أصداء

طوق الطهار: ومتعة قراءة دفتر مذكرات.. خلسة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

طوق الطهارة.. هذا الاسم الثقيل على الأذن والذي وجدت صعوبة في حفظه ولم أكتشف سر اختياره، هوالاسم الذي اختاره الروائي السعودي الشاب محمد حسن علوان عنوانا لروايته الجديدة الصادرة عن دار الساقي قبل أشهر قليلة، وفي الوقت التي تتبارى الروايات ومعها دورالنشر في اختيار العناوين اللافتة وخاصة التي تثير فضول القارئ بكشف ذلك العالم الغامض في (الرياض)و(السعودية)و(السعوديين)و(السعوديات).. نجد أن هذا المبدع الشاب اختار اسما آخر رغم أن روايته هي الأخلص في نقل أدق تفاصيل الرياض ومزاجها وأهلها وأجوائها فيكتب عنها "ما الذي يستعجلون حدوثه في الرياض ستمر الليلة وتأتي أخرى شبيهة بسابقتها، فليس ثمة رحم أكثر انتاجا للتوائم المتشابهة من الرياض "وفي مكان آخر يكتب عن مدينته
"الرياض التي تتمتع بقدرلا بأس به من حذق الصحراء وخبث المدن تحتاج الى حذق مثله حتى نتكافأ معها في جدل الحياة اليومي وسكنى المدينة الصعبة فالحياة فيها تشبه حالة شطرنج نفسية مستمرة بشكل يوم "..

********
أن أقرأ (طوق الطهارة)بعد عدة روايات سعودية، كنت تماما مثل امرأة مرت بعدة قصص حب فاشلة، وفجأة ظهر أمامها فارس شهم وشجاع من حيث لا تتوقع.
في هذا الصيف كانت (طوق الطهارة) هي مفاجأتي الأدبية الأجمل.

********
وبينما نجد أن نموذج الانسان المتدين تحولت الى صورة نمطية في التجهم والارهاب في معظم الروايات السعودية، نشاهد هنا لأول مرةالنموذج الذي نعرفه جميعا وهوالمتدين المخلص الذي تجسد في المعلم الذي حمى الطفل الصغير من تحرش الكبار.
**********

اللغة قوية وآسرة، الوعي عميق، والجرأة شديدة دون الوقوع في فخ الوقاحة والاسفاف، "التأثر اللغوي بالقرآن الكريم واضح "قررت أن تأفل وأنا قررت ألا أحب الآفلات "ومرةيكتب:"جارنا تبنى طفلا بعد أن وهن العظم منه واشتعل الرأس شيبا "

أما القصائد فتتساقط من صفحات الرواية وتحاول أن تتلقفها بخط تخطه تحتها بقلمك

"شعرها السيمفوني الذي ضفرته قبل قليل
أصبح مثل حبل معلق بسقف الليل
وكنت أشعرأني اذا سحبته
انبلج النهار
كأباجورة!!":

وفي مكان آخريمر قلمي تحت قصيدة أخرى:
"كانت كل اللحظات معها فاخرة مثل السياحة
كل الأيام ثمينة وكأنها متحف
أنيقة كأنها فندق
سعيدة كأنها ساحل
ولهذا كان يجب أن تنتهي كأنها اجازة "

ولا تستطيع أن تكتم ضحكتك حين يكتب:"قالت بدلال وهي تتأمل قهوتي: أبي قهوة مثلك، فتمنيت لو أن البرازيل أقرب قليلا، وغطيت بالايجاب رغبة داخلية في أن أتحول الى كيس بن "
******
اذا كنت تبحث عن الرواية (الحكاية)والمليئة بالأحداث والمفاجآت فهذه ليست روايتك فالأحداث فيها فيها بسيطة نسمعها كل يوم ويمكن أن تحدث لأي منا.
لكن تحت هذه الأحداث هناك عالم يغلي، وفنان يغمس ريشته بدم قلبه ليصف هذه الأحداث من النبع الى المصب
فيها من الصدق والبوح ما يجعلك تشعربمتعة قراءة دفتر مذكرات خاص... خلسة

thepuzzle3@yahoo.com



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف