أصداء

هيّا بنا نحجب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

من يتصفح الانترنت في السعودية يخيل له أن " الاخوان " في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، كانوا أخذين الأمر مقاولة، وعليهم أن يحجبوا عدداً محدداً من المواقع بشكل يومي وإذا نقص الحجب اليومي عن الحد المقرر فإن رواتبهم تتعرض للخصم، بل ربما ينقلون من وظيفتهم لعدم كفاءتهم. لذلك فهم يحجبون بعض المواقع " كمالة عدد " أو قد يقع اختيارهم على بعض المواقع بكتابة نطاق عشوائي فان كان لهذا النطاق وجود يصيح الموظف: بسظ، لقيته. ويضغط على إحجب.


وإلا ماذا يمكن أن نسمي حجب خدمة ترجمة المواقع والنصوص عبر غوغل لفترة طويلة، وهي خدمة مجانية اتاحها محرك البحث غوغل لعباد الله الذين لا يتقنون كل اللغات أو سوى لغة واحدة.


ولا أدري ماذا كان هؤلاء الموظفون يقولون عندما يصادف أحدهم واحداً من معارفه وهو في طريقه الى عمله ويسأله: على فين العزم أبو فلان؟ أتوقع أنه يرد: أبد والله رايح احجب " كم موقع " وراجع
ويخطر لي أن هذا الموظف عندما يتأخر في العودة الى المنزل يسأل ابنهُ أمه " يما أقول ابوي للحين ما جا من الحجب؟ "


ولو أجري استفتاء نزيه لاكثر الصفحات قراءة في السعودية ( وبالطبع تشاطرها دول عربية كثيرة ) سنجد أنها صفحة " عفوا هذا الموقع محجوب... " بل ان الأخوان، وخوفاً من عدم قدرتهم على اكمال العدد اليومي المقرر كانوا يلجأون الى المتطوعين، الذين يمكن أن نسميهم " هواة حجب المواقع " وأتاحوا لهم اقتراح ما يرون أنه يجب أن يحجب، فما على " هواة الحجب " سوى ملأ استمارة بسيطة لا يستهلك تعبئتها وقتا طويلا، إذ يكفي أن يضع الهاوي رابط الموقع المراد حجبه و "كم كلمة " عن سبب الحجب، والاخوان يقررون، وهم ما يقصرون انشاءالله.


ولو استمرت " المدينة " في تولي أمر الحجب واتاحة ممارسة هذه الهواية للشباب، لربما شهدنا نشوء جمعية لهواة حجب المواقع. على غرار جمعيات هواة جمع الطوابع البريدية في بعض دول العالم. وأعتقد أن إتاحة هذه الهواية لكل المتصفحين تولد عن الحاجة التي هي أم الاختراع. والحاجة " والله أعلم " نشأت بسبب تقاعس أحد الاخوان في المدينة عن إكمال " الغوتة " اليومية للحجب، فخصم من راتبه!! وكحل لهذه المعضلة وكي لا يتكرر الخصم طبق نظريات العمل المدني التطوعي ونجحت...


وبعد أن انتقلت خدمة الحجب الى هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، بدأت الهيئة عهدها الميمون بتطوير صفحة الحجب فأصبحت الجملة " عفواً الموقع المطلوب غير متاح " وتم تنسيقها بشكل أكثر أناقة وتم إدخال الالوان الخضراء اليها كي تسر المتصفحين بعد أن كانت بالابيض والاسود وحذفوا استمارة المتطوعين وهو ما ينذر بعواقب وخيمة على هواة الحجب بعد أن أصبحوا عاطلين عن ممارسة هوايتهم وبسبب هذا قد يضطرون الى تطوير قدراتهم التقنية متحولين الى هاكرز لأن هذه لا تتطلب " هيئة " ليكونوا تحت خيمتها " التقنية " لممارسة هوياتهم.


ما كان يتجاهله الأخوان في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وما يبدو أن " الهيئة " الجديدة مستمرة في تجاهله هو أن تفادي الحجب أصبح أمراً يسيراً لكل ذي مبصرة في الانترنت وأن المحتوى المحجوب قد يتوفر في مواقع غير محجوبة وقد يتم تداوله عبر البريد الالكتروني لهواة تداول ماهو محجوب وهذه لا يستطيع الاخوان السيطرة عليها إلا اذا حجبوا كل خدمات البريد، وكذلك ماذا يفعلون بغوغل والتصفح عبر نسخة مخبأة؟


اعتقد أن الاخوان في " الهيئة " الجديدة، والذين أبدلو تسمية الحجب بالترشيح لا يعلمون أنها " رايحة " فقط على أولئك الذي لا يجيدون لعبة القط والفار في الحجب وتفاديه، وهؤلاء عادة هم الكتاب والمثقفون قليلو الحيلة.


أعتقد أن على الهيئة الجديدة أن تعتمد القنابل الذكية!! في الحجب وهي مستخدمة من قبلهم في موقع " يوتيوب" الشهير للفيديو! إذا يحجبون فقط اللقطة التي يرون أنها يجب أن تحجب ولا يتم حجب الموقع كاملاً وهذا ما يمكن تطبيقه على بعض المواقع الثقافية والاخبارية التي ظلت متاحة لوقت طويل وتم حجبها بسبب مادة أو بعض المواد التي نشرت فيها ويرى كثيرون أن لا مبرر لحجبها، دون أن ندخل في تفاصيل أخرى..

خلف علي الخلف

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف