أصداء

دعوة لجمعية تعنى بحقوق الرجل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعد اختلاط الحابل بالنابل..


كانت المتحدثة على شاشة التلفاز، وهي ناشطة في حقوق الإنسان تتحدث عن ظاهرة العنف على النساء في مجتمعاتنا العربية، وتطالب بوضع حد لهذه الظاهرة، لأن ضحاياها من النساء يعانين كثيراً من الآثار النفسية له.


خذوا الحكمة..
شيء ما جعل قصة رواها لي صديق من دولة عربية شقيقة تقفز إلى ذهني فجأة. والقصة باختصار أنه (صديقي) كان يستقل حافلة عامة اكتظت بالناس وقوفاً بعد أن امتلأت المقاعد على آخرها.. ركبت امرأة في منتصف العمر وانحشرت بين الوقوف من الرجال، فنهض أخو مروءة من مقعده داعياً السيدة للجلوس مكانه.
قرب محدثي كان ثمة مجنون يلقي بالكلام على عواهنه ضابط أو رابط. التفت إلى محدثي وقال متهكماً وهو يضحك ساخراً من أخ المروءة: انظر إليه العبيط، صدّق بأن المرأة ضعيفة فوقف وأجلسها. ثم أردف ضاحكاً وهو يقول له: إنك لا تستطيع حمل حقيبتك هذه رغم صغرها طوال اليوم، وهذه الضعيفة تحمل إنساناً في بطنها تسعة أشهر (طالعة نازلة نائمة صاحية).
مقولة: إن النساء ضعيفات هذه لا بد أن تكون وراءها امرأة، وعمل الرجال على تثبيتها وترسيخها إرضاء لغرورنا. يا أخي أنت تضحك ملء شدقيك حين تضحك، وتنطلق دموعك حارة بعفوية وبلا إرادة حين تبكي. أما المرأة فتضبط ضحكتها حسب رغبتها ونوع التأثير الذي تريد إحداثه، وكذلك هي عند البكاء.
ثم ختم المجنون: قال ضعيفة!! هه ثم أطلق ضحكته الساخرة. محدثي، وهو من المثقفين الثقاة قال: جعلني هذا المجنون أفتح عيوني على سعتها قارئاً صدق ما قال فيمن هم حولي من الرجال والنساء، والشيء المخيف أنني وجدت بأنه كان صائباً بأكثر مما أتوقع، بل أكثر مما كنت أريد وأرجو.


توسيع المفهوم
تذكرت تجربة صديقي وأنا أستمع إلى المتحدثة الفاضلة، وهي تكاد تقيم سرادق للحزن على حال المرأة في بعض مجتمعاتنا العربية..
وفكرت قائلاً لنفسي: هذه الأرقام مثل ضحكة المرأة وبكائها.. تعرض (توظيفاً) لها، بمعنى أن لها هدفاً محدداً، وهو الاستنزاف العاطفي لقوى المجتمع لتحقيق المزيد من المكاسب للنساء.
وإلا.. هل توجد منظمة ما لتضع بين يدينا أرقاماً مماثلة ترصد لنا ضحايا النساء من الرجال؟
كلنا - رجال ونساء - نعرف كثيراً من الرجال دخلوا السجون - منهم القاتل والسارق والمرتشي - بسبب النساء، وكثيرون فقدوا شرفهم وساءت سمعتهم بسبب نسائهم، وكثيرون من فقدوا عقولهم، ومن انتحروا، ومن انتهوا إلى التشرد والإدمان، ونعرف جميعاً نماذج من رجال كانوا يمكن أن يصبحوا عباقرة وعلماء فانتهوا إلى الفشل والإحباط.
ألا يحسب هؤلاء ضمن ضحايا النساء؟
سينهض واحد من هيئة الدفاع عن النساء في وجهي صائحاً: ولكننا نتحدث عن العنف والإيذاء الجسدي، أعرف ذلك.
ولكني أدعوه إلى أن نوسِّع مفهوم العنف قليلاً، فلا نختزله في الإيذاء، ولكن، وحتى في حدود هذا التحديد الضيِّق، قرأت لناشطة في حقوق الإنسان أطلقت تحذيراً بأن مجتمعاتنا العربية أخذت تتفشى وتستفحل فيها ظاهرة العنف الجسدي من الزوجات ضد الأزواج، وأسمح لنفسي بالقول: إنني أعرف نماذج من هؤلاء الأزواج الضحايا من الذكور، دون أن أسمح لنفسي ذكر أسمائهم وفضحهم والتشهير بهم بين قبائل الرجال.. ولا أشك في أن هذا التشهير (سيفش غل) الكثيرات مِمَّن لا يتمتعن باللياقة الجسدية لإيذاء أزواجهن جسدياً، ويجعل من استطعن ذلك يطرن فرحاً وتيهاً وفخراً.


أسلحة الكيد الفتاكة
على كل.. إذا ما توسعنا قليلاً بمفهوم العنف، سنجد أن العنف الذي تمارسه النساء على الرجال أكثر وأضر وأوسع، لأن أغلبه يقع في دائرة العنف والإيذاء النفسي، ومعلوم أن الإيذاء النفسي أبلغ ضرراً وأقوى تأثيراً.
ومما يفاقم هذا العنف ويوسع دائرته الإيذائية أنه في أغلبه يتم بوسائل الكيد، والخالق - جل وعلا - وصف كيد النساء بأنه (عظيم). والكيد سلاح فتاك لأنه متعدد الوسائل والأساليب والآليات، ويمكن استخدامه تحت كل الظروف والمناخات، فهو يستخدم الكذب والنفاق والحيلة والمناورة والتخطيط طويل المدى، وفيه توظف الكلمة والدمعة والضحكة، والأمراض، واللمسة، والهمسة، وكل أعضاء الجسد، والإيماءة، والغمزة.
وهذا هو مصدر خطورة كيد النساء، ومصدر قوتهن.
والمرأة في هذا تتفوق على الرجل لأنها أقدر منه على السيطرة على انفعالاتها العاطفية.


المرأة واقعية للغاية..
وعلى عكس ما يشاع، فإن الرجل هو العاطفي والخيالي.. وإلا فكم من النساء بلغن ذُرا الإبداع الخالد، سواء في العلوم أو الفنون بمختلف أنواعها.
وها أنت تشاهد في كل قنوات العالم الفضائية أن أكبر المبدعين وأمهرهم في فنون الطبخ - وهو مجال المرأة بامتياز - هم من الرجال.
المرأة تعاني من نقص حاد في الخيال، لأنها ملتصقة بالأرض والواقع، لا تميل إلى المغامرة والتجريب؛ ولذا فإنها الأكثر شهوة في الاستهلاك، ليس في الاستهلاك، ولكن في الشراء.. إنها تعشق اقتناء الأشياء وحفظها دون الاستفادة منها، ولتلقي نظرة إلى خزائن معدات المطبخ وأطقمها.. ويا ويل من يفكر من إنفاق نصف قيمتها على الكتب مثلاً.


وراءه امرأة
يقال لك: وراء كل عظيم امرأة.. دون أن يقولون لك كيف أسهمت هذه المرأة في عظمته؟
وكلنا يعرف بعض أولئك الذين يهربون من جحيم زوجاتهم إلى الاستغراق في العمل والإبداع. هؤلاء الهاربون هم الناجون من الجحيم إلى العمل، فيحرزون فيه التقدم والنبوغ والنجاح.
أما أولئك الذين يهربون منه إلى (البلوت) والشيشة والسهرات الخارجية، فهم (الثابتون) في مواقعهم العملية لا يتقدمون ولا يتراجعون.
أما الخاسرون فهم الذين يهربون من الجحيم إلى الجحيم، أي من جحيم الزوجة النكدية إلى هاوية ممارسات أخطر وأسوأ مآلاً من الدنيا والآخرة.
يقولون: إن صبر سقراط على زوجته جعل منه فيلسوفاً.. ويا له من دعم تقدمه زوجة لزوجها حتى ينجح.. ولكن في التاريخ كله لم نعرف سوى سقراط واحد.
وراء كل عظيم امرأة.. يقولون لك.. ثم سينسون قاعدة أعم: وراء كل جريمة فتش عن المرأة.
ألا يقولون هذا أيضاً..؟
وأزيد من عندي، وأجزم أن الكل - عدا هيئة الدفاع إياها - يؤيدني:
وراء كل شقي ومحبط امرأة.
فالرجل بالفطرة مدفوع بدافع النجاح وتأكيد الذات، وهو في ذلك لا يحتاج لامرأة تحفزه وتدفعه إلى النجاح، ولكن جل ما يطلبه منها كزوجة أن تهيئ له المناخ الملائم في سكنه ليحقق طموحاته وينجح. والنجاح هو مكافأته وليس ما وراء النجاح من ثروة أو شهرة.. بينما تريد المرأة رجلاً تكون هي (كل) عالمه.. وأظن لهذا اختلفت المعايير، حيث أصبح الرجل سهل الانقياد، ضعيف الشخصية، فالذي تمثل امرأته كل العالم، فتصير اهتماماتها هي اهتماماته، وكل صغائرها تصير كل كبائره، هو الزوج المثالي والعريس (اللُّقطة)، وكما يقال: (حمير) تركبه ولا حصان (يركبك).


شعارات مشبوهة
يفاقم المشكلة أن المجلات النسوية التي انتشرت مؤخراً بأعداد هائلة تكاد كلها تدعو من أبواب قضاياها الاجتماعية على وصفه يدعو الاتفاق عليها إلى الريبة، إذ كلها تدعو الأزواج تحت شعار المشاركة والانسجام إلى الاهتمام بصغائر المرأة والدخول في تفاصيل اهتماماتها حتى الشخصي والخاص منها، مثل: أنواع المكياج وألوانه الذي تستعمله، والملابس التي ترتديها وكل شيء، كل شيء.
والحال أنني لا أعرف يستغرقه عمله وتشغله الهموم العامة يستطيع أن يكون هذا الزوج المثالي.. ولا أعرف فكرة حتى هذه القاعدة الشاذة؟!
على كل، أجدني أقف تماماً مع ما قاله لي صديق أمريكي ذات مرة؛ وكنا نناقش مسألة مثل هذه، قال لي: هل تعلم بأن النساء أكثر ذكاءً منّا نحن الرجال؟
ولما سألته: كيف ذلك؟
قال لي: الواحد من نشأته يصلي ويسأل الله أن يوفقه لينجح في دراسته، ثم نصلي ونسأله أن يوفقنا إلى عمل جيد، ثم نسأله الثروة والاستقرار. أما المرأة فتكتفي بأن تسأله شيئاً واحداً.. أن يمنحها زوجاً، وحين تعثر على الزوج تطلب منه الباقي كله.
وإذا كان لي من طلب، فإنني أدعو إلى تشكيل منظمة تعنى بحقوق الرجال، وحبذا لو كانت عضويتها في أغلبها من النساء المتعاطفات مع الرجال، أسوة بجمعيات حقوق المرأة التي يشكل الرجال عصب قوتها.
والله يهدي إلى سواء السبيل..

د. صالح بن سبعان

أكاديمي وكاتب سعودي
E-Mail:
dr_binsabaan@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف