أصداء

أولاد الليل وعرابهم!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عندما أطل الممثل السوري المبدع في مسلسل حدائق الشيطان، بهر المصريين قبل غيرهم من العرب و جذب الانظار بقوة الى ادائه المميز مما فتحت القاهرة أبوابها الفنية على مصراعيها أمامه.
وکان بديهي أن ينتظر الناس بشغف إطلالة جديدة لهذا الفنان القدير متوسمين تفوقا و تألقا جديدين له، حتى جاء شهر رمضان و أطل جمال سليمان من خلال مسلسل"أولاد الليل" على محبيه و أنصاره، ومنذ الحلقات الاولى للمسلسل، کان جليا إن هذه المسلسلة تعاني من أزمة"مطاولة"مع المسلسلات الاخرى و إنها لم تسجل علامة فارقة کما لم تمتلك طابعا خاصا يميزها بصورة غير عادية عن المسلسلات العربية الاخرى، ومع إن أولاد الليل قد زج بحفنة متألقة من النجوم المشهورين في ثناياه، و مع کل تلك الدعاية التي جرت لصالحه و"حصريته"على قناة أبو ظبي، لکن کل ذلك لم يشفع له بأن يصبح حتى المسلسل رقم(4)في قائمة المسلسلات الرمضانية المعروضة من على شاشات القنوات الفضائية، وکان واضحا أن نجومية"جمال سليمان"رکنت هي الاخرى في رکن منزوي أمام تألق نظرائه السوريين وخصوصا"تيم حسن و، سامر المصري و عباس النوري" فيما بدت"غادة عبدالرزاق"بعد سلسلة أدوارها الموفقة صفرا في أقصى الشمال أمام تألق نظيراتها السوريات و المصريات سيما"صباح الجزائري و وفاء الموصلي، و وفاء عامر" وهذا الامر في حد ذاته تشکل أکثر من رسالة لمسلسل أولاد الليل و جعله ينزوي أکثر في ظلمة"ليله"الذي حاول من خلاله سرقة أضواء النهار.
أولاد الليل الذي سعى لبناء عوالمه من فضاءات مستمدة من قاع المجتمع و من خلال الفلاش باك و عملية سرد کررتها المخرجة"رشا شربتجي"بصورة کادت أن تقترب من حافة الملل، لم يتمکن من بناء حبکة درامية متقنة تتسامى عن الثغرات النقدية و تشد المتفرج بقوة الى الشاشة و لم تتمکن الاحداث المتلاحقة و داخل مواضيع المخدرات و التهريب و المواد الغذائية المستهلکة و إختفاء و موت الحاج سلطان و هروب سعيد سيستيمو"جمال سليمان"من السجن، کل ذلك لم يمنح المسلسلة دفعات قوية کي يصل الى الخطوط الامامية و کأنه ثمة مريض ميئوس من حالته وقد آل أمره الى طبيب غير حاذق فيحقنه بشتى الامصال عسى أن تتوفق إحداها ولکن من دون جدوى! المسلسل الذي بدأ بمشهد سقوط بغداد و إعتقال صدام حسين و من ثم طفق المؤلف"محمد سليمان"ببناء هرمه الدرامي الذي حشره بشکل غير متناسق بين إعتقال صدام و إعدامه.
لکن النهاية الغريبة"غير المنطقية" و"الإنفعالية" التي توحي بأجواء ماقبل الخامس من حزيران عام 1967 حيث کان البطل يقفز و بصورة غير متوقعة من الحضيض الى الذرى، وهکذا وجدنا أن سعيد سستيمو و بدلا من أن ينتقم من عدوه اللدود فوزي، يحتضن تمثال"سرجون الآشوري"کي يحفظه من التهريب و يدفع حياته ثمنا لذلك و بعد الميتة "الاکشنية" لسعيد سيستيمو، تقوم المخرجة بزرق مجموعة مشاهد تکاد تکون زائدة و حتى خارج الاطار الدرامي سيما تلك المتعلقة بالحياة العادية لعائلة سعيد سيستيمو بعد مقتله أو بإلتقاء طليقتي سعيد سيستيمو في المقبرة و الابن الفجائي لنوکهzwnj;! والحق أن مؤلف أولاد الليل حين إختار أن ينهي مسلسله بمشهد إعدام طاغية العراق فکأنه نسى أن صدام حسين کان أيضا من أولاد الليل"الحقيقيين" في العراق فهل کانت تلك مجرد صدفة أم ضحك على ذقون الحقيقة و التأريخ و الجماهير أم إنه أراد أن يوحي أن سعيد سيستيمو کما مات بطلا مظلوما فقد أعدم صدام حسين أيضا ظلما و إجحافا!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف