أصداء

بيان توضيحي حول التهديد المحيق بالثقافة العراقية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قرأت اليوم على موقع إيلاف الالكتروني في باب أخبار خاصة تقريرا صحفيا كتبه المحرر الصحفي عبد الرحمن الماجدي بعنوان ( استقالات واتهامات في المجلس العراقي للثقافة ) وقد ورد ت فيه أقوال انفعالية على لسان الأمين العام للمجلس وهي أقوال تنتمي إلى ضرب من ضروب الفاشية الذاتية التي ليس فيها أي شكل من أشكال النوايا الحسنة بل كانت خارج نطاق التفكير الثقافي السليم أوالحريص على مستقبل العلاقات الإنسانية بين المثقفين العراقيين الخالية من كل عشبة ضارة..!

تعمد السيد إبراهيم الزبيدي في محاجته الحادة الاعتماد على نوع من "التعددية الشتائمية " بحق أصدقاء له كانوا لحد الأمس القريب زملاءه في المجلس العراقي للثقافة يفعــل في كل حديث عنهم قيمتهم الثقافية الحقيقية. لكنه اليوم ومع الأسف الشديد نراه يحشد بعض مناصري أخلاقياته إلى كتابة تعقيبات وتعليقات مساوية لأكاذيبه وملازمة لها بمستوى شتائمي خاص ينضوي تحت نفس السيناريو الهجومي. هل يستحق موضوع الاستقالة كل هذا التسميم في البيئة الثقافية العراقية وكل هذا الضجيج المفتعل المشدوه الذي غمر نشاط إبراهيم الزبيدي فجأة..؟ هل يستحق" أصدقاؤه " كل هذه الأوصاف الاستهلاكية التي دفع بعض أتباعه لكيلها جزافا للتعبير عن بنية ٍ نفسية ٍ مضطربة ٍ وعن خلل ٍ ذهني ٍ وعن تبلد ٍ ثقافي ٍ شديد..؟ كنت أظن أن الاستقالات المتكررة في هذا المجلس قد تحمل ضرورة ملحة تدفع، بسرعة وبقوة، إبراهيم الزبيدي لمراجعة المعضلات المحيرة التي ألقت بثقلهاإلى داخل المجلس حال انبثاقه وكنت أظن ان إبراهيم سيمنح أولوياته لمراجعة مايحيط بتلك المعضلات لكن الواضح انه رجل مفتون بمنصب الرئاسة حتى ولو كان مندون كياسة، وانه مفتون بأساليب إلزام الآخرين لسطوته ونفوذه، وانه بعيد كلالبعد عن مبادئ المستوى الجمعي في العمل الثقافي التنظيمي الديمقراطي، وانه بأقل الاحتمالات لا يعرف أن " المثقف المرقط " مهدد بالانقراض مهما طال الزمن..! لذلك ما استغربت م التصريحات غير المهذبة التي طالت بعض الأعضاء المستقيلين من المجلس والتي تدل بوضوح تام أن الأخلاق غير الثقافية قد انحدرت إلىمستوى لا أظن أن نفساً بشرية أو ثقافية من أقرب المقربين إليه تقبلها مهما كانت مياهها الجوفية عفنة. فنحن المستقيلين لم نلعب بنرد عشوائي ضار بالثقافة العراقية كما يعتقد، بل نحن مالكو خبرة كبيرة في العمل الوطني والثقافي تتفوق على ما يملكه الزبيدي بأضعاف المرات، فهو، والله، لا يملك ـ كما تبين لنا أخيرا ـ إلا قدرات العمل على جدع الشجيرات الثقافية المثمرة من دون أن يعرف أنها لا تتجدع. وهو لا يعرف أن هناك حقيقة تؤكد انه حتى أشجار الغابات لها قيمة عالية.

إن أفكارنا وهوياتنا الوطنية، نحن المثقفين العراقيين المدافعين عن حقوق شعبنا الثقافية والإنسانية، تتجدد عبر الزمن وليس لها غايات بيئية معينة كما هو حال بعض المنتفعين من كل صوب ومكان، ولذلك اقتصر موقفنا الأخير على مستوى واحد يتلاءم مع مستوى آخر نؤمن به واعني بذلك تقديم الاستقالة من عضوية مجلس لم نلتمس فيه خيرا ولا يملك روح الوظيفة التشاركية في العمل أصلا كما اكتشفناه خلال الشهور الخمسة الأخيرة بصبر كبير. انطلقنا بواسطة تقديم الاستقالة، من روح الدفاع عن الثقافة العراقية التييراد فرض الهزيمة عليها فرضا، وانطلقنا من هدفنا في صيانة حق البقاء للأنواع الحية من المثقفين. فالاستقالة كما يعرف كل إنسان هي حق مقدس، وممارسة النقد وسيلة ديمقراطية مقدسة.. فلماذا ثار الرئيس إبراهيم الزبيدي وعبر عن انزعاجه من استقالة المستقيلين ومن نقد المنتقدين.. ؟

لماذا لجأ إلى افتراءات كيدية ولماذا ولــّد أصنافا من الادعاءات المنطوية على القيمة المشهورة " الإناء ينضح بما فيه..".. لماذا برمج تصريحاته الصحفية لكي يدعو لزيادة الشاتمين والسبابين من توابعه وأنصاره على صفحات موقع إيلاف محولا القضايا التي نحن بصددها من " القيمة الجماعية " إلى " القيمة الذاتية " مبتعدا بذلك كل البعد عن الأخلاق التشاركية التي يحتاجها وطننا وثقافتنا في الوقت الحاضر أكثر من أي وقت مضى. من دون شك أنا أرجو أن تضع العناية الإلهية يدها على أفواه هذا البعض المستقيل كي لا يقولوا شيئا يدفع أتباع السيد المدعو بـ" الأمين العام " لصب الزيت على النار وزيادة اشتعال الأفعال الغريزية وتنويع الظلم والعدوان على الثقافة والمثقفين العراقيين ولتسعير الأعصاب وافساد الأذواق والرؤية والسمع والوعي وافساد حتى نمط آلامنا التي تجسدت في تعليقات العشرات من العراقيين من " صنف وحيدات الخلايا " التي لا هي من صنف " الأمناء " ولا من أولاد عمومتهم ولا حتى من انسبائهم البعيدين لكن تصريحات إبراهيم الزبيدي المطوفة بكل أنواع الأكاذيب جعلتهم واثقين أنهم من أعضاء مجتمعات أخرى أوصف عناوينها السلوكية تشارلس داروين بدقة علمية متناهية. أن الدوافع المختفية وراء مهاجمة ثلاثة كتاب عراقيين ( كاظم حبيب وقاسم حول وجاسم المطير..) بهذا العنف ألشتائمي المستهجن لأنهم استقالوا من المجلس العراقي للثقافة الذي صاغه السيد إبراهيم الزبيدي بنفس صيغ المدعو الجنرال كَارنر أول حاكم للعراق عينه جورج بوش ووفقا لوصايا الحاكم المدني بول بريمر الانفعالية التي ركزت على تجديد الحياة الثقافية العراقية بعد سقوط الدكتاتور صدام حسين كي تستديم بمزيد من الاغتراب الثقافي بعد ان تستحث رؤية وطاقة خاصتين لا تبتعدان كثيرا عن تفكير وعاطفة إبراهيم الزبيدي كما بدا واضحا للكثيرين مؤخرا. لقد كان من واجب الثلاثة المستقيلين وقبلهم آخرون: شوقي عبد الأمير وسلوى زكو والدكتور عبد الأمير العبود وهاشم الشبلي بما فيهم رئيس المجلس الدكتور مهدي الحافظ أن يدينوا الغرائز الثقافية الراكضة وراء ضروب السلوك المدمر للمجتمع العراقي الثقافي والسياسي، داخل الوطن وخارجه، بممارسة نفس أساليب الإرهابيين التكفيريين وأساليب أجهزة صدام حسين القديمة بشتم المنتقدين وإطلاق حملة ضدهم من خرائط الوعي السيكولوجي المريض، وتوجيه مختلف التهم المتساقطة بحق من لا يريد استمرار نشاطه في المجلس العراقي للثقافة بعد انكشاف مهنيته وبيئته ومبادئه على حقيقتها. من المؤسف حقا أنني اتخذت قرارا سريعا في نيسان 2007 بالانضمام ــ مع مثقفين عراقيين نبلاء ــ إلى مجموعة مؤسسي المجلس، وقد فاتني يا للأسف أيضا الرجوع إلى تفسير تشارلز دارون لأصل الأخلاق الإنسانية وهو بكل تأكيد لم يكن تفسيرا مغايرا لوصف الحديث الذي أدلى به إبراهيم الزبيدي لموقع إيلاف الذي ليس فيه أية علاقة بنظرية العواطف الأخلاقية كما قال داروين نفسه. ودارون كان بلاشك يعني مستويات إبراهيم الزبيدي الذي أدلى بحديث لا يصدر من مواطن عاديبل من مواطن نضجت لدية أخلاقية الكذب جملة وتفصيلا بحديث ملون بأصباغ الكذب وبكلام الكذابين الهلعين الذين كشفهم سقراط في القرن الخامس قبل الميلاد وفضحهم توماس هوبز في القرن السابع عشر بعد الميلاد حين قالا قولا أكيدا بان أشباه المثقفين ليسوا غير مجموعة منعزلة عن الثقافة الحقيقية بل هم مجموعة هزيلة وقبيحة ومتوحشة وتظل قصيرة القامة لا يخترق عقولهم غير الاستكبار على حملة الأفكار النيرة القادرة على محاججة كل الإيديولوجيات والمواقف الاستغلالية سواء في السوق "المالية" أو في "الأسواق الثقافية المضادة ".

اليوم أعلن من جديد احترامي الفائق لكل المثقفين العراقيين الذين خدعوا مثل يبفردوس كاذب للثقافة أعلنه طراز ( زبيدي - لاند ) على طريقة ( ديزني لاند ). اليوم أعلن، مرة أخرى، احترامي لجميع زملاء الثقافة العراقية الذين تعاطفوا مع روحهم الوطنية فأعلنوا انضمامهم بغفلة ــ مثلنا ــ لمجلس الثقافة الذي تصوروه مبادرة لخلق نظام ثقافي عراقي جديد من خلال عولمة مؤسسة شركة إبراهيم الزبيدي وشركاه..! اليوم أقول من جديد أنني آسف لانضوائي في مجلس غير ملائم لمثقفين عراقيين.. مجلس هو في الحقيقة لا يخلو من تلوث كيماوي ونفايات سامة وهدفه الأول أنيكون مصدرا جديدا من مصادر الألم العراقي لأنه لا يملك من خاصية الثقافة أي شيء لكنه يملك أخلاقية الفساد المالي - الثقافي وخاصيته حسب، وهي كما يعرف الجميع أخلاقية لا تحترم الثقافة الحقيقية بل ان مهمة الواقفين وراءها هي مهمة لعينة تريد ان تفرم لحم بعض المثقفين فوق بعض وتجعل بعضهم يشتم بعضا وتشعل النيران في ما بينهم لتضعهم خارج الغلاف الثقافي الجوي العراقي. من جديد أعلن التخلي عن كل خطوة فيها مسعى واضح للربط بين الثقافة الإنسانية وجناح التلوث البيئي المعادي للإنسانية. من جديد أطلق عاليا مع المثقفين العراقيين الحقيقيين نداء الدعوة إلى استعمال المبيدات الضرورية لمكافحة كل ما يضر بستان الثقافة العراقية.

جاسم المطير

بصرة لاهاي

في 14 - 10 - 2007

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف