها واستشرى بينها الفساد الاداري بكافة أشكاله البشعة كالسرقات وتهريب النفط والصراعات الدموية على الغنائم والسرقات... والأخطر من هذا تسليم المدن الشيعية الى المخابرات الايرانية!ِ
خضير طاهر