أصداء

مهاجمة سوريا بتحريض اميركى

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فى 6 سبتمبر أعلنت سوريا عن قيام مقاتلات إسرائيلية بانتهاك مجالها الجوي شمال البلاد وقصف مواقع داخل أراضيها وقد فاجأت الكثيريين حقيقة أن الهجوم وقع في شمال البلاد بالقرب من الحدود مع تركيا وليس في الجنوب حيث لسوريا حدود مشتركة مع إسرائيل.وبعد ذلك تسربت الاخبار عن قيام مجموعة كوماندوس إسرائيلية بالتسلل داخل الأراضي السورية فى مركز دير الزور للنفط علي نهر الفرات وصادرت مواد نووية من داخل الموقع السوري وقدمته إسرائيل إلى المسؤولين الأميركيين الذين منحوهم الضوء الأخضر لشن الغارة وتدمير الموقع النووي. وان الذى أشرف على التنسيق والتخطيط للعملية وزير الدفاع الإسرائيلي "إيهود باراك". مسئولي وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون أعلنوا عن احتمال وجود تعاون بين كوريا الشمالية وسوريا في المجال النووي، فضلا عن احتمال قيام سوريا بالتعاون مع بعض الموردين السريين لتزويدها بالتكنولوجيا النووية.مع ان مساعد نائب وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون منع الانتشار النووي اندرو سيميل أكد أن هوية الموردين لم يتم تحديدها بعد، إلا أن كوريا الشمالية مرشحة بقوة، كما أنه لم يستبعد أن تكون محاولة تزويد سوريا بالتكنولوجيا النووية قد تمت إدارتها بواسطة شبكة العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان. والملفت للانتباه تصريحات وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس في إحدى المقابلات التليفزيونية، والتي أشار فيها أنه لا يستطيع الخوض في أمور متعلقة بعمل المخابرات، ولكنه أكد أن أمريكا تراقب عن كثب كل من سوريا وكوريا الشمالية.وقد نشرت صحيفة الواشنطن بوست تقريرا اكدت فيه أن إسرائيل قد زودت الولايات المتحدة بمجموعة من الأدلة التي تؤكد أن كوريا الشمالية قد تعاونت مع سوريا في إحدى المنشات النووية، ولكن لعديد من الخبراء النوويين شككوا في هذه الاتهامات على اعتبار أن سوريا توجه اهتمامها الأساسي إلى بناء ترسانة من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية وليس الأسلحة النووية. وكان الجيش الإسرائيلي قد قرر نهاية أغسطس الماضي، إعادة سحب جزء من قواته في هضبة الجولان، بعد استبعاد الحرب مع سوريا، وانتهاء شهور من التوتر على الجبهة السورية - الإسرائيلية. وتعتبر سوريا وإسرائيل في حالة حرب من الناحية الفنية، وقد توقفت محادثات السلام بينهما عام 2000 حول مصير هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل خلال حرب عام 1967. وبصفة عامة أبقى الجانبان منطقة الحدود في حالة هدوء. واتفقت كافة التحليلات على أن هذه الحادثة كشفت مدى خطأ الاعتقاد بهدوء الاوضاع وتراجع التوتر بين الجانبين الاسرائيلى والسورى.

وأن حوادث كهذه قد تؤدي إلى انزلاق الاوضاع إلى مالا يحمد عقباه وربما تفجر مواجهة عسكرية بين البلدين، وهي المخاوف التي كان يبدو أنها تراجعت في الاسابيع الاخيرة". وأن هذا الحادث يدلل بجلاء على هشاشة الوضع في الشرق الاوسط. ويأتي هذا التطور الخطير في الوقت الذي يجري فيه الكلام تارة عن مفاوضات اسرائيلية سورية حول الجولان، وطورا عن امكانية نشوب حرب بين البلدين وكانت آخر مرة قالت فيها سورية انها أطلقت النار علي طائرات حربية اسرائيلية في حزيران (يونيو) 2006 عندما حامت طائرات فوق مقر الاقامة الصيفي للرئيس السوري بشار الاسد. وقال مسؤولون اسرائيليون انذاك ان تحليق الطائرات كان رسالة للكف عن دعم حركة حماس بعد أن خطفت الحركة الفلسطينية جنديا اسرائيليا في غارة عبر الحدود من قطاع غزة.

والملاحظ ان اسرائيل فى الاونة الاخيرة اخذت تشيع احتمال أن تشن سوريا حرباً في هضبة الجولان، قد ترسخت إثر مخاوف من أن معارك الصيف الماضي بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حزب الله اللبناني، ربما تكون قد عززت من معنويات سوريا.

وظهر ان الغارة تمكت بعلم وموافقة الولايات المتحدة الأمريكية التى سبق وابدت غضبا ملحوظا من اسرائيل، حيث التاصعيد الامريكى المستمر ضد سوريا التى اتهمها اركان فى الادارة الامريكية - أن تنظيم القاعدة وإيران يعملان بمساعدة النظام السوري من أجل زعزعة الوضع في العراق لكي تنسحب القوات الأمريكية من البلد في أسرع وقت.

و إن إيران تتخذ من سوريا قاعدة لزعزعة الاستقرار في العراق ولبنان. وكان الامريكيون يأملون ان تشن اسرائيل الحرب على سوريا وليس لبنان فى الصيف الماضى وثمة غضب في أوساط الإدارة لعدم إقدام إسرائيل على فعل ذلك. فالادارة الامريكية توقعت من إسرائيل أن تشن الحرب على سوريا... وتمنت أن يحصل هذا الأمر لأنه كان سيخدم المصالح الأميركية والإسرائيلية، وقد منحوها كامل الوقت خلال الحرب على أمل أن تفعل ذلك، الأمر الذي كان من شأنه أن يغير الخريطة الاستراتيجية في الشرق الأوسط، وخاصة أن سوريا هي الدولة العربية القومية الأخيرة ولكن كانت النتيجة في النهاية أن إسرائيل لم تشن الحرب على سوريا، ودخلت في الحرب غير الصحيحة، وخسرت هذه الحرب أيضاً، بدلاً من تحقيق نصر استراتيجي يخدم أهداف إسرائيل وأهداف الولايات المتحدة في العراق وتصاعدت صيحات المحافظين الجدد متساءلة ماذا تريدون من لبنان؟ توجّهوا الى سوريا... ولكم منا كل الدعم". ولذا كانت الغارة الاسرائيلية الأخيرة موضع رضاء امريكى كامل.

د. عبدالعظيم محمود حنفى
باحث فى العلوم السياسية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف